أصدر تجمع “كبرى كتل المهاجرين في الساحة الشامية” بيانًا شارك فيه 11 فصيلًا، حول الحملة التي شنتها “هيئة تحرير الشام” على مقرات تابعة لـ”جهاديين” أجانب، أبرزهم جماعة “مسلم الشيشاني” في ريف اللاذقية، أمس الأحد.
ودعا البيان اليوم، الاثنين 25 من تشرين الأول، من وصفهم بـ”المهاجرين والأنصار”، إلى وحدة الكلمة عسكريًا، والصبر والمضي مع السواد الأعظم وجمهور “المجاهدين” من أهل البلد لمواجهة التحديات القادمة والمحيطة بالمنطقة.
واعتبر البيان أن التجاوزات والمخالفات التي خرجت مؤخرًا للعلن، واقترفتها بعض “المجاميع المنسوبة للمهاجرين”، أمر لا ترضاه “كتل المهاجرين” الموقّعة على البيان، في إشارة إلى إيواء “الخوارج والغلاة” وأشخاص مطلوبين للمؤسسات الأمنية، أو ارتكاب جرائم جنائية وأمنية، بحسب تعبير البيان.
كما أكد البيان أن المخالفات المذكورة خرجت عن مجاميع منسوبة لـ”المهاجرين” لكنها عديمة الفاعلية العسكرية.
وشدّد البيان على ضرورة الوقوف يدًا واحدة بوجه من وصفهم بـ”المجرمين والمتورطين أمنيًا” لضبط أمن واستقرار المنطقة، وتوحيد الجهود وجمع الكلمة والمشاركة ضمن غرف العمليات المشتركة العاملة بالمنطقة لمواجهة “عدوان المحتل وميليشياته”، بحسب البيان.
كما لفت البيان إلى قبول “المهاجرين” بما يُقرر من طريقة لسياسة البلد، من قرارات وسياسات عامة تضعها الجهات المسؤولة تجاه المخالفين للمنظومة العسكرية ممثلة في غرفة العميات المشتركة، ومن يؤوي ويتحالف مع الضالعين في قضايا أمنية.
ووقّعت على البيان كتل عسكرية عدة من “المهاجرين”، هي “الحزب الإسلامي التركستاني”، و”جماعة التوحيد والجهاد” (الأوزبك)، و”جيش المهاجرين والأنصار” (قوقاز)، و”شام الإسلام” (المغاربة)، و”مهاجرو بلاد الحرمين” (تجمع العطاء)، و”جماعة الطاجيك”، و”حركة مهاجري أهل السنة في إيران”، و”جماعة الألبان”، و”جماعة المالديف”، و”جماعة أبو خالد التركي”، وكتيبة “عقبة بن فرقد” (الأذريون).
وحمل البيان توقيع بعض قيادات “المهاجرين” في الشمال السوري، منهم “أبو معاذ المصري”، و”أبو الفتح الفرغلي”، و”أبو صفية الإيراني”، و”أبو قتادة الألباني”، و”أبو حسين الأردني”، و”أبو هاجر التونسي”، و”أبو زيد الجزائري”.
من جهته، تحدّث قائد فصيل “جنود الشام”، مسلم الشيشاني، وفق ما رصدته عنب بلدي، عن توافق على الصلح جرى مساء أمس مع “هيئة تحرير الشام”، متهمًا “الهيئة” بالغدر ومهاجمة قواته بالرشاشات الثقيلة، واعتقال النساء والأطفال في جسر الشغور، دون أن تعتقل “أي مجاهد”، بحسب تعبيره.
كما دعا الشيشاني الناس للنزول إلى الشوارع وقطع طرق “الهيئة”.
وذكرت غرف مقربة من “تحرير الشام”، على “تلجرام”، أن جماعة “الحازمية” التي أُسّست عام 2014، وأسست كتيبة “جند الخلافة” منذ عام 2015، ثم انتقلت إلى جبل التركمان في ريف اللاذقية لتبتعد عن أنظار “الهيئة”، ولإخفاء المطلوبين و”المجرمين”، تُتهم بـ”الاحتطاب” والسرقة وقتل المدنيين وعناصر من فصائل عسكرية، كوسيلة لتأمين نفقاتها، ما جعل مناطق نفوذ الجماعة التي يقودها “أبو حنيف الأذري” ملاذًا للمجرمين.
وقبل خمسة أشهر، دخلت هيئة “تحرير الشام” إلى جبل التركمان، وبدأ ترتيب الجبهة تحسبًا لعمل عسكري للنظام في المنطقة، كما أقامت “الهيئة” سبع نقاط عسكرية ضمن المنطقة، ما قابلته “جند الخلافة” بافتعال المشكلات ووضع الحواجز على الطرقات، والالتفاف خلف مقرات الفصائل ومستودعاتها، بحسب الحسابات المقربة من “تحرير الشام”.
وكانت “هيئة تحرير الشام” شنّت حملة عسكرية على مقرات لفصائل “جهادية” في ريف اللاذقية، يعتبر أكبرها فصيل “جنود الشام” الذي يقوده مسلم الشيشاني، والذي طالبته “الهيئة” سابقًا بمغادرة الأراضي السورية مع مقاتليه الأجانب.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، أن أرتالًا عسكرية ضخمة توجهت، مساء الأحد 24 من تشرين الأول، من مقرات “تحرير الشام” في جبل الزاوية باتجاه قرية اليمضية شمالي محافظة اللاذقية.
ورصدت عنب بلدي تسجيلًا صوتيًا لمسلم الشيشاني يتحدث فيه عن حملة عسكرية لـ”الهيئة” استهدفت مقراته العسكرية، معلنًا عن نيته عدم “سفك دماء مسلمين”، بحسب تعبيره، لكنه لا يريد “الموت في سجون الهيئة”، بحسب التسجيل.
وفي 27 من حزيران الماضي، قال الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم، إن “تحرير الشام” عرضت على مسلم الشيشاني، وهو قائد فصيل “جنود الشام”، الانضمام إلى صفوفها أو مغادرة مناطق سيطرتها خلال مدة زمنية لم يعلن عنها خلال الفيديو الذي نشره عبر قناة “OGN TV” في “يوتيوب”، مشيرًا إلى أن الشيشاني رفض عرض “الهيئة”.
بينما ردت “تحرير الشام” على ما نشره الصحفي الأمريكي حول إخراج فصيل “جنود الشام” من إدلب أو الانضمام إليها، مشيرة إلى وجود أشخاص ارتكبوا تجاوزات أمنية وقضائية وهم منتسبون إلى الفصيل.
–