قال “المجلس الإسلامي السوري”، إن “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) لم تبد أي استجابة لمطالب العلماء المسلمين بعدم إعادة علاقاتها مع النظام السوري، رغم بذل المجلس جهده لـ”ثنيها عن المضي في هذا القرار الخطير”.
وأوضح المجلس، في بيان له اليوم السبت 23 من تموز، إن الحركة “حاولت صرف الأنظار عن حقيقة مناصحتهم وتحذيرهم (العلماء) بتسريب مخلٍّ لصورة تظهر العلماء الذين ذهبوا محذرين للحركة بمظهر المباركين بحدث هامشي تم إقحامه آخر اللقاء”.
واعتبر البيان، أن إعادة “حماس” علاقتها بالنظام السوري “يستكمل مشهد اصطفاف الحركة مع المحور الإيراني الطائفي المعادي للأمة، ذلك المحور الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية خداعًا ويوغل في سفك دم المسلمين في سوريا والعراق واليمن”.
وأضاف البيان، أن حركة “حماس” ستتلقى في حال إعادة علاقتها بالنظام “أكبر الخسارات المتمثلة بسلخها عن محيطها وعمقها لدى الشعوب المسلمة التي طالما وقفت معها وساندتها، وسيُظهر هذا القرار الحركة بمظهر التي تقدم منفعتها الشخصية المتوهمة على منفعة الأمة المتحققة، وتقدم المصالح على المبادئ”.
وفي 4 من تموز الحالي، انتقد ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تجمع “مفتي سوريا”، المنتخب من قبل “المجلس الإسلامي السوري”، الشيخ أسامة الرفاعي، برئيس المكتب السياسي لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، إسماعيل هنية، وذلك بعد أيام على إعلان الحركة إعادة علاقاتها مع النظام السوري، بعد قطيعة دامت عشر سنوات.
ونشر “المجلس الإسلامي” توضيحًا عبر تسجيل فيديو مصوّر، في قناته الرسمية عبر “يوتيوب”، قال فيه المتحدث الرسمي باسم “المجلس”، الشيخ مطيع البطين، إن لقاء الرفاعي بإسماعيل هنية تمّ لأمر واحد، وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام السوري المجرم، بحسب البطين.
اقرأ أيضًا: صورة للرفاعي مع هنية تثير غضبًا على وسائل التواصل
وفي 10 من تموز، قالت وكالة “الأناضول” التركية، إنها تلقت نسخة عن بيان لمجموعة من العلماء المسلمين، سبق أن التقوا بقيادة المكتب السياسي للحركة، موضحين أن سبب اللقاء “الاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري والقيام بواجب النصيحة”.
ووقع على البيان حينها كل من الشيخ أسامة الرفاعي، ورئيس هيئة علماء اليمن، عبد المجيد الزنداني، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، ونائب رئيس الاتحاد، عصام أحمد البشير، بالإضافة إلى عضو مجلس أمناء الاتحاد، عبد الحي يوسف، والأمين العام لرابطة علماء المسلمين، محمد عبد الكريم، وأمين عام مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية، سامي الساعدي.
اقرأ أيضًا: علماء مسلمون ينصحون “حماس” بمراجعة قرار التطبيع مع الأسد
وفي 21 من حزيران الماضي، قررت “حماس”، إعادة العلاقات مع النظام السوري وفق تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” عن مصدر من داخل الحركة (طلب عدم نشر اسمه)، وأكدن أن الجانبين عقدا عدة اجتماعات “رفيعة المستوى” بغية التوصل لهذا القرار.
وفي 28 من حزيران الماضي، صرح عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، ومسؤول العلاقات العربية لديها، خليل الحيّة، بقرار الحركة السعي لاستعادة العلاقة مع النظام السوري، بعد نقاشات مع أطراف مختلفة بالحركة.
وقال الحيّة في لقاء مع جريدة “الأخبار” اللبنانية، “بخلاصة النقاشات التي شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون، ومعتقلون داخل السجون، تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق”.
إعلان الحركة إعادة العلاقات مع النظام السوري يأتي بعد عشر سنوات من القطيعة، وإغلاق مكتب الحركة في العاصمة السورية، دمشق، إثر معارضة “حماس” للنظام السوري مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، وذلك على لسان رئيس مكتبها السياسي حينها، خالد مشعل.