عنب بلدي – وكالات
تناقل عددٌ من المسؤولين الأمريكيين مؤخرًا أنباء عن محاولة موسكو الاشتراك في عملية عسكرية محتملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، تزامنًا مع تطورات جديدة توحي بتطور على صعيد الدعم الروسي للأسد.
ووصلت طائرتان روسيتان تحملان 80 طنًا من «المساعدات الإنسانية» إلى مطار في مدينة اللاذقية، السبت 12 أيلول، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
ويأتي وصول الطائرتين بعد أيام من تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا «تحمل مساعدات إنسانية وعتادًا عسكريًا في آن واحد».
ولفت لافروف إلى أن روسيا ستتخذ مزيدًا من الخطوات بشأن سوريا إذا دعت الحاجة، مؤكدًا أن أفراد الجيش الروسي موجودون في سوريا منذ سنوات.
نظام صاروخي متطور روسي إلى سوريا
وكالة رويترز قالت، مساء الجمعة، 11 أيلول، إن موسكو سترسل نظامًا صاروخيًا متطورًا مضادًا للطائرات إلى سوريا، في إطار ما يعتقد الغرب أنه تطور في الدعم الروسي للأسد.
واعتمدت الوكالة على تصريحات مصدر روسي ومسؤوليَن غربيين قالا إن القوات الروسية هي من سيشغل نظام إس إيه 22 وليس السوريون، وإن الأسلحة في طريقها إلى سوريا لكنها لم تصلها حتى الآن.
دبلوماسي غربي مطلع بشكل منتظم على تقييم أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وغيرها، قال للوكالة «النظام نسخة متطورة تستخدمها روسيا وهذا يعني أن الروس سيشغلونه في سوريا، مؤكدًا أن النسخة الجاري إرسالها إلى سوريا هي أكثر تطورًا من الأنظمة الصاروخية التي سبق نشرها هناك».
من جهته قال المصدر الروسي المقرب من سلاح البحرية للوكالة إن شحنة نظام إس إيه 22 لم تكن الأولى التي سترسلها موسكو، مشيرًا إلى أن روسيا أرسلت شحنة سابقة عام 2013.
ولم يكشف المصدر الروسي عن المدى الزمني لعملية إرسال النظام الصاروخي المتطور، إلا أنه لفت «هناك الآن خطط لإرسال مجموعة جديدة من الصواريخ».
بدوره لفت مسؤول أمريكي إلى أن النظام الصاروخي المتطور ربما يكون «جزءًا من جهد روسي لتعزيز الدفاعات في مطار اللاذقية الذي يُعتقد أن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت داخله خلال الأيام الأخيرة.
سفن إنزال روسية في مرفأ طرطوس
مسؤولون أمريكيون أفادوا وكالة فرانس برس، الخميس 10 أيلول، أن سفينتي إنزال دبابات وصلتا إلى مرفأ طرطوس السوري على البحر المتوسط ورستا داخل القاعدة الروسية الدائمة هناك.
وأكدت الوكالة رصد قرابة 10 ناقلات جند بداخلها عشرات الجنود الروس في منطقة اللاذقية، مشيرةً إلى أنهم يتمركزون في مطار باسل الأسد الذي يضم مباني مسبقة الصنع يمكن أن تتسع لمئات الأشخاص ولمعدات المراقبة الجوية.
ولفتت إلى هبوط ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل في سوريا خلال الأيام الأخيرة، من بينها طائرتا شحن عملاقتان من طراز إنتونوف 124 كوندور، أما الثالثة فهي طائرة لنقل الأفراد.
مناورات عسكرية بين طرطوس وقبرص
ووجهت موسكو مذكرة طلبت فيها من السلطات القبرصية تحويل مسار الرحلات الجوية العادية، لأنها تعتزم إجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية الأسبوع المقبل، السبت 12 أيلول.
وأصدرت روسيا مذكرة موجهة إلى هيئة الملاحة الجوية الأمريكية حول المناورات التي ستجري بين مرفأ طرطوس، شمال شرق سوريا وجزيرة قبرص التي تبعد قرابة 100 كيلومتر عنه.
مصدر في وزارة الدفاع القبرصية قال لفرانس برس إن روسيا أصدرت المذكرة حول المناورات التي ستشمل إطلاق صواريخ، مشيرًا إلى أن إصدارها «أمر روتيني».
ولا يزال هناك احتمال بألا تجري روسيا المناورات في التواريخ المحددة بين 14 و17 أيلول الجاري، بحسب المصدر الذي أردف «ربما يجرون المناورات وربما لا، إلا أن التواريخ حُجزت».
إيران واليونان تفتحان أجواءهما وبلغاريا ترفض
أعلنت وزارة الخارجية البلغارية، الثلاثاء 8 أيلول، رفض فتح مجالها الجوي أمام طائرات روسية متجهة إلى سوريا بسبب شكوك في حمولتها، بعد استقبالها طلبًا من الجانب الروسي خلال عطلة الأسبوع الماضي بشأن فتح ممر جوي لطائرات نقل عسكري روسية.
من جهة أخرى أعلنت السفارة الروسية في إيران، الأربعاء 9 أيلول، أن طهران سمحت لطائرات «المساعدات الإنسانية» الروسية بعبور المجال الجوي الإيراني في طريقها إلى سوريا.
وتشعر الولايات المتحدة بقلق كبير بعد رصدها تقارير عن حشد عسكري روسي في سوريا، فطلبت من اليونان منع الرحلات ذاتها من العبور عبر مجالها الجوي، إلا أن الأخيرة تجاهلت الطلب وسمحت لطائرات روسية بعبور مجالها الجوي باتجاه سوريا.
وكان البيت الأبيض حذّر في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا من المحتمل أن «تشعل مواجهة» مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
ولم تخف موسكو دعمها للنظام السوري بالأسلحة والمدربين، كما أعلنت مؤخرًا أنها ستجري مشاورات مع سوريا والدول الأخرى في المنطقة حول زيادة الدعم لها في «مكافحة الإرهاب».