زادت الضغوط على المتظاهرين العراقيين الرافضين للطبقة الحاكمة والداعين إلى تغييرها وإجراء إصلاح سياسي واقتصادي في البلاد، بعد ما سماه ناشطون عراقيون انقلابًا عليهم من قبل أنصار رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر.
ووجه الصدر اليوم، الأحد 2 من شباط، لـ”القبعات الزرق” المنتمية لـ “سرايا السلام” التابعة له، أوامر بالتنسيق مع القوات الأمنية العراقية لاستئناف الدوام في المدارس والجامعات وفتح الطرق المغلقة.
وقال الصدر عبر “تويتر” اليوم، إنه “حسب توجيهات المرجعية الدينية ووفقًا للقواعد السماوية والعقلية لا بد من إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها”.
وأضاف أنه وجد أن يلتزم “القبعات الزرق” التنسيق مع “القوات الأمنية الوطنية البطلة ومديريات التربية في المحافظات وعشائرنا الغيورة إلى تشكيل لجان في المحافظات، من أجل إرجاع الدوام الرسمي في المدارس الحكومية وغيرها”.
https://twitter.com/Mu_AISadr/status/1223927243606495232
من التنظيم وتقديم الخدمات إلى القمع والتهديد
تحول أصحاب “القبعات الزرق” في العراق التابعين “لسرايا السلام” العسكرية، إلى قمع المتظاهرين في العراق وذلك بعد أوامر الصدر، الأب الروحي لهم.
وعمل أفراد “القبعات الزرق” سابقًا على حماية المظاهرات وتقديم المساعدات والخدمات والإسعاف والتنظيم المروري وتوزيع الطعام على المتظاهرين، خلال المظاهرات التي اندلعت موجتها الأولى في 1 من تشرين الأول 2019.
وأظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون عراقيون سيطرة “القبعات” على مبنى المطعم التركي (أو جبل أحد كما يسميه المتظاهرون) أحد أبرز رموز مظاهرات العراق والمطل على جسر السنك (أحد الشرايين التي تربط العاصمة العراقية)، بالقوة، عبر ضرب المتظاهرين بالعصي.
https://twitter.com/b8gFALv3rtDjpAL/status/1223627966112063489
وبرز اسم القبعات بشكل كبير خلال المظاهرات بعد عملهم على حمايتها من اعتداءات متكررة من قبل مسلحين، سواءً بالسلاح الأبيض أو بإطلاق النار.
وفي تصريح سابق، قال الناطق باسم قوات “سرايا السلام”، صفاء التميمي، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن أصحاب “القبعات الزرق” يتواجدون في ساحة التحرير منذ يوم 25 تشرين الأول 2019، بعد أوامر الصدر، بنزولهم كمدنيين بالقمصان البيضاء، والقبعات الزرقاء، لحماية المتظاهرين وإسعافهم، وتقديم الخدمات التي يحتاجها المتظاهرين.
وتغير توجه الصدر من دعمه لمظاهرات إلى الحد منها وشلل حركة المتظاهرين بعد تكليف محمد توفيق علاوي، بتشكيل الحكومة المقبلة، من قبل الرئيس العراقي برهم صالح.
نشأة سرايا السلام
شكلت السرايا بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على محافظة نينوى ومدينة سامراء وأجزاء واسعة من مناطق في العراق عام 2014، كقوة دفاعية عن المساجد والمراقد الشيعية، وانخرطت في القتال ضد التنظيم في عدد من مناطق العراق.
وكان الصدر قد أسس سابقًا قوات “جيش المهدي” التي أعلن عن حلها بعد اشتباكات مع الجيش العراقي نتيجة أوامر رئيس مجلس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، بإنهاء الميليشيات في العراق.
وانفكت السرايا عن الصدر شكليًا، بعد أوامر من رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، بضم جميع تشكيلات الحشد الشعبي للقوات المسلحة، وإغلاق جميع مقراتها.