اعتبرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن وصول شحنات الوقود الإيراني إلى لبنان رغم العقوبات، لا يشكّل حلًا لأزمة الطاقة في البلاد، مبدية نية بلادها التعاون مع الحكومة اللبنانية لسد النقص الحاصل بقطاع الطاقة.
وفي مقابلة مع موقع “الحرة“، الخميس 16 من أيلول، قالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فضّلت عدم الكشف عن اسمها، إن استيراد الوقود من بلد خاضع لعقوبات واسعة النطاق مثل إيران ليس حلًا مستدامًا لأزمة الطاقة التي يعاني منها لبنان.
وأضافت أن “حكومة الولايات المتحدة تدعم الجهود المبذولة لإيجاد حلول إبداعية وشفافة ومستدامة من شأنها معالجة النقص الحاد في الطاقة والوقود في لبنان. هذا ما يحتاج إليه الشعب اللبناني، وليس حملة دعائية استعراضية أخرى من قبل (حزب الله)”.
وأشارت المسؤولة الأمريكية إلى أن بلادها تتطلع إلى “العمل مع حكومة لبنانية تتمتع بالصلاحيات، وعلى استعداد لمواجهة التحديات الخطيرة للغاية التي يواجهها لبنان، بما في ذلك ندرة الوقود وانقطاع الكهرباء المزمن”.
وفي وقت سابق، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، إن بلاده لا تشجع على استيراد النفط من إيران لأنها تخضع لعقوبات.
وأضاف في تصريح صحفي لـ”الحرة”، “الحكومة اللبنانية أوضحت أنها لم تطلب أي نفط من الحكومة الإيرانية”.
وتابع بهذا الصدد، “سنراقب ذلك بعناية (…) نتطلع إلى أي وسيلة ممكنة لمساعدة الشعب اللبناني ليس فقط في مجال النفط إنما أيضًا في المساعدات الإنسانية”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر المانحين الذين يقدمون المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني منذ سنوات عديدة، وليس فقط بعد انفجار مرفأ بيروت في آب من عام 2020.
واشنطن تتعهد بالدعم
وكانت السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا، أبلغت الرئيس اللبناني، ميشال عون، في آب الماضي، عزم بلادها متابعة تقديم المساعدة للبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا.
وأوضحت شيا أن ذلك سيتم عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن، تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا.
كما لفتت إلى أنه سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولًا إلى شمالي لبنان، مشيرة إلى مفاوضات مع البنك الدولي لتأمين التمويل اللازم لذلك.
العقوبات الأمريكية
وأمس الخميس، أكد “حزب الله” اللبناني وصول قافلة محملة بالوقود الإيراني من سوريا إلى لبنان، على أربع دفعات.
ودخلت، فجر الخميس، أربع دفعات من صهاريج المازوت إلى بلدة العين في البقاع اللبناني، متجهة نحو مدينة بعلبك، بحسب ما نقلته قناة “المنار“ التابعة لـ”حزب الله”.
وبحسب القناة، تضم القافلة 20 صهريجًا (13210 جالونات)، تحتوي على مليون ليتر من المازوت.
وعبرت الصهاريج من محافظة حمص وسط سوريا إلى سهل البقاع اللبناني، واستقبلها سكان تجمعوا على جانبي الطريق الرئيس، وزُيّنت الشوارع بأعلام “حزب الله” وراياته الصفراء، وسط إشادات بإيران ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، بحسب ما نقله ناشطون مقربون من “الحزب” في مواقع التواصل.
وينتهك تسليم الوقود العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران بعد أن سحب الرئيس السابق، دونالد ترامب، أمريكا من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية قبل ثلاث سنوات.
وأشار الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، في 27 من آب الماضي، إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا أضرّت أيضًا بالمصالح اللبنانية، وذلك عبر الموانع الاقتصادية تحت طائلة التهديد بالعقوبات.
وقال بهذا الصدد، إن “قانون (قيصر) لم يكن حصارًا لسوريا فقط، بل هو أيضًا حصار للبنان”.
–