فريق “تطوعي” يوثق أحداث الشمال السوري بالأرقام

  • 2020/06/07
  • 10:47 ص
نازحون من جبل الزاوية جنوبي إدلب يحملون ما تبقى متاعهم بعد قصف النظام وروسيا باتجاه المناطق الحدودية - 27 كانون الثاني 2020 (عنب بلدي)

نازحون من جبل الزاوية جنوبي إدلب يحملون ما تبقى متاعهم بعد قصف النظام وروسيا باتجاه المناطق الحدودية - 27 كانون الثاني 2020 (عنب بلدي)

عنب بلدي – إدلب

يصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” بيانات وإحصائيات دورية تواكب التطورات والأحداث الجارية في مناطق الشمال السوري، لتعتمد عليها وسائل إعلام محلية في رصد وتقييم الواقع المدني والإنساني في المنطقة.

أُسس فريق “منسقو الاستجابة في سوريا”، المكوّن من مجموعة متطوعين بالإضافة إلى عاملين مع منظمات أخرى، عام 2015، ورافق حملات التهجير التي جرت في سوريا، ومنها تهجير أهالي مضايا والزبداني في ريف دمشق.

ويتركز نشاط الفريق، الذي أُسس من قبل شخصين ووصل إلى 450 متطوعًا فاعلًا، في محافظة إدلب وريفها شمال غربي سوريا، وفي الريف الشمالي والشمالي الشرقي لمحافظة حلب.

عمل منظم

يعمل المنسقون “بشكل تطوعي بالكامل”، بحسب مدير الفريق، محمد حلاج، ويتركز عملهم في عدة مجالات، أبرزها تتبع حركة النازحين والعائدين في أي منطقة، وتقييم الحاجات الإنسانية سواء للسكان المقيمين أو النازحين ومتابعة احتياجاتهم، وتوثيق الانتهاكات التي تحدث في أي منطقة من مناطق عمل الفريق، خاصة في حالات القصف والخطف والاغتيالات.

وقال حلاج لعنب بلدي، إن الفريق يضم فرقًا هندسية ترتبط بالإدارة بشكل مباشر، تتمثل مهمتها في تقييم الأضرار التي تقع بعد عمليات القصف أو الاستهداف، سواء كان الاستهداف بسيارات مفخخة أو عبوات ناسفة أو قصف من الطيران الحربي أو قذائف تقليدية.

بالإضافة إلى فريق اقتصادي متخصص برصد الأسعار وتوثيق تغيرها، ومتابعة الفروقات السعرية للمنتجات والسلع.

عاملون ميدانيون يوثقون الأحداث

وأضاف حلاج أن متطوعي الفريق الميدانيين ينتشرون في مناطق العمل، ويمدون بالمعلومات اللازمة للتقارير، والبيانات اليومية والأسبوعية والشهرية والربع السنوية، مكتب المعلومات الذي يحللها بدوره ويحصيها ويفرزها بشكل كامل.

إحصائيات الفريق “مطابقة بنسبة 99%” بحسب ما قاله حلاج لعنب بلدي، معللًا ذلك بـ”كثافة” العاملين ميدانيًا، الذين يساعدون في الحصول على معلومات دقيقة، ويعملون على “تغطية أي حدث يجري في المنطقة”، كما أن أغلب مخرجات الفريق مبرمجة.

ويخضع العاملون و”جميعهم اختصاصيون”، بحسب حلاج، لدورات تدريبية قبل الالتحاق بالعمل، خاصة في مجالات العمل الإنساني وتوثيق الانتهاكات والمراقبة والتقييم وغيرها من الدروات المتخصصة الأخرى للمنظمات العاملة في مناطق الأزمات.

لكن الفريق يعاني من صعوبات كثيرة، أبرزها، وفقًا لحلاج، الجهات المسيطرة على الأرض خاصة في محافظة إدلب، مؤكدًا على “استقلالية” الفريق عن أي جهة كانت حكومية أو غير حكومية.

ومن التحديات التي يواجهها، التعامل مع الانتهاكات التي تحدث، كالخطف أو التعرض للعبوات الناسفة، والمضايقات التي تحصل للفريق والقصف، إذ إن جزءًا من عمله ميداني و”يوجد متطوعوه في الخطوط الأمامية للتوثيق”.

هل من تنسيق مع جهات فاعلة أخرى

أشار حلاج إلى وجود تنسيق مع منظمات أخرى في مجال التوثيق والعمل، دون تسميتها، إذ يشاركون الإحصائيات والبيانات عبر البريد الإلكتروني مع تلك المنظمات أو من خلال الاجتماعات الدورية مع جهات دولية يزودونها بمعلومات حول الوضع في المنطقة، بالإضافة إلى عرض الإحصائيات للجميع، بما في ذلك وسائل الإعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

مدير فريق التدخل في منظمة “بنفسج”، مأمون خربوط، قال لعنب بلدي، إن المنظمة تعتمد على بيانات الفريق لرفع الاحتياجات كمشاريع للجهات الداعمة، بعد مقاطعتها مع الأرقام الموجودة في المنظمة.

وأضاف أن لكل جهة طريقتها في تحري وتوثيق الأرقام، ومن “المستحيل” أن تحصي جهة واحدة التقييمات بشكل كامل ومطلق، والاعتماد على الأرقام يكون بمقارنتها، ومثال على ذلك، تُقارن أرقام النازحين من منطقة ما بأعداد سكانها قبل النزوح.

ويرى خربوط أن أرقام الفريق “أقرب إلى الواقع”، كما أنها “مفيدة ومهمة” لجميع المنظمات العاملة في المنطقة، بينما نفى وجود أي مشاريع مشتركة بين المنظمة والفريق، مضيفًا أن المنظمات العاملة تعتمد في جميع المعلومات والبيانات أيضًا على غرف تجمع المنظمات والمجالس المحلية، كغرفة “المجالس والمخيمات” الموجودة على تطبيق “واتساب”.

من جهته، نفى مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، وجود أي تواصل أو تنسيق مع فريق “منسقو الاستجابة”.

وقال لعنب بلدي، إن إحصائيات “منسقو الاستجابة” تعكس بشكل أساسي أرقام النازحين، كما أنهم في “الشبكة” لم يطلعوا على منهجية العمل لدى الفريق.

وأضاف عبد الغني أن الشبكة اعتمدت في وقت سابق ببعض إحصائياتها مرة أو مرتين على إحصائية الفريق، ليس أكثر، بحسب تعبيره، لأنها تعتمد في إحصائياتها، التي تكون نتاج عمل فريقها، على المصادر الأساسية.

مقالات متعلقة

منظمات مجتمع مدني

المزيد من منظمات مجتمع مدني