الأسد لقناة خبر الإيرانية: الدعوة الوهابية هي المظهر الأساسي للانحراف بمنطقتنا

  • 2015/10/04
  • 3:44 م

انتقد بشار الأسد، رئيس النظام السوري، جميع الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بالإضافة إلى تركيا والمملكة العربية السعودية، مشيدًا بالدور الروسي وعمق العلاقات مع سوريا، وذلك في حديث خصه لقناة خبر الإيرانية، الأحد 4 تشرين الأول.

انتقد الغرب وتركيا والسعودية

وقال الأسد إن “سوريا لا تثق بالمسؤولين الغربيين، ولا يمكن أن نأخذ تصريحاتهم على محمل الجد سواء كانت إيجابية أو سلبية”، معتبرًا أن “مسؤولي الغرب يعيشون حالة ضياع وعدم وضوح بالرؤية، وبنفس الوقت شعورًا بالفشل تجاه المخططات التي وُضعت لسوريا ولم تحقق أهدافها”.

وضرب الأسد مثالًا على “تواطؤ” الغرب ضد سوريا “ساركوزي كُلّف من قبل إدارة بوش بالتواصل مع سوريا لعدة أهداف، مجملها كان تغيير الخط السياسي.. وعندما لم يتمكّن الغرب من تغيير السياسة السورية وتمسّكها بالحقوق واستقلالية القرار، كانت أحداث الربيع العربي فرصة للانقضاض عليها”.

وهاجم الأسد الدول الغربية خلال حديثه، معتبرًا أن “الدول الغربية لها سيد واحد هو الولايات المتحدة، كل هذه الدول تتصرف بما يأمرها به المايسترو الأمريكي”، وأضاف “الغرب يريد إيجاد دول ضعيفة تلتهي بخلافاتها الداخلية ولا يكون لديها وقت لا للتطور ولا لدعم القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها فلسطين”.

واعتبر الأسد أن الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في سوريا هو شأن سوري داخلي، وتابع “السعودية هي النموذج الأسوأ والأكثر تخلّفًا وتأخّرًا على مستوى العالم بمجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة الشعبية في الدولة”، وبخصوص تركيا رأى أن “أردوغان الذي خلق فجوات داخل المجتمع التركي من خلال حديثه عن الفتنة والتمييز بين المكوّنات ليس في موقع أن يعطي نصائح لأي دولة بالعالم”.

الإرهاب نتيجة انحراف مجتمعاتنا

وحول ما أسماها “الأزمة”، لفت الأسد إلى أن نظامه قرر انتهاج الحوار منذ البداية بالتزامن مع “مكافحة الإرهاب”، وتابع “نحن أكثر تمسكًا بهذا المبدأ، نحن اليوم أكثر تصميمًا على التمسك بمبادئنا، وأثبتت الأحداث صحة ما كنا نقوله منذ بداية الأزمة”.

ولم يخل حديث رأس النظام من “التنظيمات الإرهابية”، إذ اعتبر أن “التنظيمات الإرهابية وآخرها داعش أو جبهة النصرة هي مجرد مظهر من مظاهر انحراف طويل وعميق في منطقتنا وفي مجتمعاتنا”، مضيفًا “المظهر الأساسي للانحراف بمنطقتنا هو الدعوة الوهابية التي فسّرت الإسلام بشكل مناقض بكثير من الحالات لمضمون الدين الإسلامي نفسه”.

التحالف يخلق التوازن ولا يقضي على الإرهاب

“لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحته”، هذه كانت وجهة نظر الأسد خلال المقابلة، وأضاف “بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة، فالإرهاب توسّع برقعته الجغرافية، وبزيادة الملتحقين به”.

وأضاف “عدد الطلعات الجوية لـ 60 دولة بالتحالف مجتمعة في سوريا والعراق، لا تعادل أجزاء بسيطة مما يقوم به سلاح الجو السوري”، متسائلًا “كيف يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يقوموا بمكافحة الإرهاب وبنفس الوقت أقرب حلفائهم في حكومة أردوغان يقومون بدعم الإرهابيين؟”.

وشدد الأسد على أن “التحالف الدولي سيخلق نوعًا من التوازن بين القوى لتبقى النار مشتعلة وعملية التآكل بسوريا والعراق ودول أخرى بالمنطقة لنضعف جميعًا لعقود”، متسائلًا “إذا كنت أنا ذريعة للإرهاب في سوريا فمن هو ذريعة الإرهاب في اليمن، أنا لست موجودًا في اليمن، من هو ذريعة الإرهاب في ليبيا والعراق؟”، معتبرًا أن “داعش نشأت تحت راية الامريكيين، والقيادات الداعشية كلها خريجة السجون التي كانت تديرها أمريكا وليس الحكومة العراقية”.

وعن تحالف “الممانعة”

وفي حديثه عن محور دخول روسيا في الحرب السورية، رأى الأسد أن “توحّد سوريا وروسيا وايران والعراق بموضوع المكافحة العسكرية والأمنية والمعلوماتية للإرهاب إضافة لجوانب أخرى سيحقق نتائج فعلية”، منوهًا إلى أن “معظم دول العالم الآن لديها شعور بالخطر الحقيقي من الإرهاب ونرى مؤخرًا تصريحات منهم تدعم تحالف سوريا وروسيا وايران والعراق ضد الإرهاب”.

وقال الأسد “لدينا علاقات قديمة مع روسيا، لم يحاولوا أن يفرضوا علينا أي شيء عبر تاريخ هذه العلاقة وخاصة في هذه الأزمة”، منوهًا إلى أن “الحوار بين روسيا وأمريكا ليس من أجل التدخل في سوريا بل حول مبدأ استقلالية قرار الشعب السوري، وأعتقد أن هذا في مصلحة سوريا وشعوب العالم، فهناك تواصل مستمر وشفافية كاملة بعلاقتنا مع الروس هم يتحدثون معنا بكل التفاصيل المتعلقة بالوضع السوري وأي شيء يطرح من قبل أي دولة أخرى”.

الإرهاب من أوروبا وإليها

وأضاف “عندما كنا نقول منذ بضعة سنوات للدول الداعمة للإرهاب بأن الإرهاب سيصل إليكم كانوا يقولون بأن السوريين يهدّدون، الإرهاب وصل اليوم إلى دول أوروبية مختلفة بالإضافة للدول الإقليمية التي تدعمه، وبدأت تعاني منه، منطقتنا كانت تُتّهم دائمًا بأنها هي التي تصدّر الإرهاب والتطرّف إلى أوروبا، واليوم أهم القيادات الإرهابية بسوريا والعراق هي من أوروبا”.

“إذا اعترف مسؤولو الغرب بالحقيقة سيضطرون للاعتراف بأنهم كانوا على خطأ من البداية وهذا صعب عليهم داخل بلدانهم وسيكون انتحارًا سياسيًا”، وفق الأسد، مضيفًا “نتمنى أن يصل مسؤولو الغرب إلى يوم يكونون فيه جريئين ليعترفوا بخطئهم وليقولوا بأنهم ساروا بعكس مصالح شعوبهم لأجل مصالحهم الانتخابية”.

اللجوء نقطة سوداء في تاريخ سوريا

واعتبر الأسد أن سوريا كانت هي دائمًا ملاذًا للاجئين عبر تاريخها “أن يتحوّل السوري إلى لاجئ هذا شيء مؤلم جدًا وربما يكون نقطة سوداء في تاريخ سوريا”، وأضاف “الغرب يعتبر مشكلة اللاجئين مأساة إنسانية يتألم لأجلها بينما هو المساهم الأكبر فيها من خلال دعمه للإرهاب وفرض الحصار على سوريا”.

ونوه إلى “جانب الآخر مؤلم في قضية اللاجئين، هم يطلقون النار على اللاجئ بيد ويقدمون له الغذاء باليد الأخرى، هذا ما يفعله الغربي”، معتبرًا أن “حل مشكلة اللاجئين يكون بالضغط على تركيا والأردن وقطر والسعودية لكي يتوقفوا عن دعم الإرهاب”.

سوريا تتجه إلى حل حقيقي

وأوضح الأسد أن “الجو الجديد الذي بدأ يظهر على الساحة الدولية، مع استثناء الغرب، بدأ يضغط باتجاه إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية”، وأضاف “تستمر الحرب إلى الوقت الذي إما أن ينتصر فيه الإرهاب على الشعوب أو أن ينتصر الشعب على الإرهابيين… الخيار الوحيد الآن بالنسبة لنا أن نضرب الإرهاب لأن تنفيذ أي حل يُتَّفق عليه لا بد له من حالة استقرار وإلا ليس له قيمة”.

العلاقة مع إيران: المبدئية والوفاء

وعرج الأسد إلى العلاقات بين نظامه وإيران، معتبرًا أن “إيران دولة نامية قدمت نموذجًا وطنيًا بالاستقلالية، هذا النموذج هو الذي يخيف الغرب، هذا النموذج يعنينا كدولة نامية”، وأضاف “نحن وإيران حلفاء استراتيجيون، إذا كانت إيران أقوى فستكون سوريا أقوى، والعكس صحيح”.

ورأى أن “اعتراف العالم بوزن إيران الحقيقي وبدورها الإقليمي سيعطيها فرصة لكي تقوم باستخدام نفوذها المتصاعد في إقناع الغربيين بخطأ سياساتهم”، وبخصوص دعمها لنظامه لخصه الأسد بكلمتين “المبدئية والوفاء.. فالشعب الإيراني مبدئي، وكان وفيًا لسوريا التي وقفت معه في حربه لـ 8 سنوات”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا