عنب بلدي – حلب
كثرت المشاريع المهتمة بتمكين المرأة السورية داخل مدينة حلب في الآونة الأخيرة، إذ تعمل لجنة التمكين في المدينة على مشروع رفع قدرات المرأة لتشمل جميع مستويات المجتمع، من دورات محو أمية وقيادة الحاسوب ومهن حرفية ودورات إسعاف أولي.
عنب بلدي التقت عهد فستق، العضو في لجنة التمكين في مدينة حلب، وقالت إن الهدف من المشاريع “صنع نساء صاحبات قرار”، معتبرةً المرأة “نصف المجتمع بكل ما تعنيه الكلمة، وشريكة في القرارات السياسية والاجتماعية والثقافية والصحة والتعليم ومجالات عديدة أخرى”.
فستق أشارت إلى أن اللجنة ومنذ بداية تشكيلها، في كانون الأول الماضي برئاسة عمار العبسي، حملت هموم ومشاكل المرأة على عاتقها، وحاولت أخذ رأيها بعين الاعتبار، بغض النظر عن مستواها الثقافي والاجتماعي.
وأردفت فستق أن اللجنة تعمل على مشروع “سيبصر النور خلال الأسبوع المقبل”، يضمن إلحاق عدد كبير من النساء بدورات تدريبية على مستويات مختلفة، مؤكدةً “نحن بأمس الحاجة لدمج طاقات وجهود جميع أفراد المجتمع للنهوض بالمستوى الثقافي في الوقت الراهن”.
200 امرأة منتجة للصوف تستفيد ماديًا
بدوره نظّم مركز اتحاد منظمات المجتمع المدني السوري مؤخرًا، دورات مختصة بتمكين المرأة في حلب، منها حقوق وواجبات المرأة في المجتمع، وكيفية التعامل مع المراهقين، ومحو الأمية الإلكترونية (قيادة الحاسوب)، بالإضافة إلى دورات الدعم النفسي والتعريف بالعنف الجسدي أو الجنسي ضد المرأة، ودورات في مجال كتابة القصة والشعر.
وتحدث محمد رياض شاذلي، مدير مكتب حلب لاتحاد منظمات المجتمع المدني السوري، لعنب بلدي، عن سعي المكتب لإيجاد فرص عمل للمتدربات ضمن مشروع تمكين المرأة، مشيرًا “عملنا على هذا الأمر سابقًا من خلال مشروع لمسة دفء، بالتعاون مع فريق غيثاء التطوعي”.
ويدير الاتحاد حاليًا مشروع حياكة الألبسة الصوفية وتوزيعها على الأطفال الأيتام والرجال المسنين والنساء الفقيرات، بإشراف مركز حلب، بحسب شاذلي، الذي أشار إلى أنه بدأ مطلع تشرين الثاني الجاري، وسيستمر لأربعة أشهر، موضحًا أن 200 امرأة منتجة للملابس الصوفية تستفيد منه ماديًا.
شاذلي قال إن 48 امرأة استفادت من قسم التدريب في الاتحاد خلال الأيام الـ 15 الماضية، لافتًا إلى أن الخطط المستقبلية “تتوقف على الوضع الأمني في ظل القصف الذي يستهدف تجمعات المدنيين”.
أم أنس (55 عامًا)، إحدى المتدربات في مشغل الصوف، قالت لعنب بلدي إنها تتدرب منذ عام كامل ضمن عدة مراكز وتستفيد من الناحية المادية والمعنوية، لافتةً إلى أن الدورات تمكنها من المساعدة في مصروف المنزل، وتخرجها من حالة القوقعة التي تعيشها أغلب النساء في المدينة”.
دورات محو أمية إلكترونية لمراقبة الأطفال
سمر قطان، إحدى المدربات في اتحاد المنظمات، تحدثت لعنب بلدي عن أهداف دورات محو الأمية الإلكترونية التي بدأ العمل عليها منتصف أيلول الماضي، ومازالت قائمة حتى الآن، مشيرةً إلى أهميتها التي تمكن المرأة من متابعة أطفالها تقنيًا، “باعتبار أن الإنترنت أصبح داء العصر”.
قطان لفتت إلى أن الهدف الآخر من الدورات هو حصول المرأة على شهادة تساعدها في كسب فرص عمل مع المنظمات، بعد أن حرم معظمهن من إتمام تحصيلهن العلمي، إذ باتت شهادة قيادة الحاسوب (ICDL)، مطلبًا أساسيًا لدى المنظمات.
وحول تفاعل المتدربات مع الدورات أفادت قطان أن 80% منهن استطعن اجتياز امتحان برنامج الإكسل، علمًا أنه يتضمن أكثر الدالات الحسابية استخدامًا وأصعبه، مشيرةً إلى أن السبب الأول والأساسي للنجاح “هو الرغبة بالمنافسة لدى المتدربات”.
عائشة، إحدى المدرسات في مدينة حلب، والتي التحقت بالدورات التي ينظمها الاتحاد، طالبت في حديثها لعنب بلدي بتوفير مستويات أعلى من الورشات التدريبية، على اعتبار أنها “لم تحظ بفائدة وفيرة لأنها على اطلاع على ما قدمه القائمون عليها”.
تعاني المرأة في السورية من الضعف والانكسار والتهميش، في ظل الواقع المرير الذي تشهده البلاد، ولأن تجاهل المرأة في المجتمعات يؤدي إلى ضعف في بنيتها؛ تحاول منظمات المجتمع المدني في مدينة حلب انتشال المرأة من دائرة الخوف لتكون ركيزة أساسية وفاعلة في المجتمع السوري.