شهد العام الحالي كثافة نشاط سياسي، كانت المنطقة العربية مسرحًا لبعضه، متمثلًا بالعديد من اللقاءات على مستوى القمة، لتستقبل المنطقة على فترات متقاربة عدة قمم عربية، شارك في بعضها رؤساء دول مؤثرة، وتركز معظمها في النصف الثاني من 2022، واستضافت السعودية اثنتين منها.
وطغى على تلك اللقاءات بالمجمل الاقتصاد، ومحاولة بناء تحالفات جديدة على المستوى العالمي، وبدا ذلك بوضوح في قمتين على الأقل من خمس يجمعها هذا التقرير.
قمم الرياض
بدأ الرئيس الصيني، شي جين بينغ، زيارة إلى السعودية، في 7 من كانون الأول الحالي، واختتمها في 10 من الشهر نفسه.
وخلال الزيارة، وإلى جانب لقاء الرئيس الصيني بالملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز (لقاء قمة)، وولي العهد، محمد بن سلمان، استضافت العاصمة، الرياض، قمة ثانية، جمعت دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الصيني، تبعتها أخرى موسعة بحضور ممثلي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية (باستثناء النظام السوري)، والرئيس الصيني أيضًا.
وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي تبع “القمة العربية- الصينية”، إن المملكة حرصت على عقد هذه القمم لإيمانها بأهمية تعزيز العلاقات وتنمية الشراكات مع الدول المؤثرة كجمهورية الصين الشعبية.
#مباشر_واس | المؤتمر الصحفي المنعقد في ختام القمة العربية الصينية.#القمة_العربية_الصينية
#واس_عام https://t.co/oRY2IeXmkC— واس العام (@SPAregions) December 9, 2022
كما اعتبر القمم “نقطة انطلاقة جديدة للشراكة بين دولنا وجمهورية الصين الشعبية، لتحقيق التنمية المشتركة، ودفعة قوية لتعزيز علاقات الصادقة الراسخة التي تربط دول المنطقة بالصين”.
القمة العربية
انعقدت أعمالها في دورتها الـ13 بالعاصمة الجزائرية، مطلع تشرين الثاني الماضي، وسبقتها على مدار أشهر جهود جزائرية تهدف لمشاركة النظام السوري بالقمة، الأمر الذي اصطدم بمعارضة دول عربية محورية، كالسعودية وقطر.
ولم تتطرق القمة في جدول أعمالها لحضور وغياب النظام، مكتفية بالتأكيد على دعم جهود التوصل لحل سياسي في سوريا، ومعالجة أزماتها، بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها ويحقق طموحات شعبها، وفق ما ورد في البيان الختامي الذي حمل اسم “إعلان الجزائر“.
خماسية في مصر
في مدينة العلمين، إحدى مدن محافظة مطروح، غربي مدينة الإسكندرية، استضافت مصر، في 22 من آب الماضي، قمة عربية خماسية، شارك فيها رؤساء كل من مصر، والأردن، والبحرين، والعراق، والإمارات.
كما تصدّرت ملفات وقضايا الاقتصاد والطاقة والسياسة والأمن في المنطقة أولويات القمة، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية.
وسبقتها، في 19 من حزيران الماضي، قمة ثلاثية، مصرية- أردنية- بحرينية، في شرم الشيخ، وُصفت بأنها تحضيرية لقمة جدة.
قمة جدة
قادمًا من الضفة الغربية لنهر الأردن من الأراضي الفلسطينية، وبعد لقائه مسؤولين إسرائيليين، ثم الرئيس الفلسطيني، زار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السعودية، في 15 من تموز الماضي.
الزيارة التي تعتبر الأولى منذ وصول بايدن للحكم عام 2020، جاءت بدعوة من الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وحمل جدول أعمال يومها الثاني والأخير مشاركة بايدن في قمة دعا لها الملك سلمان قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والملك الأردني، والرئيس المصري، ورئيس الوزراء العراقي.
هذه الزيارة تخللها لقاء بايدن بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتبعها بأيام قليلة منح إدارة بايدن ابن سلمان حصانة سيادية في قضية مدنية تتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ما ينهي فعليًا أي محاولة لمحاسبته في القضية بعد تصريحات أمريكية مكثفة تماشت مع الرأي العام العالمي وقدّمت وعودًا بـ”المحاسبة وتغيير التعامل”.
سداسية في النقب
انعقدت هذه القمة، في 28 من آذار الماضي، على مستوى وزراء الخارجية، بتنظيم إسرائيلي، وهي الأولى من نوعها بين الدول المشاركة.
كما شكّلت في ذلك الوقت الاجتماع الأول للأطراف الموقّعة على اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل ودول عربية عدة.
وشارك فيها وزراء خارجية كل من الإمارات، والبحرين، والمغرب، ومصر، والولايات المتحدة، واتفقوا في نهايتها على تحويلها إلى منتدى دائم، وفق ما ذكره وزير الخارجية الإسرائيلي حينها، يائير لابيد، الذي قال عبر “تويتر“، إن هذه البنية الجديدة تخيف وتردع “الأعداء المشتركين، أولًا وقبل كل شيء إيران والشركات التابعة لها”.
–