أثارت هتافات تداولها أعضاء من “الحزب السوري القومي الاجتماعي” خلال احتفال أقاموه في شارع الحمرا ببيروت، الأحد 23 من أيار، حفيظة حزب “القوات اللبنانية”.
وخلال الحفل، الذي أُقيم بمناسبة “ذكرى التحرير”، في إشارة إلى الذكرى الـ21 لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، نادى المحتشدون باغتيال رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، وهددوا بملاقاته مصير الرئيس اللبناني الأسبق، بشير الجميّل، الذي اغتيل على يد أحد أعضاء الحزب عام 1982.
وخلال الحفل الذي تخلله استعراض عسكري لعناصر من “السوري القومي الاجتماعي”، ردد مشاركون فيه هتاف “طار راسك يا بشير، جايي دورك يا سمير”، مشيرين إلى جعجع، وإلى اغتيال الجميّل على يد أحد القوميين في لبنان.
بعدما تسبّب #الانهيار_الاقتصادي والحجر الصحي بفقدان شارع #الحمرا لوهجه، عاد الشارع أمس الأحد إلى الأجواء الميليشيويّة ونزاعات الحرب الأهليّة.فقد أقام #الحزب_السوري_القومي_الاجتماعي في الشارع عرضاً عسكرياً من دون سلاح شارك فيه بضعة آلاف من المحازبين في #ذكرى_التحرير
./1 pic.twitter.com/zv3ihoXjaq— Megaphone (@megaphone_news) May 24, 2021
كيف رد “القوات”
اعتبر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية”، الوزير السابق، ريشار قيومجيان، أن “الحزب السوري القومي الاجتماعي” مرتبط عقائديًا بالخارج.
وأضاف قيومجيان في حديث إعلامي إلى قناة “mtv”، أنه لا الحزب ولا “حزب الله” ولا النظام السوري من خلفهم ولا حلفاؤهم المسيحيون يستطيعون النيل من “القوات اللبنانية“.
وأكد قيومجيان أن كل عملية استفزاز لن تمر، وأنه لا يمكن استفزاز مناطق قدمت “شهداء” بوجه الجيش السوري، بحسب قوله.
وقالت وزيرة العمل اللبنانية السابقة، الممثلة عن حزب “القوات اللبنانية”، مي شدياق، عبر “تويتر”، إن “الحزب السوري القومي الاجتماعي” مرتهن ومجرم وغير مؤمن بكيان لبنان وسيادته.
كما نشرت شدياق مجموعة صور تتحدث عن اغتيالات ومحاولة انقلاب، قام بها “السوري القومي الاجتماعي”.
هذه هي مآثر #الحزب_السوري_القومي_الاجتماعي
المرتهن والمجرم غير المؤمن بكيان لبنان وسيادته#حل_الحزب_القومي pic.twitter.com/3CME8RiGl3— May Chidiac | مي شدياق (@may_chidiac) May 23, 2021
بعدما تسبّب #الانهيار_الاقتصادي والحجر الصحي بفقدان شارع #الحمرا لوهجه، عاد الشارع أمس الأحد إلى الأجواء الميليشيويّة ونزاعات الحرب الأهليّة.فقد أقام #الحزب_السوري_القومي_الاجتماعي في الشارع عرضاً عسكرياً من دون سلاح شارك فيه بضعة آلاف من المحازبين في #ذكرى_التحرير
./1 pic.twitter.com/zv3ihoXjaq— Megaphone (@megaphone_news) May 24, 2021
وفي بيان هاجم خلاله حزب “القوات اللبنانية” وجعجع، أوضح “القومي الاجتماعي” أن الهتاف لم يطلق في أي فقرة من فقرات العرض الرسمي، ولم تصوره أو تنشره “عمدة الإعلام”، الجهة الوحيدة التي تعبر عن موقف الحزب.
التصعيد من جانب “القومي السوري الاجتماعي”، سبقه اعتداء أشخاص ينتمون لـ”القوات اللبنانية” على سوريين منهم قوميون، كانوا متوجهين إلى السفارة السورية للمشاركة في الانتخابات التي دعا إليها النظام السوري عبر سفارته في لبنان، في 20 من أيار الحالي.
ففي 19 من أيار الحالي، دعا سمير جعجع، رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، إلى إعطاء تعليمات لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية، لتجهيز لوائح بأسماء من سيقترعون للأسد، ومطالبتهم بمغادرة لبنان فورًا والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا، طالما سيقترعون له، ولا يشكل خطرًا عليهم.
من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد غدا، والطلب منهم مغادرة لبنان فورا والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا طالما انهم سيقترعون لهذا النظام ولا يشكل خطرا عليهم.
— Samir Geagea (@DrSamirGeagea) May 19, 2021
وبالتزامن مع بدء التصويت للانتخابات الرئاسية في السفارة السورية في بيروت، أطلق حزب “القوات اللبنانية”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسم “بتحبو رجاع لعندو“، وذلك بعد الاستفزازات التي قام بها مؤيدو رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في الشوارع والأحياء اللبنانية.
“الحزب السوري القومي الاجتماعي”
أُسّس “الحزب السوري القومي الاجتماعي” عام 1932، على يد أنطوان سعادة، وهو حزب سياسي قومي، يعمل في لبنان وسوريا، ويدعو إلى إقامة “الأمة السورية”.
ينادى الحزب بتوحيد بلاد الشام والعراق وقبرص والكويت ولواء اسكندرون وسيناء، في دولة واحدة تحت اسم سوريا الكبرى، أو ما عرف سياسيًا بـ”الهلال الخصيب”.
ألّف أنطوان سعادة عددًا من الكتب، على رأسها كتاب “نشوء الأمم”، الذي يوضح فيه أفكار حزبه الذي أسسه في عام 1932، وأقام اجتماعه الرسمي الأول في عام 1935 ببيروت.
ويقدّم كتاب “التعاليم السورية القومية الاجتماعية” مبادئ “الحزب السوري القومي الاجتماعي” وغايته، كما يشرحها سعادة.
وبحسب مؤرخين وباحثين في الشأن السوري، كان الحزب أبرز منافسي حزب “البعث” و”الحزب الشيوعي”، بعد انحسار حضور حزبي “الشعب” و”الكتلة الوطنية”، وحتى بعد إعدام سعادة في بيروت عام 1949.
وشهد الحزب موجة من الصراعات السياسية مع الأحزاب السياسية في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى انشقاقات أسهمت في ولادة أجنحة سياسية مختلفة.
وحُظر من العمل السياسي في سوريا بعد اتهامه باغتيال العقيد عدنان المالكي في الملعب البلدي بدمشق عام 1955، على يد أحد أعضائه يونس عبد الحميد، ما أدى إلى اعتقال عشرات من أعضاء الحزب، وفرار آخرين.
كان سعادة على علاقة وثيقة بحسني الزعيم، الذي يتهمه قوميون سوريون بتسليم سعادة إلى السلطات اللبنانية، بعد أن دعمه لإشعال ثورة ضد نظام الحكم في لبنان، ومحاولة انقلاب عسكري عام 1949، أسفرت عن اعتقاله وستة من أعضاء الحزب، قبل إعدامه في 8 من تموز 1949، بعد محاكمة سريعة وسرية.
وفي أيلول 1982، اغتيل الرئيس اللبناني الأسبق، بشير الجميّل، مع 26 شخصًا بتفجير استهدفهم فيه أحد أعضاء الحزب حبيب الشرتوني، الذي أُدين بتنفيذ الاغتيال في تشرين الأول 2017، وصدر بحقه حكم بالإعدام والتجريد من الحقوق المدنية من قبل المجلس العدلي في لبنان.
وبرر الشرتوني اغتياله للجميّل بدعوى عمالة الأخير، وبيعه لبنان إلى إسرائيل، كما قال الشرتوني بعد إلقاء القبض عليه.
وأمضى الشرتوني في السجن ثماني سنوات، قبل أن تفرج عنه القوات السورية التي سيطرت على لبنان في أعقاب الحرب الأهلية، في تشرين الأول 1990.
وبعد تولي بشار الأسد السلطة، زاد نفوذ الحزب، وانضم القوميون السوريون إلى الجبهة الوطنية التقدمية، وتابعوا عملهم بشكل رسمي وسُمح لهم برفع أعلام الحزب على المقرات الرسمية.
–