من رحم إلى آخر تتوالد الميليشات الموالية للزعيم الديني في العراق، مقتدى الصدر، إثر تحولاته السياسية.
ويتطلع الصدر إلى ضرورة حل الميليشيات واستبدالها باسم آخر لاحقًا، لكن مع بقاء التنظيم والعناصر والتسليح والمرجعية والولاء على حاله.
من “جيش المهدي” إلى “سرايا السلام” إلى “القبعات الزرق”، ميليشيات موالية للصدر بأسماء مختلفة وهدف واحد، تحقيق أهداف المرجعية.
“قبعات زرق” غير مسلحة من رحم “سرايا سلام” مسلحة
في تشرين الأول 2019، أعلن الصدر تشكيل ميليشيا غير مسلحة تحت اسم “القبعات الزرق” لحماية المظاهرات وتقديم المساعدات والخدمات والإسعاف والتنظيم المروري وتوزيع الطعام على المتظاهرين.
تزامن التأسيس مع مظاهرات خرج بها أبناء الشارع العراقي متمركزة، في بغداد ومناطق الجنوب العراقي (البصرة كربلاء واسط والناصرية) ذات الغالبية الشيعية، رفضًا لسياسة الحكومة وداعيةً إلى إسقاطها، إثر ما حل في العراق من مشاكل اقتصادية، وتفشي الفساد وارتفاع مستوى البطالة.
لكن سرعان ما تحولت “القبعات” إلى قمع المظاهرات وسيطرت على “المطعم التركي”، أول خط دفاع للمتظاهرين ضد القوات الأمنية في العاصمة العراقية بغداد، بأمر من “الصدر” الذي دعم تعيين محمد توفيق علاوي لتشكيل الحكومة، وهو ما عده المتظاهرون انقلابًا على ثورتهم.
وأخيرًا، أعلن الصدر أمس عبر “تويتر” بحل القبعات.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) February 11, 2020
“سرايا سلام” من رحم “المهدي” لقتال “التنظيم”
شكلت “سرايا السلام بأمر من الصدر بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على محافظة نينوى ومدينة سامراء وأجزاء واسعة من مناطق العراق عام 2014، كقوة دفاعية عن المساجد والمراقد الشيعية، حسب ادعاء قياداتهم، وانخرطت في القتال ضد التنظيم في عدد من مناطق العراق.
وانفكت السرايا عن الصدر شكليًا، بعد أوامر من رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، بدمج جميع تشكيلات “الحشد الشعبي” بالمؤسسة العسكرية العراقية، وإغلاق مقراتها.
لكن الأخيرة غيرت اسمها في تموز 2019، وحافظت على كيانها تحت مسمى السرايا “313” و”314″ و”315″ ضمن “الحشد الشعبي”، حسب تصريحات الناطق باسمها، صفاء التميمي، لصحيفة “نيويورك تايمز”.
“جيش المهدي” الأب الروحي لميليشيات الصدر
أسس الصدر “جيش المهدي” بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، بسبب الغزو الأمريكي.
وانتشر أتباعه في بغداد وجنوب العراق وحصل تصادم مع قوات التحالف والشرطة والحرس الوطني العراقي، وصفها معارضون للصدر بأنها فبركات، في سبيل سعي الصدر لتصدير نفسه للعراقيين على أنه معارض للوجود الأمريكي وللتأكيد على وطنيته.
واتهم “جيش المهدي” بعمليات خطف وقتل عبر “فرق الموت”، ضد أهالي السنة في العراق وضد من يخالفه في الرأي، في بغداد وديالى وبعض مناطق الجنوب.
واعترف الصدر بوجود عناصر فاسدة ومجرمة أطلقت أعمال إجرامية ضمن “الجيش”، لإبعاد الشبهة عن الفصيل ككل.
وعلق الصدر أعمال “الجيش” عام 2007 بعد اتهامه بالعديد من الأعمال الإجرامية بحق المدنيين، ليعلن عما أسماه لواء “الجيش الموعود” وبقي حتى خروج القوات الأمريكية من العراق.
كما أنه أعلن عن حل “الجيش” عام 2008 بعد اشتباكات مع الجيش العراقي إثر العملية العسكرية التي أطلقها رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، لـ “إنهاء الوجود الميليشيوي في العراق”.