تخطط الحكومة الألمانية لاتخاذ مزيد من الإجراءات لضبط الحدود مع بولندا، بسبب ارتفاع حالات العبور غير القانونية خلال الأسابيع الماضية.
وقالت وزارة الداخلية الألمانية، الخميس 23 من أيلول، إن عدد حالات العبور غير القانونية لأشخاص تم ضبطهم بمحاذاة الحدود الألمانية- البولندية زاد خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن أغلبيتهم قدموا من بيلاروسيا.
وأضافت الوزارة أن الشرطة الاتحادية ضبطت 474 شخصًا تمكنوا من دخول ألمانيا بشكل غير قانوني، خلال آب الماضي، عبر الحدود الألمانية- البولندية.
وبيّن متحدث باسم الوزارة أن عدد الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، أو تم تهريبهم، بلغ 760 شخصًا حتى تاريخ 20 من أيلول الحالي.
وأشار المتحدث إلى أن الوضع المشحون حاليًا في الهجرة، بسبب قرار بيلاروسيا عدم منع المهاجرين الذين يصلون إلى أراضيها من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، يؤثر حاليًا على ألمانيا.
ولفت إلى وجود تعاون وثيق بين الشرطة الألمانية والسلطات البولندية بهدف مواجهة عمليات العبور غير القانونية.
وكان الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، قال، نهاية أيار الماضي، إن بلاده لن تمنع الراغبين بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي من عبور حدودها، كرد فعل على تشديد الغرب العقوبات المفروضة عليها.
وتعد مدينة فرانكفورت الألمانية المطلة على نهر “الأودر” شرقي البلاد، نقطة العبور بين الحدود الألمانية والبولندية.
وستتخذ الشرطة الألمانية مزيدًا من الإجراءات لضبط الحدود، كما تم وضع أول التعديلات اللوجستية لرعاية الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني أو تم تهريبهم، وفق بيان الشرطة الاتحادية.
ويمر أغلب المهاجرين الذين يصلون إلى ألمانيا بطريقة غير قانونية من بيلاروسيا ثم يتجهون غربًا ليعبروا ليتوانيا وبولندا، بالاستعانة بمهربين في أغلبية الحالات.
بولندا وليتوانيا تشددان إجراءاتهما
ومطلع أيلول الحالي، فرضت بولندا حالة الطوارئ لمدة 30 يومًا عند حدودها مع بيلاروسيا، لمنع تدفق المهاجرين.
وأعلنت الحكومة البولندية شروعها ببناء سياج من الأسلاك الشائكة يبلغ ارتفاعه 2.5 متر، على الحدود مع الجارة بيلاروسيا بسبب العدد الكبير من المهاجرين الذين يدخلون البلاد بصورة غير قانونية.
وقال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، في 23 من آب الماضي، تم نشر 900 جندي على طول الحدود الممتدة مع بيلاروسيا والبالغة 418 كيلومترًا، كما من المقرر تعزيز الأمن على الحدود عبر مزيد من الجنود.
وفي تموز الماضي، أعلنت ليتوانيا حالة الطوارئ بسبب زيادة تدفق اللاجئين من بيلاروسيا، وعززت حماية الحدود الليتوانية- البيلاروسية، بمشاركة وحدات من وكالة حماية حدود الاتحاد الأوروبي (فرونتكس).
أسباب الخلاف الأوروبي مع بيلاروسيا
أغلق الاتحاد الأوروبي مجاله الجوي ومطاراته أمام شركات الطيران البيلاروسية بعد أن جرى تحويل رحلة بين دولتين من دول الاتحاد قسرًا، في 23 من أيار الماضي، إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا لاعتقال الصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش.
وقرر الاتحاد فرض عقوبات على أفراد بيلاروسيين ضالعين في الهبوط القسري لرحلة الطيران بين أثينا وفيلنيوس، وهو ما وصفه بعض القادة بأنه “اختطاف نفذته دولة”.
وقالت وسائل إعلام بيلاروسية، إن طائرة MIG– 29″” رافقت الطائرة إلى مينسك بسبب الخوف من وجود قنبلة، لكن لم يُعثَر على متفجرات.
وفرض أيضًا، في 24 من حزيران الماضي، عقوبات على قطاعات اقتصادية في بيلاروسيا، ردًا على ما وصفه بـ”تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
–