يعاني سكان محافظة دير الزور، في مناطق سيطرة كل من النظام السوري و”الإدارة الذاتية” (الكردية)، من انتشار واسع لمرض اللاشمانيا الجلدي، وخاصة بين الأطفال، حيث أحصت مصادر طبية من النظام والإدارة إصابة مئات المدنيين بالمرض، وأكدت أنه ينتشر بشكل متسارع.
وبحسب مدير برنامج اللاشمانيا والصحة البيئية لدى وزارة الصحة في حكومة النظام، عاطف الطويل، فإن معظم الإصابات في ريف دير الزور الشرقي منتشرة بين أطفال المدارس.
وقال معلقًا عبر حسابه في “فيس بوك“، على منشور لإحدى الشبكات التابعة للنظام، إنهم تمكنوا نهاية تشرين الثاني الماضي، من الكشف عن اللاشمانيا في المدارس الابتدائية، في منطقة الجلاء بالريف الشرقي، وما حولها من قرى وبلدات (الصالحية، الطواطحة، العباس، المجاودة، الجلاء، الحسرات، السيال والغبرة).
وأوضح أن عملية الكشف وثقت إصابة 455 طفلًا، ولفت إلى أنهم شكّلوا فريقًا معالجًا مكونًا من عشرة عناصر موزعين على ثلاث نقاط، من أجل السيطرة على الإصابة منذ بدايتها.
وجاءت تحرك وزارة صحة النظام، بعد عدة مناشدات أطلقها أهالي تلك المناطق، عقب ملاحظتهم انتشار مرض اللاشمانيا بشكل كبير بين الأطفال.
وبرر عاطف الطويل هذا الانتشار الكبير بالقول، إن جميع المصابين عادوا مؤخرًا إلى مناطقهم التي لا تحتوي على مراكز صحية.
مناطق الإدارة الذاتية
في سياق متصل، أفادت شبكة “فرات بوست” أن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” تشهد أيضًا انتشارًا واسعًا لمرض اللاشمانيا.
وذكرت أمس، الأحد 1 من كانون الأول، أن مرض اللاشمانيا تحول إلى داء ينتشر في مناطق سيطرة “قسد” في ريفي دير الزور الغربي والشرقي، إلا أن الأخير يشهد انتشارًا أكبر للمرض وفق الشبكة.
وقالت “فرات بوست” إن إحصائية غير رسمية لـ “المجلس المحلي” التابع لـ”قسد”، كشفت عن إصابة أكثر من سبعة آلاف طفل بمرض اللاشمانيا، في كل من الباغوز، هجين، الشعفة، ذيبان، الكشكية، أبو حمام، غرانيج.
وأضافت، “لا تزال محاولات السيطرة على المرض من قبل المجالس المحلية دون المستوى المطلوب”.
ونقلت عن أطباء وممرضين في ريف دير الزور، مطالبتهم المنظمات الدولية المعنية بالتدخل، ورفد المستشفيات والمستوصفات باللقاح، إضافة إلى تدريب كادر طبي إسعافي من كل مستوصف لتمكينه من أساليب التعامل مع هذا المرض.
من جانبه، أكد “المركز الإعلامي بدير الزور” التابع لـ”الإدارة الذاتية”، تفشي مرض اللاشمانيا في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، مشيرًا إلى أن الجهات المعنية اتخذت إجراءات نهاية الشهر الماضي، لمعالجة المرض.
وأضاف أنه تم الاتفاق على تشكيل فرق طبية مختصة، وفرز كوادر طبية على جميع المراكز الصحية لإعطاء اللقاح اللازم والعمل على تأمين كمية 12 ألف أمبولة لقاح ضد مرض اللاشمانيا عن طريق منظمة الصحة العالمية.
ويعتبر مرض “اللشمانيا” طفيلي المنشأ وينتقل عن طريق لدغة من حشرة تسمى “ذبابة الرمل”، وهي حشرة صغيرة لا يتجاوز حجمها ثلث البعوضة العادية، ولونها أصفر، ويزداد نشاطها ليلًا، ولا تصدر صوتًا عند لدغ الإنسان.
–