ناشد فريق “منسقو استجابة سوريا” المنظمات والهيئات الإنسانية، بتقديم دعمها المستعجل إلى مركز دركوش في منطقة جسر الشغور، الخاص بالحجر الصحي للاجئين العائدين من تركيا إلى الداخل السوري لمدة 14 يومًا، ضمن الإجراءات الوقائية من فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وتضمّن بيان نشره الفريق اليوم، الأحد 10 من أيار، ضرورة تقديم المساعدة العاجلة من المواد الغذائية والنظافة الشخصية، إضافة إلى المواد الوقائية (كمامات، قفازات طبية، أدوية ومستهلكات طبية).
وقال مدير “منسقو الاستجابة”، محمد حلاج، لعنب بلدي، اليوم، إن احتياجات المركز للمواد الطبية لا يمكن تقديرها بشكل دقيق، ويجب توفرها لمدة ثلاثة أشهر مقبلة على الأقل، طالما أن الحجر مستمر.
ووضع حلاج عمليات تنظيف المركز بشكل مستمر ودوري، وتوفير المواد الغذائية، ضمن أهم المشكلات التي تواجه المحجورين في المركز، فلا تقدم إلا وجبة طعام واحدة خلال اليوم في وقت الإفطار، وهو ما لا يكفي، بحسب قوله.
وحثّ بيان الفريق المنظمات العاملة بالتعقيم من الفيروس على زيارة المركز لضمان نظافته ومنع انتشار أي حالة عدوى محتملة إلى المنطقة المحيطة، إضافة إلى تأمين بعض الأجهزة الطبية الخاصة (منافس، وحدة عناية مركزة).
في حين ذكر وزير الصحة في حكومة “الإنقاذ”، محمد عساف، في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن وجبتي طعام تقدمان للأشخاص الذين حُجروا في المركز، عند الإفطار والسحور في رمضان حاليًا، ووجبات عادية قبل رمضان، إضافة إلى مياه الشرب النظيفة، وبعض المشروبات وغيرها من المتطلبات.
كما يجري العمل على تثقيفهم حول الجائحة وسبل الوقاية منها، بالإضافة إلى إلزامهم بارتداء الكمامات، وعدم اختلاط نزلاء كل غرفة مع الغرف الأخرى، بحسب عساف.
الأعداد كبيرة فهل تؤثر على القطاع الصحي؟
وذكر حلاج أن أعداد الأشخاص الذين يطبَّق عليهم الحجر الصحي في مركز دركوش بتزايد مستمر، وبحسب تقديراته فإن الأعداد الداخلة ضعف التي تخرج منه، ووصلت إلى أكثر من 200 شخص، أي ما يزيد على طاقة المركز الاستيعابية.
والسبب في تزايد هذه الأعداد هو عودة كثير من السوريين المقيمين في تركيا بسبب فقدهم مصادر دخلهم فيها، جراء الحظر الذي تفرضه السلطات التركية من أجل السيطرة على انتشار الفيروس.
ورصدت عنب بلدي عبر مراسليها، الذين صوّروا مركز جسر الشغور، اكتظاظ غرف الحجر الصحي بالأشخاص المحجورين.
لكن عساف أكد أن معظم الأشخاص الموجودين في المركز، الذي دخل الخدمة في 10 من نيسان الماضي، “سليمون” من فيروس “كورونا”.
كما أنهم لا يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة، باستثناء مراقبة صباحية ومسائية من قبل طبيب المركز، فيما يتعلق بدرجة الحرارة والأعراض التنفسية المحتملة المرافقة للفيروس، بحسب تعبيره.
“العدد يبدو كبيرًا نسبيًا”، وفق عساف، مرجعًا السبب إلى الأعداد “الكبيرة” الوافدة إلى المركز من الحدود التركية بشكل “غير نظامي”، مشيرًا إلى أن العدد الكبير لا يؤثر على فاعلية الحجر طالما أن الموجودين يُحجرون في غرف مستقلة بشكل تراتبي حسب عدد الأيام، ولا يُسمح لهم بالاختلاط مع نزلاء الغرف المجاورة.
الحالة الطبية في شمال غربي سوريا
وجّه “منسقو الاستجابة” في بيانه اليوم دعوة إلى الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري، من أجل الاستجابة الفورية والعاجلة للاحتياجات الخاصة بالقطاع الطبي وتقديم الدعم العاجل له.
وحذر من تحول المنطقة في شمال غربي سوريا إلى بؤرة لانتشار فيروس “كورونا” في حال تسجيل أي إصابة فيها، مؤكدًا أن القطاع الطبي حاليًا في أسوأ حالاته، نتيجة خروج عشرات المشافي والنقاط الطبية عن الخدمة، جراء قصف النظام السوري وحليفته روسيا الممنهج عليها.
اقرأ المزيد: مركز “جسر الشغور” للحجر الصحي مكتظ بالنزلاء.. ما فاعلية الحجر؟
وعن الدور الذي تلعبه وزارة الصحة التابعة لـ”الإنقاذ” في مواجهة جائحة “كورونا”، قال عساف إنه بسبب ضعف الواقع الصحي في المنطقة تركز عمل الوزارة على سبل الوقاية “قدر الإمكان”، ومنها حجر القادمين عبر الحدود التركية، وفحص درجة حرارة القادمين عبر المعابر من مناطق ريف حلب الغربي، وعزل الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالفيروس، ونقلهم إلى أقرب مركز صحي لتقييم حالتهم.
وأشار عساف إلى وجود تعليمات خاصة للكوادر الطبية، في حال ظهرت أعراض مشتبهة عند أحد المحجورين لعزله في غرفة خاصة، وأخذ عينات للفحص، وإعلام الوزارة مباشرة لاتخاذ بقية الإجراءات تحت الإشراف المباشر.
مراكز أخرى للعزل
أكد مدير “منسقو الاستجابة”، محمد حلاج، لعنب بلدي، أن هناك خطة لفتح مركز آخر في بلدة زرزور لاستيعاب الأعداد الكبيرة للمحتاجين إلى الحجر.
وجاء في بيان فريقه أيضًا أن هناك ضرورة قصوى لتوسعة المركز الحالي في مدينة دركوش، لتحقيق عزل الوافدين حديثًا إليه عن الحالات القديمة، وتحقيق شروط العزل المناسبة لقاطنيه.
بدوره، تحدث معاون وزير الصحة في حكومة “الإنقاذ”، محمد عساف، عن عمل منظمات لم يحدد أسماءها تقوم على إنشاء مراكز عزل مجتمعي، مشيرًا إلى أنه من المقرر إنشاء حوالي 29 مركزًا في إدلب، مختصة في عزل الحالات المثبتة إصابتها بفيروس “كورونا”، أُنشئ كثير منها وبعضها قيد الإنشاء، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
بينما أعلنت مديرية الصحة في مدينة إدلب تجهيزها مركزين للعزل الصحي الاجتماعي للمصابين بالفيروس، وقالت عبر حسابها في “فيس بوك”، في 7 من أيار الحالي، إن تجهيزات المركزين كانت بالتعاون مع منظمتي “أطباء بلا حدود” و”SEMA”، أحدها في مشفى “الداخلية” بمدينة إدلب بسعة 30 سريرًا، والآخر في مدينة كفر تخاريم شمال غربي المدينة، بسعة 40 سريرًا.
ولم تسجَّل أي إصابة بالفيروس في مناطق شمال غربي سوريا حتى الآن، بحسب ما أكده وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، مرام الشيخ، عبر حسابه في “تويتر”، بعد اختبار 332 حالة جميعها كانت “سلبية”.