هاجم الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الكردي) والناطق باسمه، صالح مسلم، الأساليب التي يتبعها النظام السوري خلال الحوار مع “الإدارة الذاتية”، كما وصف الانسحاب الأمريكي من مناطق خاضعة للنفوذ الكردي في سوريا بـ”الخيانة”.
واعتبر مسلم، الذي شغل سابقًا منصب رئاسة حزب “الاتحاد الديمقراطي”، في حديث لوكالة “هاوار” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” اليوم، الاثنين 30 من كانون الأول، أن أكثر العراقيل التي تقف أمام الحل في الداخل هي “الذهنية البعثية” للنظام، التي تجر سوريا إلى المزيد من الصراع والقتل والدمار، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن نظرية النظام حول الحل في سوريا تجتمع حول أن “إرهابًا خارجيًا ضرب سوريا عبر مؤامرة كونية، ولم يصل الى مآربه وفشل، لذلك يجب أن يعود كل شيء مثل ما كان قبل 2011”.
وحول رؤية النظام هذه، تساءل مسلم قائلًا “ما الذي كان موجودًا قبل 2011؟ كان يوجد اضطهاد، وسلب للحقوق، وانتهاك للديمقراطية على كل الأصعدة، فمن سيقبل بهذه الذهنية بعد الآن وفي هذا القرن؟ ودائمًا يرى قوته في نظريته هذه، ويستند بنفسه إلى القوى الخارجية مثل روسيا وإيران”.
وفي هذا الإطار، يرى مسلم أن معظم المجتمع السوري لا يقبل بالنظام السوري.
وفي 7 من كانون الأول الحالي، عقد حزبيون وبرلمانيون موالون للنظام السوري اجتماعًا مع مسؤولين من “الإدارة الذاتية” الكردية في مدينة القامشلي، حضره مسلم.
وقدّم الوفد، للشخصيات الكردية، مشروع “الإدارة المحلية” الموجود في الدستور السوري لعام 2012، لتدار المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”.
ووفق صحيفة “الوطن” المحلية فإن مسؤولي “الإدارة الذاتية” لم يرفضوا المشروع، وفي الوقت ذاته لم يعطوا موافقة عليه.
ويعتبر “حزب الاتحاد الديمقراطي”، الذي يمثله مسلم، نواة “الإدارة الذاتية” وأكبر الأحزاب المؤثرة فيها.
وجاء هذا الاجتماع، بعد زيارة سريعة أجراها رئيس “مكتب الأمن الوطني السوري”، علي مملوك، للقامشلي التقى خلالها وجهاء عشائر عربية، وطالبهم بسحب أبنائهم من صفوف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وكانت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري دعت مقاتلي “قسد” للانضمام إلى صفوفها، في تشرين الأول الماضي، الأمر الذي رفضته “قسد” على لسان قائدها، مظلوم عبدي.
الانسحاب الأمريكي “خيانة”
وحول القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب من مناطق خاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” مطلع تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع بدء تركيا معركة في منطقة شرق الفرات ضد “قسد”، اعتبر مسلم أن أمريكا “خانتهم”، مشيرًا إلى أن “هناك اتفاقيات ووعودًا بيننا”.
وأوضح، “كان الاتفاق هو البقاء حتى الانتهاء من داعش، لكن داعش لم ينتهِ حينما أصدر ترامب قرار الانسحاب، واتفقنا بأنه لن يكون هناك انسحاب حتى وضع نهاية للحرب على الإرهاب والقضاء عليه، والحل السلمي والأمن والاستقرار في المنطقة، والدعم لبناء البنية التحتية في المنطقة ما بعد الحرب”.
واعتبر مسلم أن بقاء أمريكا ليس من أجل المنطقة فقط، بل من أجل حماية مصالحها الإقليمية أيضًا، حيث يرى أن انسحابها من سوريا، يعني أنها انسحبت من الشرق الأوسط كله.
ودعمت أمريكا “وحدات حماية الشعب” (الكردية) على مدى الأعوام الماضية، وقدمت لها معدات وأسلحة عسكرية، بهدف القضاء على تنظيم “الدولة” في منطقة شرق الفرات.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت إتمام سحب قواتها العسكرية من مناطق شمال شرقي سوريا، وذلك في إطار الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تشرين الأول الماضي.
وفي تصريحات خاصة لوكالة “رويترز”، في 5 من كانون الأول الحالي، قال إسبر إن بلاده أتمت انسحابها العسكري من شرقي سوريا، ليصبح عدد الجنود الأمريكيين المتبقين حوالي 600 جندي في عموم المناطق السورية.
–