اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية في تقرير نشرته اليوم، الأربعاء 17 من شباط، الحكومة اليونانية بقلة اهتمامها بتلوث مخيم “مافروفوني” بالرصاص، في جزيرة ليسبوس اليونانية.
واعتبرت المنظمة أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة “ليست كافية لتقييم شدة ومدى التلوث بالرصاص في المخيم، ومخاطره على صحة اللاجئين”.
وبحسب تقرير نشرته الحكومة اليونانية عن اختبار التربة في المخيم، صادر عن “المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن”، في 27 من كانون الثاني الماضي، أخذ الباحثون 12 عينة تربة من المخيم، وأظهرت النتائج أن عينة منها لمناطق إدارية داخل المخيم، وعينة لمنطقة سكنية، تحتوي على مستويات عالية من الرصاص.
واتخذت الحكومة بعد الاطلاع على نتائج تقرير المعهد بعض الإجراءات، منها إضافة تربة جديدة وحصى فوق التربة الملوثة، وتقييد الوصول إلى المنطقة ذات المستويات المرتفعة من الرصاص.
وردًا على نتائج الاختبارات، قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم، إن العينات المأخوذة لم تكن كافية من حيث العدد والموقع للمناطق التي قد تكون مستويات الرصاص فيها مرتفعة.
كما لم يعالج تقرير المعهد اليوناني الأسئلة حول منهجية أخذ العينات المستخدمة، بما فيه الأساس المنطقي لعمق العينات، وما إذا كانت مواقع العينات من مناطق تربة جديدة أو قديمة، أو من أين أتت التربة الجديدة، أو المكان الذي وُضعت فيه بالضبط في المخيم، وأين أُخذت التربة القديمة إذا أُزيل أي منها.
وطالبت المنظمة الحكومة اليونانية بإجراء اختبارات إضافية شاملة، وتحديد التربة الآمنة من الملوثة لمعرفة وتجنب المخاطر اللاحقة، وعزل المناطق التي أثبتت نتائج عيناتها أنها ملوثة بالرصاص عن طريق سياج لإبلاغ الموظفين والناس بأنها منطقة خطرة.
ودعت إلى معالجة سريعة للأشخاص الذين عُثر على مستويات مرتفعة من الرصاص في الدم لديهم، بغض النظر عن وقت تعرضهم للتسمم، وأن يخضع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر وسنتين لاختبار دم مجاني، لأنهم أكثر عرضة لخطر التسمم الشديد بالرصاص.
كما طالبت المنظمة “المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن” بضرورة مشاركة نطاق العمل المخطط له مع خبراء دوليين، للمراجعة والحصول على آراء بشأن تدابير الاختبار والمعالجة قبل إجراء المزيد من الاختبارات.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التعرض للمستويات المرتفعة من الرصاص يمكن أن يضعف وظائف الجسم العصبية والبيولوجية والمعرفية، ما يؤدي إلى عوائق التعلم أو الإعاقات، والمشكلات السلوكية، وضعف النمو، وفقر الدم، إضافة إلى تلف الدماغ والكبد والكلى والأعصاب والمعدة، وحتى الموت.
كما أن الرصاص يزيد من خطر الإجهاض، ويمكن أن ينتقل عن طريق المشيمة وحليب الثدي، وبحسب المنظمة، فإن الأطفال الصغار والنساء خصوصًا في سن الإنجاب معرضون بشكل خاص للخطر.
وقالت وزارة اللجوء والهجرة اليونانية في بيان صحفي، في 23 من كانون الثاني الماضي، إن مخيم “مافروفوني” أُنشئ كموقع طوارئ مؤقت لإيواء أكثر من تسعة آلاف طالب لجوء، بعد الحرائق في مخيم “موريا”، في أيلول 2020.
وتقدر مساحة المخيم بـ341 ألف متر مربع، استخدم الجيش اليوناني منها في السابق 21 ألف متر مربع لممارسة الرماية.
وتعاني مخيمات المهاجرين واللاجئين على الجزر اليونانية من الازدحام الشديد ونقص الخدمات، وبطء الإجراءات القانونية للبت في طلبات الوافدين.
وأُقيمت مخيمات اللاجئين الموجودة في جزر “ليسبوس” و”كوس” و”ليريسوس” و”تشيوس” و”ساموس” بموجب اتفاق مع تركيا، يقضي باستضافة اللاجئين فيها لحين دراسة أوضاعهم.
–