تتعرض مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، شمال غربي سوريا، لقصف شبه يومي من غارات جوية لقوات لنظام وروسيا، وتتزامن هذه الغارات مع استهداف النظام السوري مناطق سيطرة المعارضة بقذائف “كراسنبول” الموجهة ليزريًا.
وتستمر قوات النظام وروسيا باستهداف مناطق سيطرة المعارضة، مع استمرار سريان ما يُعرف باتفاق “موسكو”، أو اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا في 5 من آذار عام 2020.
وتكرر استهداف الطائرات الحربية الروسية للمداجن ومزارع لتربية الحيوانات، مخلفة بقصفها وفيات وإصابات في الأرواح، وأضرارًا في الممتلكات.
ورصدت عنب بلدي، عن “الدفاع المدني السوري”، العديد من حالات استهداف سلاح الجو الروسي للمداجن، خلال الأشهر الماضية.
كانون الأول الحالي
في 27 كانون الأول الحالي، أصيب ثلاثة عمال بينهم طفل بغارات جوية روسية استهدف مزرعة لتربية الدواجن على أطراف معرة مصرين شمالي إدلب فرقنا أسعفت المصابين وانتشلت جثمان شخص من تحت الأنقاض.
واستهدفت الطائرات الروسية بغارات جوية، في 26 من نفس الشهر، مزرعة لتربية الأبقار والدواجن على أطراف مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، دون تسجيل أي إصابات في الأرواح، اقتصرت على نفوق عددًا من الأبقار والطيور.
تشرين الثاني 2021
وقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وأصيب ستة آخرين، أغلبهم من عائلة واحدة، بقصف الطائرات الحربية الروسية، في 11 تشرين الثاني الماضي، لمزرعة لتربية الدواجن يقطنها نازحون على أطراف مدينة معرة مصرين شمالي إدلب.
وفي 6 تشرين الثاني الماضي، أصيب مدني بجروح خطرة، بقصف للطائرات الحربية الروسية، التي أدت أيضًا لنفوق عدد من الأبقار، باستهداف مزارع في منطقة شادرني بريف جسر الشغور غربي إدلب.
شهر أيلول 2021
أصيبت امرأة وثلاثة أطفال، في 15 من أيلول الماضي، إثر 8 غارات جوية روسية استهدفت مدجنة بين بلدتي زرزور – مزرة (المرجة) غربي إدلب.
واستهدفت الطيران الروسي، في 8 من نفس الشهر، مدجنة بالقرب من مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، دون تسجيل أي إصابات بالأرواح، كما أصيب أربعة أطفال وامرأتين، في 7 من نفس الشهر، بغارات جوية روسية استهدفت أطراف مخيم “مريم” ومدجنة، قرب مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي.
وأصيب طفل، بغارات جوية روسية استهدفت مدجنة على أطراف قرية الرامي بريف إدلب الجنوبي، في 4 من أيلول الماضي.
استجابت فرق “الدفاع المدني” لعمليات القصف، وانتشلت جثامين القتلى من تحت الأنقاض وأسعفت المصابين إلى المستشفيات، و تفقدت أماكن القصف.
لماذا المداجن وأماكن تربية الحيوانات؟
رئيس مركز “رصد للدراسات الاستراتيجية”، الدكتور عبد الله الأسعد، استبعد، في حديث إلى عنب بلدي، أن يكون استهداف المداجن وأماكن تربية الحيوانات عشوائيًا.
وقال الأسعد إن القصف العشوائي يختلف كليًا عن قصف هذه الأماكن، فالقصف العشوائي هو رمي إزعاج، تُرمى القذائف على القرى والمدن لأجل عدم ترك المدنيين والفصائل في حالة راحة واستقرار، والتسبب لها بقلق دائم، ورفع الجاهزية المصطنعة.
أما قصف واستهداف المداجن وأماكن تربية الحيوانات على أطراف المدن، يعود لعدة أسباب بحسب الأسعد منها، ربما لاعتقاد قوات النظام وروسيا بأنها مواقع ومقرات خارج المدينة.
وتحدث الأسعد عن احتمالية وجود معلومات استطلاعية عن عربات تشبه عربات الفصائل المعارضة تدخل وتخرج بكثرة على هذه الأمكنة، مما يشير إلى وجود عناصر من الفصائل، وهذا ممكن أن يجعلها هدفًا.
وأضاف الأسعد أن سبب القصف من قبل الطيارين لهذه الأماكن، كونها أهداف للتدريب، وفي حالات عدم وجود هدف حقيقي، فالطيارون يتدربون عليها.
من الممكن أن يستخدم عناصر الفصائل هذه المناطق، في أثناء تعرض المدينة للهجوم، وتحويلها إلى مواقع دفاعية واستنادية لصد الهجوم الأرضي، أو حالات التسلل، وهذا أيضًا يمكن أن يجعلها هدفًا للقصف، بحسب الدكتور الأسعد.
كما يمكن أن تستخدمها فصائل المعارضة لتكون مستودعات ذخيرة، أو مكانًا لتصنيع الأسلحة، أو إجراء الفصائل اختبارات عسكرية للأسلحة، للتعديل عليها أو تطويرها.
ويضع النظام السوري وروسيا في حسبانهم، تدمير الأهداف التي من الممكن أن تكون في المستقبل مقرات لعناصر الفصائل المعارضة، بحسب الأسعد.