جريدة عنب بلدي – العدد 45 – الأحد – 30-12-2012
المكان: أحد أماكن استراحة الجيش الحر في داريا.
الزمان: بعد يوم شاق بالاشتباكات بينهم وبين كتائب الأسد
يعود هؤلاء الأبطال إلى أماكن نومهم متعبين منهكين، يبحثون عن مكان ليلقوا بأجسادهم المنهكة عليه فينالوا قسطًا من الراحة، ويتناولوا وجبة طعام متواضعة، قد تكون ممزوجة بالدمع والحزن – وربما الدم- بعد فقدان أحد رفاقهم أثناء الاشتباك، ثم ليتحدثوا بعدها عن سلبيات وإيجابيات يومهم.
في غرفة أخرى لناشطي داريا، يعيش شباب آخرون حالةً لا تقل قساوة وصعوبة عن حياة إخوانهم في الجيش الحر. فبعد يوم مليء بالعمل (إسعاف – إغاثة – تصوير – توثيق – بث – تواصل مع وسائل الإعلام….) يبحثُ هؤلاء الشباب عن مكان دافئ لقلوبهم، وهم الذين ابعدهم حب الوطن ونداء الواجب عن أمهاتهم وفرقهم عن أهلهم لفترة طويلة.
أحد الناشطين نشر على صفحته على الفيس بوك «أحن إلى خبز أمي.. وقهوة أمي»!…
طلب منه أحد رفاقه الخروج من حالة الضيق التي يعيشها ومغادرة المدينة ولو ليوم واحد فقط، ليرى أمه النازحة في مكان قريب، فيجيبه: «أخشى إن أن خرجت ألا أستطيع العودة إلى داريا من جديد»!!
بوركتم أيها الأبطال… سلمت أيديكم وأقدامكم من كل شر…
بكم سوف تبقى داريا…
بكم سوف تشفى جراح أهل داريا…
تحية لكم…