أظهرت دراسة صادر عن مركز الجمهورية الديمقراطية للدراسات، أن مدينة غازي عينتاب التركية هي من أكثر المدن عمالة للأطفال السوريين، وذلك لأن المدينة تعتبر تجمعًا كبيرًا للسوريين.
واعتمدت المركز في دراسته، التي صدرت مؤخرًا، على دراسة 4 حالات لأطفال تتراوح أعمارهم من 6 إلى 13 عامًا، يعملون في مهن مختلفة من بينها “عامل وبائع جوال”.
ووثقت الدراسة تعرض الأطفال السوريين، في الحالات التي تمت دراستها، لانتهاكات تشتمل على الاعتداء الجسدي، والعاطفي والإهمال، حيث قال طفل يعمل كبائع جوال “أبي يهددني دائمًا إذا ما بعت كل الخبز باكل قتلة بالخرطوم”.
وأكدت الدراسة تعرض جميع الأطفال للإهمال من قبل أسرهم، مرجعة السبب إلى الظروف الاقتصادية المتردية التي تعيشها غالبية الأسر السورية في المدينة.
وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن غالبية الأسر السورية تتشارك الخوف من المستقبل، وذلك لغياب الضمان الاجتماعي، وهذا ما يدفع الأسر إلى عدم رفض عمالة الأبناء، التي غالبًا ما يقف قرار الطفل وراءها.
ورصدت الدراسة آثارًا سلبية لعمل الأطفال، من أهمها تأثر صحتهم من ناحية التناسق العضوي، إضافة إلى انخفاض مخزون الطفل المعرفي، إذ لاحظت الدراسة أن الكثير منهم لا يتقنون القراءة والكتابة، إضافةً لآثار عاطفية سيئة يتركها البعد المتواصل عن الأسرة، وصولًا إلى كتمان الكثير من الأمور التي تحدث له في محيط العمل عن أهله.
ولم تلاحظ الدراسة أي دور للمنظمات الحكومية وغير الحكومية، للتخفيف من وطأة عمالة الأطفال، فلم ترصد الدراسة أي نوع من المساءلة لأولياء الأطفال المتسربين من المدارس، لا من جهات تركية ولا سورية، على الرغم من صدور قرار تركي جديد في العام 2014، يمنع بموجبه الأطفال تحت سن 15 من العمل.
وأوصت الدراسة بحثّ الدولة التركية من قبل منظمات المجتمع المدني على تفعيل قانون عمالة الأطفال، ووضع برامج حكومية وغير حكومية لدعم الأسر السورية المحتاجة، وإنشاء فريق طوارئ قانوني مرتبط بوزارة الداخلية التركية للتنسيق مع إدارات المدارس السورية بهدف متابعة المتسربين، وتفعيل دور المرشدين الاجتماعين في المدارس السورية، ومن ثم تحسين ظروف العملية التعليمية.