عنب بلدي – خاص
لم يكتب لغرفة عمليات «عاصفة الجنوب» النجاح، على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي وضعتها فصائل المعارضة في المعركة، وسقوط عدد كبير من قتلى الجيش الحر خلال 3 مراحل مرت بها، وسط اتهامات وانتقادات وجهت لمسؤولي العمل العسكري في حوران.
3 مراحل و7 غرف عمليات
أطلقت فصائل حوران معركة «عاصفة الجنوب» في 25 حزيران الماضي، التي تهدف إلى إتمام السيطرة على المناطق الخاضعة لقوات الأسد في مدينة درعا، بما فيها المربع الأمني، لكن شيئًا لم يحدث من هذا، رغم اشتراك نحو 70 فصيلًا في العمل، واستخدام الأسلحة الثقيلة من دبابات وراجمات صواريخ ومدفعية.
المرحلة الثانية للمعركة بدأت في منتصف تموز، وحاول مقاتلو المعارضة اقتحام المدينة من عدة محاور، لكنها باءت بالفشل مجددًا، وسط تبريرات لبعض قيادات الجيش الحر في أن تحصينات قوات الأسد الكبيرة كانت السبب في فشلها.
ولم تختلف المرحة الثالثة في آب الماضي عن سابقاتها، عدا عن اقتحام تل الزعتر وأسر عدد من العناصر في 14 أيلول الجاري، مالبثت قوات الأسد أن استعادته بمؤازرة من ميليشيات أجنبية متنوعة.
وشكلت فصائل المعارضة خلال المراحل الثلاث 7 غرف عمليات، ابتداءً من «إعصار 1» وحتى «إعصار 7»، ولم يتحقق فيها سوى إحكام السيطرة على عدة أبنية في الجهة الشرقية للمدينة، كانت قوات الأسد قد تقدمت فيها منذ أشهر.
ومنذ مطلع أيلول الحالي، وتشهد مدينة درعا هدوءًا ملحوظًا على جبهاتها بعد نحو شهرين من المعارك، وسط تسريبات من قبل قياديين في الجيش الحر تفيد بإنهاء «عاصفة الجنوب» بشكل نهائي.
خسائر المعارضة خلال 3 أشهر
خسرت فصائل المعارضة نحو 200 مقاتل في صفوفها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب إحصاءات قدمها مركز «توثيق الشهداء» في المحافظة، العدد الذي يعتبر بالمنظور العسكري كبيرًا جدًا مقارنة بالمعارك التي خاضتها ذات الفصائل في مناطق أخرى.
أيضًا نعت فرقة فلوجة حوران التابعة للجبهة الجنوبية في الجيش الحر، قائدها زكريا عبود (أبو هادي)، والذي سقط خلال معارك المدينة، تموز الماضي، ثم قضى أمين عبود أحد أبرز قيادات الفرقة العسكرية، آب الماضي.
معارك درعا تسببت بدمار كبير في الأحياء الخاضعة لفصائل المعارضة، وأبرزها طريق السد ودرعا البلد والمخيم، أدى ذلك، بحسب مراسل عنب بلدي، إلى نزوح نحو 90% من سكانها نحو المخيمات التي أقيمت لهم في القرى المجاورة.
فشل المعركة، وبحسب نشطاء، تسبب بخيبة أمل واضحة لدى شبان المحافظة، وفضل عشرات منهم الهجرة نحو أوروبا، في رحلة تبدأ من الريف الشرقي مرورًا بمناطق سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في البادية، ووصولًا إلى الحدود مع تركيا، ومن ثم إلى اليونان، في رحلة محفوفة بالمخاطر.
اتهامات متبادلة
والأهالي غاضبون
اتهم من تبقى من أهالي مدينة درعا قيادات العملية بالتقصير، ونظم شبان ونشطاء مظاهرات احتجاجية، أغلقوا خلالها الطرقات ورشقوا السيارات التابعة للجيش الحر بالحجارة، نظرًا للنتائج «المأساوية» للمعركة.
قيادات من الجيش الحر اتهمت بعض الجماعات العاملة في درعا بتعطيل العمل العسكري وتشويه صورة الجيش الحر والتعاون مع نظام الأسد، مطلقين عليهم لقب «الطابور الخامس» وصرح أحد القادة (رفض ذكر اسمه) لعنب بلدي، أن المعركة لم يجهز لها بشكل صحيح، ولكن ضغط الشارع والتظاهر اليومي دفع بنا إلى الدخول بها دون استكمال التجهيزات اللازمة.
لم يكن لـ «جيش الفتح» في المنطقة الجنوبية، المكون من جبهه النصرة وحركة أحرار الشام وغرفة فتح الشام، أي دور في «عاصفة الجنوب»، فاستنفذت هذه الغرفة طاقاتها وعناصرها لمحاربة لواء شهداء اليرموك المتهم بانتمائه لتنظيم «الدولة الإسلامية».
وأبدت جبهه النصرة تخوفها على لسان أحد أمرائها العسكريين من الدخول في المعركة، متهمًا الجيش الحر بعدم جديته في العمل العسكري، وأشار أحد مقاتليهم إلى أن قطاع «النصرة» في منطقه سجنة لا يمكن العمل عليه ما لم يتقدم لواء توحيد الجنوب في منطقه المنشية.
وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن غرفة التنسيق العسكري (موك) رفضت في البداية تقديم أي دعم لمعركة درعا، لكنها أبدت دعمها مجددًا، مقدمة مبالغ مالية للفصائل المشاركة، وبعد فشل المعركة أوقف الدعم عن معظم فصائل الجبهة الجنوبية، بل طال شح الدعم القطاع الطبي والخدمي في محافظة درعا، بحسب أحد الأطباء في مشفى صيدا الميداني.
لا يزال جزء واسع من مدينة درعا يخضع لنظام الأسد، بالإضافة إلى مدن وبلدات أخرى أبرزها الصنمين وخربة غزالة وغباغب وغيرها، في وقت تشهد فيه المحافظة هدوءًا على الجبهات، عدا عن اشتباكات متقطعة بين فصائل «جيش الفتح» ولواء شهداء اليرموك.