نجا القيادي السابق في “جيش الثورة” بدرعا، محمد الرفاعي الملقب بـ”أبو علي اللحام” من محاولة اغتيال في بلدة أم ولد بريف درعا الشرقي، بعد أن استهدفه مجهولون بعبوة ناسفة، أمس الجمعة 8 من نيسان، حسب ما أفاده مراسل عنب بلدي في درعا.
وسبق أن نجا اللحام من محاولة اغتيال، في 8 من تشرين الثاني 2021، إثر تفجير عبوة ناسفة، استهدفت سيارته بعد مرورها على طريق أم ولد- المسيفرة.
وفي أيار من عام 2020، تعرّض اللحام لمحاولة اغتيال بعد استهدافه بشكل مباشر بالرصاص، مما أدى لإصابته بجروح نقل على إثرها لمشفى درعا الوطني.
“تشبيح” في ريف درعا الشرقي
يُعتبر اللحام المسؤول الأمني الأول في تنفيذ عمليات مداهمة بحق المدنيين في ريف درعا الشرقي، بحسب الناشط الإعلامي محمد المفعلاني المقيم بريف درعا الشرقي، والذي اعتبر أن عمليات الاستهداف هي رد على أعمال اللحام “التشبيحية” في مداهمة منازل المدنيين بريف درعا الشرقي.
وأضاف المفعلاني، في حديثه إلى عنب بلدي، أن اللحام أشرف على مداهمة خيام البدو في قرى الريف الشرقي، واعتقل وقتل عددًا منهم بحجة انتمائهم لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وهو قائد مجموعة تابعة لـ”الأمن العسكري”، ولكنه يعمل بالتنسيق مع “المخابرات الجوية”، وقيادات في “حزب الله” اللبناني.
وينحدر “أبو علي” من بلدة أم ولد على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا.
من قيادي في “الحر” إلى ذراع لأفرع الأمن
وكان اللحام قياديًا سابقًا في “جيش اليرموك”، أحد أهم فصائل الجبهة الجنوبية، وقاد معركة “سحق الطغاة” التي سيطرت فيها المعارضة على اللواء “52ميكا” في عام 2015، وهاجمت بعدها مباشرة مطار الثعلة العسكري غربي السويداء.
وبعد “تسوية” الجنوب لعام 2018، خرج اللحام إلى الشمال السوري بقوافل التهجير.
وبعد عودة القيادي السابق في “الجيش الحر”، عماد أبو زريق، لمحافظة درعا قادمًا من الأردن، التي لجأ إليها في أثناء هجوم النظام على ريف درعا الشرقي في حزيران 2018، بالتنسيق مع العميد رئيس فرع “الأمن العسكري” بدرعا حينها، لؤي العلي، عمل أبو زريق على تسهيل وصول “أبو علي اللحام” من الشمال السوري إلى درعا، ليشكل بعدها أبو زريق واللحام مجموعات أمنية تعمل لصالح “الأمن العسكري”.
وفي 19 من آب 2020 نفذت مجموعات لـ”الأمن العسكري” حملة مداهمة لقرية أم ولد بحجة وجود خلايا لتنظيم “الدولة” فيها، واعتقلت كلًا من الشيخ تركي الأيوب، وأخاه صلاح الأيوب، ومحمد رضوان الأيوب، فيما اختفى الناشط الإعلامي وليد جادو الرفاعي الذي لا يزال مصيره مجهولًا.
وفي اليوم التالي أحرق أهالي من بلدة أم ولد منزل اللحام في القرية.
ارتفاع وتيرة الاستهدافات في درعا
وارتفعت وتيرة الاستهدافات في محافظة درعا خلال الأسبوع الأخير من آذار الماضي، إذ شهدت المحافظة أكثر من ست عمليات استهداف، خلال يومين، طالت مدنيين وعسكريين في قوات النظام، وآخرين من حملة بطاقات “التسوية”.
وتضاف عمليات الاستهداف هذه إلى عمليات سابقة لم تتوقف منذ سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري، إذ يستهدف مجهولون شخصيات معارضة للنظام وأخرى موالية له منذ عدة سنوات في درعا.
وفي 1 من نيسان الحالي، وثّق “مكتب توثيق الشهداء” في درعا ضمن بيان، مقتل 33 شخصًا من المدنيين والمقاتلين السابقين في عمليات اغتيال واستهداف مباشر بالرصاص في آذار الماضي.