وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مدينة لفيف غربي أوكرانيا، اليوم الخميس 18 من آب، تمهيدًا للمشاركة في لقاء ثلاثي يجمعه بنظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وأعلن سابقًا مكتب الرئاسة التركية في 16 من آب، أن اللقاء الثلاثي سيتناول سبل تعزيز أنشطة الآلية المشكلة لشحن الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، والخطوات التي يمكن اتخاذها لإيجاد حل دبلوماسي، في سبيل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ويصل أردوغان بدعوة من زيلينسكي برًا عبر بولندا، يرافقه وزراء الخارجية، والطاقة، والدفاع، والزراعة، والتجارة، ورئيس جهاز المخابرات، ورئيس الصناعات الدفاعية، والمدير العام لشركة “بايكار” للصناعات الدفاعية، خلوق بيرقدار.
وتأخذ تركيا من الحياد موقفًا، من الغزو الروسي على أوكرانيا، إذ قال أردوغان سابقًا، “لن نتخلى عن روسيا أو أوكرانيا، ولن نقبل بازدواجية المعايير”، سعيًا للحفاظ على مصالحها بالدرجة الأولى، وعلى التزاماتها كدولة عضو في حلف “الناتو”.
الموقف التركي أهل أنقرة للعب دور الوسيط بين الطرفين (الروسي والأوكراني)، على الصعيد السياسي والاقتصادي، وفي حين لم تنجح الوساطة السياسية التركية في إيجاد حل دبلوماسي ينهي الصراع في أوكرانيا، استطاعت جمع الأطراف على توقيع إتفاقية لنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية، في ظل أزمة الغذاء الناتجة عن الصراع.
وأضاف إنجاز اتفاقية الحبوب الذي وصفه غوتيريش “بالتاريخي”، زخمًا على الدبلوماسية التركية، وتعوّل تركيا على أن يدفع هذا الاتفاق نحو تجديد وساطتها السياسية بين موسكو وكييف وتنشيطها، ويسعى الرئيس أردوغان إلى استضافة اجتماع قمة في تركيا يجمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني.
وتحدثت بعض التقارير عن حصول تركيا على أسعار تفضيلية للحبوب وباقي المنتجات، مستفيدة من وساطتها ودورها في تنفيذ الاتفاق، فضلًا عن قربها الجغرافي من الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود.
وتستضيف تركيا مركز التنسيق متعدد الأطراف الذي تُشحن من خلاله الحبوب من أوروبا الشرقية إلى بقية العالم، ومنذ إطلاق المركز في الأول من آب، انطلقت 21 شحنة على الأقل من موانئ البحر الأسود، مما خفف من مخاوف المجاعة العالمية.
ولا يزال يوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب من حصاد 2021 مخزنة، وستكون هناك حاجة لمئات السفن الأخرى لنقلها إلى الأسواق العالمية في الأشهر المقبلة.
ومن الناحية العسكرية، باعت وزارة الدفاع التركية لأوكرانيا معدات عسكرية رئيسية، مثل طائرات “بيرقدار تي بي 2” بدون طيار، المطلوبة من عدة دول حول العالم بعد إثبات فعاليتها ضد القوات الروسية.
ووفقًا لوكالة “بلومبيرغ” للأنباء، في 14 من آب، تتطلع شركة “بايكار” إلى زيادة طاقتها الإنتاجية، وتأمل في أن تحقق ذلك من خلال مصنع في أوكرانيا، حيث قال المدير العام للشركة، خلوق بيرقدار، “إن الشركة تعمل على تجميع منتجاتها في أوكرانيا، ونعتبر أوكرانيا شريكًا إستراتيجيًا لنا، ونسعى لجعلها قاعدة صناعية”، مشيرًا إلى أن العمل جار لإقامة منشأة بحثية ومركز إنتاج متقدم في البلاد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الأربعاء، إن الاجتماعات في لفيف ستركز على الصراع العام في أوكرانيا، بما في ذلك التهديد بحدوث كارثة نووية في محطة “زاباروجيا” للطاقة النووية في أوكرانيا، التي تسيطر عليها روسيا، وهي الأكبر في أوروبا والتي كانت مسرحًا لقتال متبادل في الأسابيع الأخيرة.
ودعا “الناتو” روسيا إلى السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المحطة، وسحب قواتها منها، أمس الأربعاء، محذرًا من مخاطر وقوع حادثة نووية، بينما تتكثف الضربات والاشتباكات في محيطها.
ومنذ الخامس من آب، تتبادل كييف وموسكو اتهامات بشن ضربات حول المحطة النووية، في حين حصلت عمليات قصف قرب مخزن لمواد مشعة في المنطقة.
وفي آخر زيارة رسمية لأردوغان لأوكرانيا قبل بدء الغزو عليها، في 3 من شباط الماضي، وقع الطرفان ثماني اتفاقيات تعاون، أبرزها اتفاقية التجارة الحرة، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني بين رئاسة الإيرادات بوزارة الخزانة والمالية التركية، ودائرة الضرائب الحكومية الأوكرانية.
كما وقع البلدان اتفاقية إطار حول التعاون في مجال تكنولوجيا الطيران والفضاء، وبروتوكولًا لتأسيس لجنة جمركية مشتركة.