مسابح دركوش.. إيجارات مرتفعة والمستثمرون يتذرعون بتكاليف الإنشاء

  • 2022/06/05
  • 10:20 ص

أشخاص يقفون على ضفاف نهر العاصي في منطقة دركوش شمال غربي سوريا- 25 من أيار 2022 (عنب بلدي)

عنب بلدي- دركوش

تشتهر مدينة دركوش، غربي محافظة إدلب، بمنتجعاتها ومنتزهاتها السياحية التي تنشط خلال أيام فصل الصيف، حيث يقصدها الكثيرون للسياحة، لموقعها المحاذي لنهر “العاصي” وطبيعتها المكوّنة من جبال وأنهار وأشجار.

الموقع والمناخ المناسبان، دفعا الكثير من أصحاب الأراضي وأصحاب رؤوس الأموال من المستثمرين لإنشاء أحواض السباحة في المدينة، لما تحققه من عوائد مالية، إذ تشهد إقبالًا ملحوظًا كونها المتنفس الوحيد لسكان إدلب وريفها للسياحة، بعد انحسار المناطق الخاضعة للمعارضة في الشمال السوري.

المنتجعات السياحية وأحواض السباحة في المدينة لم تبقَ خارج دائرة ارتفاع الأسعار، كغيرها من جوانب المعيشة، الأمر الذي يثير استياء الزبائن المصطافين.

ارتفاع الإيجارات

يطلب أصحاب أحواض السباحة مبالغ كبيرة مقابل تأجيرها، مقارنة بدخل الفرد في محافظة إدلب، بالإضافة إلى أن أغلبية التعاملات في قطاع السياحة في المنطقة تكون حصرًا بالدولار الأمريكي.

وتتراوح إيجارات أحواض السباحة بين 50 و150 دولارًا، وفي أيام العطل تبلغ الإيجارات ذروتها، ويختلف الإيجار بحسب حجم حوض السباحة، وموقعه وتجهيزه، والخدمات المقدمة فيه، بحسب ما رصدته عنب بلدي في المدينة.

ولا تتجاوز مدة الإيجار 24 ساعة، يتسلّم المستأجر “الشاليه” وفيه حوض للسباحة معبأ بمياه جديدة، ويتم تجديد المياه بعد خروج كل مستأجر، لكن الإيجارات المرتفعة دفعت الكثيرين إلى العزوف عن الذهاب إلى تلك “الشاليهات”.

“أردت أخذ أطفالي وعائلتي في رحلة يوم العطلة، فقررنا التوجه إلى دركوش، إلا أنني لم أستطع استئجار مسبح بسبب الغلاء الكبير في الإيجارات، خصوصًا يوم العطلة”، قال يوسف الخالد، وهو رب أسرة من سكان مدينة إدلب.

وأضاف خالد لعنب بلدي، “طلب مني أصحاب المسابح من 100 حتى 150 دولارًا بحسب المسبح، وهذا مبلغ كبير جدًا بالنسبة لي، حتى إنني بحاجة إلى مستلزمات أخرى لإتمام الرحلة، منها الغداء والفواكه والمشروبات، فألغيت الرحلة من أصلها”.

التكلفة العالية ترفع الأسعار

ارتفعت خلال الفترة القليلة الماضية، بالتزامن مع دخول موسم الصيف، أسعار الأراضي في الأماكن المخصصة لإنشاء أحواض السباحة في دركوش، حيث يتراوح المتر الواحد بين 20 و25 دولارًا، عدا تكاليف الإنشاء الأخرى.

يحتاج حوض السباحة إلى كميات كبيرة من مواد البناء، مثل الأسمنت والحديد، لتكوين أساس قوي يتحمل ضغط الماء، كما يحتاج إلى بئر ماء من أجل تعبئة الحوض بماء عذب نظيف، عدا التجهيزات الأخرى المكلفة، مثل الديكورات والكهرباء والصيانة، والمحروقات التي تستعمل بالمولدات لتعبئة حوض السباحة.

وتتراوح تكلفة إنشاء حوض سباحة بمواصفات ممتازة مع ثمن الأرض بين 40 ألفًا و100 ألف دولار.

وقال ياسر خزنة (40 عامًا)، وهو صاحب منشأة سياحية في دركوش لعنب بلدي، “إذا أردنا أن نأخذ الموضوع من مبدأ تجاري بحت، فنحن نطلب أجرًا مرتفعًا مقابل الخدمات التي تحتاج إلى رأس مال مرتفع، وتتفاوت تلك الأجور بحسب الجودة والخدمات”.

وتابع صاحب المنشأة السياحية، “دركوش تستوعب كل فئات المجتمع، بتفاوت أجور المنشآت السياحية”، وأضاف، هناك “شاليهات” أجورها رمزية بالمقارنة مع الخدمات المتواضعة المقدمة فيها.

“الإنقاذ” غائبة

شهدت منطقة دركوش ازدهارًا بالحركة السياحية بعد الهدوء النسبي الذي عاشته المنطقة خلال أربعة أعوام مضت، خصوصًا بعد الركود الكبير بسبب سوء الأوضاع الأمنية والعمليات العسكرية المكثفة.

كما تشهد المنطقة تطورًا في تشييد المنشآت السياحية، بجميع المواصفات ومختلف الأسعار.

الخدمات المقدمة للمرافق السياحية في قطاع السياحة كلها تتبع إلى القطاع الخاص بمبادرات فردية واستثمارات خاصة، بالتزامن مع غياب الاهتمام بهذا القطاع بشكل شبه تام من قبل حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب.

توجهت عنب بلدي إلى حكومة “الإنقاذ” لسؤالها عن جهودها في الاهتمام بتطوير المنشآت السياحية في دركوش، ودورها في التسويق السياحي، وتلبية الطلب المتزايد على الخدمات السياحية من ناحية تخصيص ميزانية مالية لها، كون السياحة ليست مجرد نشاط ترفيهي فردي في المدينة، بل تعد من أبرز الاقتصادات التي تسهم في تطوير الحياة المعيشية.

إلا أن هذه الأسئلة لم تقابلها أي إجابات من قبل “الإنقاذ” حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

وتحتوي مدينة إدلب وريفها على مناطق أثرية وسياحية يمكن الاستفادة منها وطرحها للاستثمار، لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي في المنطقة.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية