قتل أكثر من 60 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال، بعد ضربات جوية استهدفت مركز احتجاز في محافظة صعدة اليمنية، واتهمت “جماعة الحوثي”، قوات “التحالف العربي” بتنفيذها، بعد أقل من أسبوع على استهداف “الحوثيين” لمواقع مدنية في مدينة أبو ظبي الإماراتية.
من جانبه، اعتبر المتحدث الرسمي باسم قوات “التحالف العربي”، تركي المالكي، الحديث عن استهداف التحالف للمركز تضليلًا إعلاميًا.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس“، أوضح المالكي أن الموقع المذكور غير مدرج على قوائم عدم الاستهداف، بحسب الآلية المعتمدة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (OCHA)، كما لم يجر الإبلاغ عنه من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولا تنطبق عليه المعايير الواردة بأحكام القانون الدولي الإنساني، وقواعده العرفية المتعلقة بمراكز الاحتجاز الوارده بالمادة (23) من اتفاقية جنيف الثالثة لأسرى الحرب وما نصت عليه من إجراءات وقائية وعلامات تمييز.
ونقلت منظمة “أطباء بلا حدود” عن رئيس بعثتها في اليمن، أحمد مهات، أن السجن الاحتياطي في مدينة صعدة، تعرض للهجوم في الثانية والنصف من فجر يوم السبت، 22 من كانون الثاني.
وتحدثت المنظمة عبر “تويتر” عن وجود الكثير من الجثث في موقع القصف، إلى جانب فقدان الكثير من الأشخاص، في ظل غياب إحصائية دقيقة لأعداد القتلى.
ردود فعل ومواقف
ودعا المتحدث باسم “جماعة الحوثي”، يحيى سريع، الشركات الأجنبية في “دويلة الإمارات”، وفق تعبيره، لمغادرتها كونهم يستثمرون في “دويلة” غير آمنة، طالما أن حكامها مستمرون في العدوان على اليمن، منددًا بـ”المجازر” التي ارتكبها “العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي”، أمس الجمعة.
بعد المجازر التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي اليوم بحق شعبنا العزيز، ننصح الشركات الأجنبية في دويلة الإمارات بالمغادرة كونهم يستثمرون في دويلة غير آمنة طالما وحكام هذه الدويلة مستمرون في العدوان على بلدنا.
— العميد يحيى سريع (@army21ye) January 21, 2022
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، عبر “تويتر”، اليوم السبت، لإنهاء التصعيد بالقتال والهجمات في اليمن، كما حث جميع الأطراف على الالتزام بحل سلمي ودبلوماسي لإنهاء الصراع.
The escalation in fighting and attacks across Yemen must come to an end. We urge all parties to commit to a peaceful, diplomatic solution to ending the conflict. The Yemeni people deserve to live in peace and determine their own future.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) January 22, 2022
ومن المقرر أن تعقد “جامعة الدول العربية”، غدًا الأحد، اجتماعًا على مستوى المندوبين، لبحث “الاعتداءات الحوثية” على دولة الإمارات، وفق ما ذكرته وكالة الأبناء الكويتية الرسمية “كونا“.
وكانت “الجامعة العربية” أدانت على لسان أمينها العام، أحمد أبو الغيط، في 17 من كانون الثاني الحالي، استهداف العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، والذي تبنته حينها “جماعة الحوثي”.
ومن جهة أخرى، أدان “حزب الله” اللبناني، ماوصفها بـ”المجازر المهولة” التي ارتكبها “العدوان السعودي الأمريكي على اليمن”.
وفي بيان نقلته قناة “المنار” التابعة للحزب، أمس الجمعة، اعتبر “الحزب” أن هذه المجزرة البشعة تؤكد وحشية وهمجية قوى العدوان و الشر و تجردها من كل القيام الإنسانية والأخلاقية والدينية، وهو تعويض بائس عن الفشل الذريع في المواجهة الميدانية على أرض المعركة”.
أبو ظبي تتحرك
بعد مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين، جراء انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح آيكاد 3، بالقرب من خزانات أدنوك، بعد استهداف صاروخي “حوثي”، في 17 من كانون الثاني الحالي، كثفت أبو ظبي اتصالاتها ونشاطاتها الدبلوماسية للتعامل مع تحديات مستقبلية محتملة من هذا النوع.
وكان المستشار السياسي لرئيس الدولة الإماراتي، أنور قرقاش، طالب خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، بضرورة التوصل إلى موقف قوي وحازم من المجتمع الدولي، تجاه ما وصفه بـ”تعنّت وتوسع الأعمال الإرهابية للميليشيات الحوثية، وخروجها عن القوانين والاتفاقات الدولية”.
ويأتي حديث المستشار الإماراتي بعد الحديث عن مساعٍ إماراتية للتعاون الأمني مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في أعقاب الاستهداف الذي تبنته “جماعة الحوثي”.
وعلى خلفية الاستهداف، نقلت هيئة البث الإذاعي الإسرائيلي (مكان)، الخميس 20 من كانون الأول الثاني، عن السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، أن العلاقات الأمنية بين الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة ستتوطد قريبًا في مجال الاستخبارات.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ألغت تصنيف “جماعة الحوثي” كـ”مجموعة إرهابية” في شباط 2021، ما أبطل قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.