نجل سلمان العودة يروي تفاصيل اعتقال والده

  • 2020/05/17
  • 3:44 م
الشيخ سلمان العودة (العربي)

الشيخ سلمان العودة (العربي)

نشر عبد الله العودة، ابن الداعية السعودي سلمان العودة، المعتقل لدى السلطات السعودية، تفاصيل اعتقال والده في عام 2017.

وقال عبد الله عبر “بودكاست السعودية العظمى“، الذي يبث عبر منصة “ساوند كلاود” الصوتية أمس، السبت 16 من أيار، إن والده تلقى اتصالًا هاتفيًا “غريبًا” كان الهدف منه إشغاله.

وأوضح عبد الله أن الاتصال تضمن تفاصيل دقيقة لتحركات العودة في أحد المطاعم والوجبات التي طلبها وفي أي المساجد صلّى، وكأنّ المتصل يريد توضيح أن العودة مراقب.

وأضاف عبد الله أن والده سأل المتصل إذا كان لديه أي سؤال محدد، فطلب الأخير منه الانتظار ثم أغلق السماعة فجأة بالتزامن مع وصول الأجهزة الأمنية وطرقها الباب.

لا تخبر أحدًا

وأضاف عبد الله أن رجالًا بملابس مدنية، عرّفوا عن أنفسهم كعناصر في جهاز “أمن الدولة” السعودي، طلبوا من الشيخ السعودي المضي معهم، مؤكدين أن الأمر لن يستغرق سوى ساعات قليلة.

وقال عبد الله، إن عناصر الأمن طلبوا منه “عدم إخبار أي شخص باعتقال والده”، قبل انقطاع أخبار سلمان العودة لخمسة أشهر، واصفًا الحكم في المملكة العربية السعودية بـ”الشمولي”.

وعلم عبد الله، بحسب الحلقة، أن والده تعرّض لظروف سيئة في أثناء الاعتقال، شملت التحقيق المتواصل لعدة أيام مع تناوب المحققين، والحرمان من الطعام والشراب لفترات طويلة، قبل رميها له في أكياس وهو مقيد اليدين والقدمين.

ثم تواصل شخص مجهول مع عبد الله، قال إنه التقى مع والده في أحد المستشفيات، واصفًا حالته الصحية بـ”الحرجة”.

وسبق أن أعلن نجل العودة عن بعض تفاصيل الاعتقال، وقال في عام 2018 إن “هناك ملفًا صادمًا ومعلومات مخيفة عن ظروف اعتقال الوالد وظروف سجنه والأشهر الأولى، التي أدت لتدهور حالته الصحية حينها”.

وأضاف “وضعوه بزنزانة مخيفة صغيرة جدًا (متر في متر) ليست فيها حتى دورة مياه، وبعدها نقلوه للانفرادية واستمروا في التجاهل الصحي، ما أدى إلى ارتفاع ضغط الدم”.

وشمل التحقيق أسئلة حول كتاباته وتغريداته ومشاركاته المرئية والمسموعة، واصفين “عدم مشاركة العودة في الحملة ضد قطر بالخيانة”، وهو نفس كلام “الذباب الإلكتروني في تويتر”، بحسب عبد الله.

محاكمة غامضة

وأوضح عبد الله في الحلقة ظروف المحاكمة، في 4 من أيلول 2018، التي وصفها بـ”الغامضة والسرية” في محكمة اعتُقل نصف قضاتها قبل فترة وجيزة، وطالبت النيابة العامة “بالقتل تعزيرًا” بعد توجيه 37 تهمة.

وشملت التهم “الإفساد في الأرض”، و”الدعوة لتغيير الحكومة السعودية”، و”الانضمام لجمعيات ومنظمات عالمية”، و”تأليب الرأي العام وإثارة الفتنة”.

كما تضمنت “استقبال رسالة نصية مناهضة للحكومة السعودية والسخرية من منجزاتها”.

ونشرت صحيفة “عكاظ” السعودية، في أيلول 2018، خبر بدء المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية بمحاكمة العودة، بعد عام على اعتقاله.

ولم تذكر الصحيفة اسم الداعية السعودي صراحة، واكتفت بذكر المنصب الذي يشغله في “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، وهو مساعد الأمين العام.

وتصنّف السعودية الاتحاد على أنه منظمة “إرهابية”، وذلك عقب أزمتها مع قطر.

ويشغل عبد الله العودة، منصب كبير الباحثين في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة “جورج تاون”، وأستاذ الفكر السياسي الإسلامي في جامعة “جورج واشنطن” في الولايات المتحدة الأمريكية.

مكالمة هاتفية يتيمة

ونشر حساب “معتقلي الرأي” في “تويتر” تسجيلًا ظهر فيه صوت العودة، وهو الأول له منذ اعتقاله في عام 2017 على خلفية تغريدة نشرها، عبر “تويتر”، دعا فيها إلى التقارب السعودي- القطري بعد الأزمة الخليجية.

وأظهر التسجيل الذي نُشر، في 14 من أيار الحالي، صوت العودة وهو يتحدث مع والدته وابنته غادة.

https://twitter.com/m3takl/status/1260659836858986497

ويظهر التسجيل الذي بلغت مدته دقيقة واحدة، حديثًا بين سلمان العودة ووالدته طمأنها خلاله عن نفسه، قبل أن يتحدث مع ابنته غادة بحسب الحساب.

وجاءت تغريدة العودة بعد إعلان أربع دول، هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة قطر وبدء ما عُرف بـ”الحصار عليها” في حزيران 2017.

وأثارت التغريدة ردود فعل غاضبة في المملكة بسبب “التزامه الصمت” منذ بداية الأزمة، وعدم تبنيه موقفًا واضحًا مؤيدًا لحكومة بلاده.

بينما سارع دعاة سعوديون، ومنهم محمد العريفي وعائض القرني وعبد الرحمن السديس، إلى تبني موقف مساند لحكومتهم ومعادٍ لدولة قطر، في حين فضّل سلمان العودة الحياد، ما عرّضه لانتقادات عدة من مواطنيه.

وبعد شهر واحد من اعتقال العودة، منعت السلطات السعودية عائلته من السفر، بحسب تغريدة نشرها ابنه عبد الله.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي