وثقت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” وجود جثث للاجئين فلسطينيين لا تزال تحت أنقاض المنازل في مخيم “اليرموك” جنوبي دمشق، رغم انقضاء ثلاثة أعوام على الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري على المخيم.
ونقلت “مجموعة العمل” اليوم، الأربعاء 21 من نيسان، عن مصادر من المخيم قولها، إنها شاهدت جثثًا لعشرات الضحايا تحت ركام منازل مدمرة في عدد من المناطق، تركزت بشكل خاص في شارع اليرموك ومنطقة العروبة.
وذكرت “مجموعة العمل” أسماء عدد من هؤلاء الضحايا وهم: محمد هدبة، هيفاء الحاج، انشراح الشعبي، باسمة الغوطاني، عبد الهادي الغوطاني، صلاح العبيات، وليد الوزير، مشيرة إلى أن جثثهم لا تزال موجودة تحت أنقاض مبنى في شارع عطا الزير بالمخيم.
وأكد ذوو الضحايا أن أيًا من الجهات الرسمية لم تتحرك من أجل انتشال الجثث من تحت الركام.
وجددت “مجموعة العمل” مطالبتها حكومة النظام السوري بالسماح لفرق الدفاع المدني والطواقم الطبية بالعمل في مخيم “اليرموك”، وانتشال جثث الضحايا من تحت أنقاض المنازل.
وشهد مخيم “اليرموك” معارك بين فصائل “الجيش الحر” وقوات النظام السوري، وسط انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على ثلثي المخيم عام 2015.
وسيطرت قوات النظام بشكل كامل على منطقة الحجر الأسود ومخيم “اليرموك”، في أيار 2018، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، طُرد خلالها تنظيم “الدولة” من المخيم، غداة اتفاق إجلاء غير رسمي، نُقل بموجبه عناصر التنظيم إلى بادية السويداء.
وتسببت الاشتباكات بدمار ما يزيد على 60% من الأبنية والبنى التحتية في المخيم، وصُنّف كسابع أكبر منطقة دمار في سوريا، وفق مسح أجرته “وكالة الأمم المتحدة للتدريب والبحث” (UNITAR).
افتقار المخيم إلى الخدمات الأساسية
ويشتكي أهالي مخيم “اليرموك”، جنوبي دمشق، من افتقاره إلى الخدمات الأساسية وغياب المرافق المؤهلة، وإهمال الشوارع والطرقات، على الرغم من بدء عودتهم إلى منازلهم.
وتمكنت نحو 600 عائلة من العودة إلى منازلها في المخيم، بعد تحديد محافظة دمشق ثلاثة شروط للسماح لأهالي مخيم “اليرموك” بالعودة إلى منازلهم، وهي “السلامة الإنشائية، وإثبات الملكية، والحصول على الموافقات اللازمة”.
وتشكو العائلات الموجودة حاليًا في المخيم والموزعة على عدة أحياء (حي الجاعونة، عين غزال، التقدم، حيفا، حي سبع السباعي، إحسان كم الماظ) من صعوبات كبيرة في تأمين الاحتياجات الأساسية، كمادة الخبز والمياه الصالحة للشرب والمحروقات للتدفئة أو لصنع الطعام.
ولا توجد في المخيم محال تجارية لبيع المواد الأساسية، إضافة إلى عدم توفر مواصلات لنقل الأهالي من وإلى خارج المخيم لشراء الحاجات الأساسية.
ويفتقر المخيم إلى الرعاية الصحية والاجتماعية والخدمية، إذ لا توجد داخله مستشفيات ولا مستوصفات ولا صيدليات مع غياب الكوادر الطبية والصحية في المخيم.
–