رفضت وزارة الخارجية التركية، ما اعتبرتها ادعاءات “لا أساس لها”، في تقرير منظمة العفو الدولية (آمنستي)، حول عملية “نبع السلام” في الشمال السوري.
واعتبرت الوزارة هذه الادعاءات جزء من حملة “تشويه” لحرب تركيا ضد “الإرهاب” الذي يهدد أمنها القومي، وذلك في بيان مكتوب نشرته على موقعها الرسمي، اليوم، الأحد، 20 من تشرين الأول.
وجاء في بيان الخارجية التركية، أن “نبع السلام” حركة لمكافحة “التهديدات الإرهابية” للأمن القومي في تركيا ولوحدة الأراضي السورية، والتي تديرها “وحدات حماية الشعب” (YPG) وحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD).
وبحسب البيان الذي ترجمته عنب بلدي، تتخذ تركيا جميع التدابير والاحتياطات اللازمة لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين أو البنية التحتية المدنية.
ولا يتم استهداف سوى عناصر “وحدات حماية الشعب وحزب “الاتحاد الديمقراطي” والملاجئ والمساكن والمواقع والأسلحة والمعدات الخاصة بهذه العناصر، أضاف البيان.
ونوه البيان إلى أن “الجيش الوطني” السوري، قد أنشأ لجنة للتحقيق في حالات الإصابات في صفوف المدنيين التي يُتهم عناصره بالمسؤولية عنها.
ودعا البيان، منظمة العفو الدولية، إلى مراجعة الدراسات التي وثقت ارتباط “وحدات حماية الشعب” وحزب “الاتحاد الديمقراطي” بحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، المصنف كمنظمة “إرهابية” من قبل الاتحاد الأوربي وحلف الناتو، والتي أجرتها منظمات دولية مستقلة بما فيها منظمة “العفو الدولية” نفسها.
واعتبرت منظمة “العفو الدولية” في تقرير نشرته على موقعها، في 9 من تشرين الأول الحالي، أن “الهجوم العسكري التركي يعرض المدنيين للخطر”.
وكانت مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، لين معلوف، طالبت جميع الأطراف المشاركة في “النزاع”، الامتناع عن القيام بهجمات على المدنيين أو أية هجمات عشوائية، بحسب التقرير.
وقالت معلوف، إن “للقوات التركية والكردية على السواء، سجل حافل بشن الهجمات العشوائية في سوريا، والتي ذهبت ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين”.
ودعت معلوف تركيا إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين وضمان تمكينهم من تلقي المساعدات الإنسانية.
ونوهت إلى وجوب تخصيص ممرات آمنة لعبور المدنيين الذين يرغبون في الهروب من القتال.
أعداد الضحايا المدنيين منذ بدء عملية “نبع السلام”
ذكرت وكالة “الأناضول“، في 13 من تشرين الأول الحالي، سقوط 18 مدني قتيلًا، من بينهم الرضيع السوري محمد عمر، ذو التسعة أشهر، وإصابة حوالي مئة آخرون، جراء سقوط قذائف من الجانب السوري على مناطق بيرجيك وأكتشه كالي وسروج وجيلان بنار في ولاية شانلي أورفا، وعلى منطقة نصيبين في ولاية ماردين، منذ بدء عملية “نبع السلام”.
وعلى الجانب المقابل، داخل الأراضي السورية، وثقت مصادر إعلامية مقتل مدنيين،
وذكرت وكالة “ANHA” التابعة لـ “للإدارة الذاتية” نقلًا عن “الهلال الأحمر الكردي” أن خمسة مدنيين قتلوا جراء القصف التركي، الذي استهدف عدة مناطق حدودية شمالي سوريا.
ونشرت الوكالة أسماء الضحايا، عبر صفحتها في “فيس بوك” اليوم، الخميس 10 من تشرين الأول، وهم: فادي صبري حبصونو، جولييت يعقوب نيكولا، محمد حاج قادو إسماعيل، أكرم يوسف، ربيعة إسماعيل.
من جانبها ذكرت إذاعة “آرتا إف إم” المحلية، عبر صفحتها في “فيس بوك”، أنها وثقت 21 جريحًا في مشافي مدينة القامشلي، منذ بدء الهجوم التركي على مناطق شرق الفرات، بينهم مدنيان من المالكية، وأربعة مقاتلين من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).