التقى وفد من وجهاء العشائر العربية الموالية للنظام السوري مستشارًا للمرشد الأعلى لإيران في العاصمة طهران، الذي أكد لهم رفض طهران لـ “المنطقة الآمنة”، في إشارة إلى المناطق التي سيطرت عليها تركيا و”الجيش الوطني” السوري مؤخرًا في منطقة شرق الفرات، بعد معارك مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبحسب وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي في الشؤون الدولية، اليوم السبت، 28 من كانون الأول، “نعارض إيجاد منطقة عازلة بواسطة الأجانب، أو أي نقطة أخرى بالمنطقة”، معتبرًا أن ذلك يعني تغيير أجزاء من المنطقة وفصلها عن الدول وتسليم إدارتها للأجانب، وفق قوله.
ووصف ولايتي الوفد العشائري بأنهم “أعمدة المقاومة في سوريا”، وقال له إن “المنطقة الآمنة” ستضم المناهضين الرئيسيين للحكومة والشعب السوري، وفق تعبيره، وأضاف أنه سيتم تقديم الدعم لهؤلاء من قبل حماتهم.
واتهم مستشار خامنئي، كل من سيعيش في “المنطقة الآمنة” بـ “ارتكاب الكثير من الجرائم في سوريا”، وتساءل “كيف يمكن أن نوفر الأمن لهم ونمنحهم جزءًا من سوريا وهو ما يعني تقسيم سوريا عمليًا”.
وتوقع ولايتي أن يسيطر النظام السوري على إدلب قريبًا، وأن يصل إلى شرق الفرات، وفق قوله.
وتطرق ولايتي لـ “اللجنة الدستورية”، قائلًا “لو كان من المقرر إيجاد تغيير في الدستور فإن ذلك يجب أن يتم من قبل الشعب السوري فقط ومن دون تدخل أي دولة أو شعب آخر”.
وكانت إيران رفضت العملية العسكرية التركية في منطقة شرق الفرات، بالإضافة إلى معارضتها لأي مشروع متعلق بإيجاد منطقة آمنة في سوريا.
وفي 8 من تشرين الأول الماضي، نشرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا، أعلنت فيه معارضتها لأي عمليات عسكرية محتملة من جانب تركيا في سوريا، واعتبرت الخارجية الإيرانية أن دخول القوات التركية شرق الفرات “لن يزيل هواجس تركيا الأمنية، بل سيؤدي أيضًا إلى إلحاق أضرار مادية وبشرية واسعة، وبناء عليه فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض أي عمليات عسكرية محتملة”.
وتعتبر إيران الحليف الأول للنظام السوري، عبر دعم عسكري واقتصادي تقدمه له منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، إلى جانب وجود ميليشيات إيرانية عدة تقاتل إلى جانب قوات النظام.