جريدة عنب بلدي – العدد 44 – الاحد – 23 -12-2012
أمير الحسكاوي، سالار الكردي – الحسكة.
توقف الفرن الوحيد في بلدة الشدادي جنوب الحسكة، والذي يغطي احتياجات أكثر من 70 قرية مجاورة بسبب نقص المازوت، علمًا أن الشدادي مدينة عائمة فوق بحر من النفظ والغاز ما أشعل فتيل أزمة إنسانية في الحسكة المدينة بسبب نقص الخبز في الأفران، ووصل سعر ربطة الخبز إلى أكثر من 250 ليرة سورية بعد أن كانت بـ 15 ليرة. هذا وقد أوقفت القناة المائية في الريف الشمالي للحسكة بأمر من النظام وذلك لقطع المياه على كامل المنطقة بعد تحرير عدة قرى فيها.
أما مدينة القامشلي فتعيش في الظلام، إذ تقطع عنها الكهرباء مدة 20 ساعة متواصلة كما تقطع عنها المياه مدة 15 ساعة في اليوم، ناهيك عن قطع الاتصالات، وتعاني المدينة كما غيرها من مدن الحسكة من نقص حاد في مادة الخبز، إذ لا خبز في الأفران وتصل طوابير الانتظار لأكثر من 5000 شخص على الفرن المركزي. وبسبب سوء الأوضاع المعيشية والإنسانية، يقوم البعض بقطع أشجار الحدائق في عامودا لجعلها حطبًا للمدافئ بعد انقطاع المازوت، ما يشكل أزمة بيئية خطيرة.
وفي القامشلي حكاية أخرى، فبعد انقطاع للمياه دام 3 أيام متواصلة، قام الأهالي بشرب المياه بعد عودتها لأنهم لم يعلموا بأن المياه ملوثة، إذ أكد أحد العاملين في شركة مياه القامشلي تسجيل 7 وفيات و180 إصابة، ليؤكد أحد الأطباء من داخل المشفى الوطني في المدينة تسجيل بعض حالات الكوليرا.
حرب اقتصادية أعلنها النظام الذي لم يتوقف عن قصف الريف الجنوبي الذي يعاني أشد المعاناة لخمسة أيام بشكل متواصل بقذائف مدفعية ميدان من معدل 120 و130 على قرى الريف الجنوبي. والجدير بالذكر أن مدينة الحسكة تحتضن أكثر من 3000 نازح من جميع المناطق المنكوبة تسعى لتأمين كل احتياجاتهم رغم كل هذه الظروف.
وفي رأس العين لم تتوقف الاشتباكات منذ دخول الجيش الحر إليها، إذ سقط الأسبوع الماضي أكثر من خمسة عشر شهيدًا خلال الاشتباكات مع عناصر حزب العمال الكردستاني المصنف دوليًا كمنظمة إرهابية، وأداة النظام للتشبيح في الجزيرة السورية، لكن هذه الاشتباكات أدت إلى تراجع قواعد وحواجز حزب العمال إلى خطوطه نحو الشرق وسيطرة الجيش الحر بالكامل الذي يقوم بالإضافة إلى معاركه ضد قوات الأسد بتنظيم أمور المدينة المحررة إداريًا وخدميًا. فكان رد النظام قصف بالمدفعية والدبابات طال مدينة الشدادي جنوب الحسكة ومواقع حدودية وقرى مدنية، إضافة إلى حملات الاعتقال التي طالت شخصيات عشائرية في القامشلي وناشطين في الحسكة. أما رد الثوار فكان مظاهرات سلمية في أحياء غويران والصالحية ومجن عامودا والقامشلي والدرباسية رغم التضييق الأمني الشديد.