عنب بلدي – إدلب
تستمر حملة “الخضرا للكل” بتنفيذ مجموعة من الأنشطة في محافظة إدلب، بهدف تعزيز الاندماج والتبادل الثقافي بين النازحين والمجتمع المضيف.
بدأت الحملة منذ 1 من شباط الماضي، وتستمر حتى 20 من آذار الحالي، وتستهدف النازحين المهجرين قسرًا من مختلف المناطق السورية والسكان في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها.
وأطلقت الحملة مجموعة من الشباب والشابات في إدلب (مركز تارغت التطوعي)، لتحقيق هدفين رئيسين عبر مجموعة من الأنشطة والإجراءات على مدى سبعة أسابيع.
وحدد منظمو الحملة الهدف الأول بدعم المناصرة، والدعوة لتعزيز السلام والتعايش بين النازحين والمجتمعات المضيفة في مدينة إدلب والمناطق المحيطة بها.
بينما يتمثل الهدف الثاني بتعزيز التبادل الثقافي، والقبول بين المجتمعات المضيفة والنازحين من المناطق السورية المتنوعة.
ويعقد منظمو الحملة جلسات حوار وتوعية تضم نازحين وسكانًا من المنطقة، للتركيز على الحالة النفسية للنازحين، ومدى تقبل المجتمعات المضيفة لهم من وجهة نظرهم، خاصة بعد موجات النزوح الأخيرة.
يمامة أسعد، إحدى المشاركات المقيمات في إدلب بفعالية وجلسات النقاش، قالت لـعنب بلدي، إن أهمية هذه المبادرات تكمن في كونها تأتي لإعادة الاندماج بين النازحين والسكان.
وأضافت أن الفعالية لفتت نظر النازحين والسكان الأصليين إلى أمور مشتركة عدة، وجميعها تدفع إلى التآلف والمحبة والتعاون بين النازحين والمستضيفين.
وتضمنت أنشطة الحملة، توزيع منشورات تعريفية بهدف الحملة، بالإضافة إلى لوحات طرقية ورسومات جدارية، وحسابات للحملة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم هدفها.
كما أُقيمت ضمن الفعالية جلسات نقاش وحوار متبادل بين الطرفين (المهجرين قسرًا والمقيمين)، إضافة إلى إجراء استبيانات قبل بدء الحملة وأخرى بعدها.
وتُعقد ضمن الحملة لقاءات ثقافية، تُعرض فيها تسجيلات مصورة لعادات وتقاليد اجتماعية، لتوضيح التنوع بين المحافظات السورية والنقاط المشتركة، ومناقشة الحاضرين بمضمونها.
وأبدت إيناس سرحان، وهي إحدى النازحات المشاركات بالفعالية، إعجابها بالحملة، وقالت لعنب بلدي، إنها استفادت من المشاركة وخرجت بأفكار جديدة من المحاضِرين، كما أنها قربت العلاقة بين النازح والمضيف وأوضحت كثيرًا من اللبس.
وطرحت الفعالية بعض الأفكار المغلوطة والصور الذهنية المسبقة، بحسب سرحان، كفكرة أن قدوم النازحين إلى المنطقة تسبب بازدياد الأوساخ، لكن الحقيقة أن سبب ذلك هو ازدياد كثافة السكان، وتقاعس بعض الجهات المسؤولة عن القيام بواجبها.
وضمن الهدف الأول، أجرى المنظمون مسحًا استقصائيًا قبل بدء الحملة، استهدف 250 شخصًا موزعين بالتساوي بين النازحين وسكان المجتمع المضيف في إدلب وضواحيها.
كما سيتم إجراء مسح آخر بعد انتهاء الحملة، بهدف تقييم معدل التسامح والقبول بين النازحين وسكان المنطقة، وأثر الفعاليات في ذلك.
ووزع منظمو الحملة ألف منشور توعوي، في مدينة إدلب والمناطق المحيطة بها، بهدف توعية المجتمعات المحلية المضيفة ومجتمعات النازحين بأهمية التعايش وبناء السلام فيما بينهم.
كما عُقدت ثماني جلسات نقاش في مدينة إدلب، ضمت كل واحدة 60 مشاركًا، يمثلون بشكل متساوٍ السكان المحليين ومجتمعات النازحين.
أما أنشطة الهدف الثاني، فتتضمن عقد جلستين تبرز تنوع الثقافات على امتداد سوريا، وتضم 30 ممثلًا مقسمين بالتساوي بين السكان المحليين ومجتمعات النازحين.
وعلى مدى جلستين، يشاهد الحضور مقاطع مصورة عن ثقافاتهم، ثم يتناقشون فيما بينهم عن النقاط المشتركة والاختلافات، بما يسهم بتعزيز التبادل الثقافي.
وستبث الحملة رسائل سلمية حول التاريخ والفلكلور، من مجتمع النازحين إلى المجتمع المضيف والعكس، من خلال تصميم أربع لوحات إعلانية لعرضها في الشوارع.
كما ستُنفذ خمس لوحات جدارية، تهدف إلى دعم البيئة والمواقف السلمية والمتسامحة بين المجتمعين، ولفت انتباه عدد كبير من الناس إلى رسالة الحملة.
وللترويج لأنشطة فعالية “الخضرا للكل” وإيصال رسائلها، نفذ المنظمون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بما يضمن وصولًا أكبر للمستهدفين.