وضع المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، السيناتور ليندسي غراهام، خطة تفصيلية لدحر تنظيم “الدولة الإسلامية”، في مقابلة مع فري بيكون أمس الأربعاء (24 حزيران)، مصرحًا بضرورة زيادة عدد القوات الأمريكية والعمل على جبهتي العراق وسوريا.
دانييل ويسر – واشنطن فري بيكون
نُشر في 25 حزيران 2015
تتزايد المخاوف حول الاستراتيجية الأمريكية الحالية لهزيمة تنظيم “الدولة”، الذي يُقال أنه يسيطر على نصف سوريا، واستحوذ على مجينة الرمادي العراقية الشهر الماضي.
وعلى الرغم من الضربات الجوية الأمريكية ووجود ما يقارب 3500 جندي أمريكي يستعدون لتلقي التدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية، إلا أن خطة إدارة أوباما في طريقها إلى “التدهور والفشل”، إذ لا يبدو أنها قللت من زخم التنظيم.
وقال غراهام، أحد الأصوات الرائدة في السياسة الخارجية للحزب الجمهوري، وعضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، “أوباما ونائبه جون بايدن ضباط سيئون جدًا”، في مكافحة تنظيم “الدولة”، مضيفًا “إن انسحاب قوات الولايات المتحدة الأمريكية من العراق عام 2011 شجع إيران فقط التي وسّعت من نفوذها في العراق عبر دعم الميليشيات الشيعية المجاورة”.
وأردف غراهام، “لا شيء تراه اليوم يمكن التنبؤ به، إنه أمر طبيعي وهي نتيجة منطقية لقرار سيء من قبل الرئيس”، مشيرًا إلى أنه يتفق مع الجنرال المتقاعد جاك كين، أحد منظمي استراتيجية تعزيز القوات في حرب العراق، الذي طالب بنشر 10 آلاف من الجنود الأمريكيين فيها، ويشمل الأمر كتائب الجو وقوات العمليات الخاصة التي تنفذ الغارات الجوية أفضل مساعدة للقوات العراقية في الخطوط الأمامية.
وأشار إلى ضرورة تكرار الغارات التي استهدفت إحداها الشهر الماضي أحد كبار مسؤولي تنظيم “الدولة” في سوريا، “لو كنت رئيسًا لكنت فعلت ذلك كل ليلة في سوريا والعراق، لن أدعهم ينامون دقيقة واحدة”، مضيفًا أنه يجب أن يسرع مستشارو الولايات المتحدة على الأرض في تدريب القوات العراقية ومقاتلي القبائل السنية في محافظة الأنبار الغربية، الذين لازالوا لا يثقون في الحكومة التي يحكمها الشيعة في بغداد وبعلاقتها مع إيران.
فريدريك كاغان، مدير مشروع التهديدات الحرجة في معهد أميريكان إنتربرايز، أعرب عن استراتيجية مماثلة في شهادته أمام الكونغرس يوم الأربعاء، مشيرًا إلى أنه سيلزم حوالي 20 ألف جندي أمريكي لدعم الغارات الجوية، وتحسين الوحدات العراقية فعاليتها وتكثيف الغارات ضد قادة التنظيم، بالإضافة إلى الحصول على معلومات استخباراتية بشكل أفضل.
CNN أجرت استطلاعًا للرأي في شباط الماضي، أشار إلى 57% من الأمريكيين لا يوافقون على جهود أوباما ضد التنظيم، في حين قالت أغلبية قليلة ممن شملهم الاستطلاع إنهم لا يزالون يعارضون إرسال قوات برية إلى منطقة الشرق الأوسط.
كرئيس، قال غراهام إنه سيبلغ الأمريكيين، “إذا لم نتعامل مع التهديدات هناك سيأتون إلينا في النهاية”، مضيفًا “لم أر قط هذا العدد الكبير من التنظيمات الإرهابية بوجود العديد من المناطق الآمنة لها وتوفر الكثير من المال والرجال والمعدات التي تستعد لضرب الوطن كما أرى اليوم”.
أثبت تنظيم “الدولة” أنه قادر على توسيع ما يسميه الخلافة والنفوذ العالمي، بشق طريقه في أفغانستان وليبيا واليمن، بالإضافة إلى الهجمات “الملهمة” له في باريس وتكساس، بحسب غراهام الذي أشار إلى أن “هذا ليس صراعًا إقليميًا، هذا هو النضال في جميع أنحاء العالم للخير ضد الشر والنازية ضد البقية منا”.
وبالتطرق إلى سوريا قال ليندسي إن “فوضى الحرب الأهلية هناك جعلت العراق تبدو وكأنها شيء سهل”، في الوقت الذي يسعى البنتاغون إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية الأكثر اعتدالًا في المعركة، ولكنه بدأ بتدريب أقل من 200 مقاتل وذلك بسبب مسائل التدقيق وصعوبة إنهاء الحرب في البلاد.
وكان لغراهام رأيه حول مسألة التدريب، “من الممكن أن يصبح عمر خطة تدريب وتجهيز المعارضة 150 سنة، قبل أن يكون لديها فرصة للعمل”، مشيرًا إلى أنه “لاشيء يمكن فعله مع تنظيم ربما وصل تعداد مقاتليه إلى 40 ألف، في سوريا القاعدة الأساسية لعملياته”، ومضيفًا أن “هناك المزيد من المقاتلين الأجانب الذين يلتحقون بصفوف التنظيم بينما نحن ندرب المعارضة السورية الحرة”.
حتى المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة لم يكن لديها موافقة صريحة لاستهداف الديكتاتور السوري بشار الأسد، وهو الوضع الذي قال غراهام إنه قوّض الدعم الإقليمي مشيرًا إلى أنه يجب تغييره.
ولفت غراهام إلى أنه سيقوم بتجميع قوة إقليمية مؤلفة من مصر وتركيا والمملكة العربية السعودية لإسقاط الأسد والقضاء على تنظيم “الدولة”، وغيره من الجماعات الإرهابية في سوريا، “الجيوش العربية الكبرى حقيقة لم تقاتل بما فيه الكفاية”، ما يعني أنه لن يكون هناك حاجة إلى المزيد من القوات الخاصة الأمريكية للدعم اللوجستي وأخذ دور المراقبة الجوية لتحسين دقة الغارات.
بعد هزيمة تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا، يجب على حلفاء الولايات المتحدة الحفاظ على مناطق سيطرتها والبدء بعملية مصالحة بين السنة والشيعة، وفق ليندسي، كما يمكن أن يبدأ التوصل إلى تسوية سياسية خلال مرحلة ما بعد الأسد، وبالتالي يتم تحييد نفوذ إيران في العراق الأمر الذي من شأنه أن يخلق المزيد من الاستقرار في البلد والمنطقة.
وأكّد غراهام على أنه “لن يتخلى” عن المفاوضات النووية الحالية بين الولايات المتحدة وسيكثف الضغوط على طهران ويفرض عقوبات إضافية عليها، مشيرًا إلى أنه “يجب على الأمريكيين الاستعداد للتحدي على المدى الطويل في المنطقة لاقتلاع تنظيم الدولة من جذوره ودحر النفوذ الإيراني”، نافيًا حدوث حلول سريعة كتقسيم العراق أو سوريا.
“لقد نمت العديد من المخالب في هذه الفوضى”، قال غراهام، مردفًا “عندما تقول اقتلاع الخلافة من جذورها، تكون قد شرحت للمواطنين الأمريكيين بأن الصراع سيكون طويلًا للسيطرة على الأرض وإعادة بناء سوريا والعراق”.
ترجمة عنب بلدي، لقراءة المقال باللغة الأنكليزية من المصدر اضغط هنا.