تحدث نائب نقيب أطباء سوريا، غسان فندي، عن توجه واضح برغبة لدى الأطباء باختيارهم لاختصاص التجميل دونًا عن أي اختصاص آخر، خلال العامين الماضيين، وسط ندرة في اختصاصات أخرى مهمة، قد يحتاجها المرضى لإنقاذ حياتهم.
وأوضح فندي، في حديث إلى صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الخميس 30 من كانون الأول، أن أعداد الأطباء المختصين في التجميل خلال العامين الماضيين وصلت إلى أضعاف عدد الأطباء المختصين باختصاصات أصبحت نادرة اليوم في سوريا، منها التخدير، والصدرية، والجراحة الصدرية، والعصبية، والجراحة العصبية.
وتعاني مناطق سيطرة النظام في سوريا من نقص كبير في الكوادر الطبية من مختلف الاختصاصات، بسبب هجرة معظم الأطباء من جهة، وظروف ممارسة المهنة في سوريا في ظل أزمات اقتصادية ومعيشية وخدمية لا تُشجع على استمرار العمل فيها، دون حلول حكومية مُجدية قد تساعد في تخفيف آثار ندرة الاختصاصات الطبية الضرورية.
وفي 9 من تشرين الثاني الماضي، أعلن المسؤول العلمي في رابطة “اختصاصيي التخدير وتدبير الألم” في سوريا، الطبيب فواز هلال، أن مشفيي “الزهراوي” و”التوليد الجامعي” في العاصمة دمشق، لا يوجد فيهما أي طبيب مختص بالتخدير.
وأشار هلال، إلى أن أعداد أخصائي التخدير تشهد تدهورًا سريعًا، إذ يسافر حوالي أربعة أطباء منهم شهريًا إلى الخارج، فضلًا عن غياب الأطباء ذوي الفئة العمرية الشابة في هذا الاختصاص، لافتًا إلى أن معظم اختصاصيي التخدير اليوم في سوريا هم من ذويي الأعمار المتقدمة.
ولا يتجاوز عدد أطباء التخدير الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا 65 طبيبًا، بينما تصل أعداد الأطباء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا إلى حوالي 300 طبيب، وقرابة 300 طبيب آخرين تجاوزت أعمارهم 50 عامًا، ووصل معظمهم إلى سن التقاعد، بحسب حديث سابق لرئيسة رابطة “اختصاصيي التخدير وتدبير الألم”، زبيدة شموط.
ويعتبر طبيب التخدير شخصًا أساسيًا في غرفة العمليات الجراحية، إذ تتمثل وظيفته بإبقاء المرضى على قيد الحياة في أثناء الإجراء الجراحي من خلال التحكم بمستوى وعي المريض (التنويم) والاستجابة للألم (التسكين) وتوتر العضلات (الاسترخاء).