أثار تفجير مرفأ بيروت أمس، الثلاثاء 4 من آب، السؤال عن مادة “نترات الأمونيوم” وخطورتها واستعمالاتها، والظروف التي يجب أن تراعى خلال حفظها والتعامل معها.
وكان المدير العام للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، قال خلال تفقده المكان، إن المادة المسببة للانفجار هي شحنة مخزنة من “نترات الأمونيوم” مضى عليها ست سنوات في أحد مخازن المرفأ.
وبحسب قناة “MTV” اللبنانية، فإن المواد مصادرة منذ العام 2014، من سفينة رست بمرفأ بيروت في طريقها إلى موزمبيق، تبين أنها تحمل 2750 طنًا من مادة “نترات الأمونيوم” التي تستخدم سمادًا زراعيًا.
ومنذ ذلك الحين، “أرسل مدير عام الجمارك السابق، شفيق مرعي، والحالي، بدري ضاهر، أكثر من كتاب إلى قضاء العجلة للمطالبة بتصدير هذه الكميّة، لما تشكّله من خطورة، من دون أن تلقى هذه الكتب استجابة”.
وخلّف الانفجار نحو مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، بينما أعلن محافظ بيروت أن الخسائر الاقتصادية تقدر بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار.
فما هي “نترات الأمونيوم” التي سببت الكارثة؟
“نترات الأمونيوم”
“نترات الأمونيوم” ورمزها الكيميائي “NH4NO3” هي ملح بلوري أبيض، يتشكل من تفاعل مادتين، هما “الأمونيا” (NH3) و”حمض النيتريك” (HNO3).
وبحسب “المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية“، تستخدم المادة كسماد زراعي يسهم تفككه في تزويد النباتات بالنيتروجين اللازم للنمو.
وتستخدم أيضًا في صناعة المتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، وتدخل أيضًا في صناعة الألعاب النارية، وتصبح شديدة الانفجار عند دمجها مع الوقود.
ولم يكن الانفجار في مرفأ بيروت الأول من نوعه بسبب “نترات الأمونيوم”، إذ حدثت انفجارات مماثلة أوقعت آلاف الضحايا في دول عدة.
وأبرز تلك الانفجارات كان بألمانيا في العام 1921، وبمدينة تولوز الفرنسية في 2001، وبولاية تكساس الأمريكية في العام 2013.
واُستخدمت المادة في تفجير بمدينة أوكلاهوما عام 1995، وخلّف 186 قتيلًا.
وتفرض عدة دول قواعد صارمة لتخزين “نترات الأمونيوم”، أهمها أن تكون بعيدة عن الوقود ومصادر الحرارة.
وأكبر مخزون من “نترات الأمونيوم” الطبيعية موجود في صحراء أتاكاما في تشيلي بالقارة الأمريكية الجنوبية.
لكن نسبة تقدر بـ100% من هذه المادة المستخدمة الآن صناعية، ويمكن تحضيرها عن طريق تفاعل “الأمونيا” مع “حمض النتريك”.
“نترات الأمونيوم” في سوريا
في مطلع عام 2019، أعاد النظام السوري تشغيل معمل سماد “الكالنترو” في الشركة العامة للأسمدة بمدينة حمص، بطاقة إنتاجية تصل إلى 280 طنًا يوميًا من “نترات الأمونيوم”.
ويضم المعمل ثلاثة أقسام هي: قسم “الأمونيا”، وقسم إنتاج حمض الآزوت، وقسم إنتاج السماد.
وتعتبر “الشركة العامة للأسمدة” أكبر مجمع صناعي كيميائي في سوريا، وتؤمّن حاجة القطاع الزراعي، الذي يشكل الرافد الاقتصادي الأساسي السوري من الأسمدة.
كما أن مادة “نترات الأمونيوم” غير محظورة وفق معاهدة الأسلحة الكيماوية، بحسب ما ذكره أحمد الأحمد، المتحدث باسم مركز “توثيق الانتهاكات الكيماوية في سوريا”، لعنب بلدي.
–