عاد اسم “إل تشابو” للظهور على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة مجددًا، بعد محاولات قوى الأمن الداخلي والجيش المكسيكي إلقاء القبض على أوفيديو نجل خواكين غوزمان لويرا (إل تشابو) امبراطور تجارة المخدرات في المكسيك.
عودة الحديث عن “إل تشابو” وعائلته بدأ عندما حاول الجيش المكسيكي إلقاء القبض على وريث إمبراطورية تاجر المخدرات أوفيديو.
ورث أوفيديو تجارة المخدرات عن أبيه فلاحقته السلطات المكسيكية، وفي المحاولة الأخيرة للقبض عليه، خلال الأسبوع الحالي، تمكنت القوات الحكومية المكسيكية من حصار أوفيديو مع مقربين منه في بناء، في مدينة كولكيان مسقط رأسه شمالي المكسيك.
ولكن أفرادًا من عصابة “كارتل سينالو” التي كان يرأسها “إل تشابو” بدأوا بالتحرك لكسر الحصار عن أوفيديو، وتمكن مسلحو العصابة المكسيكية من التمركز حول المبنى الذي يتحصن به أوفيديو.
وجرى تبادل إطلاق النار بالمدفعية الثقيلة ومضادات الدروع، واستمرت المواجهات لنحو ست ساعات ما أجبر قوات الأمن على الانسحاب وترك أوفيديو وإعلان فشل العملية.
وانتشر أفراد عصابة “كارتل سينالو” في شوارع مدينة كوليكان عقب انكفاء قوات الأمن على المنطقة، وأدت الاشتباكات لمقتل سبعة من القوات الحكومية ومدني، بحسب التصريحات الرسمية المكسيكية.
فشل العملية
وبرر الرئيس المكسيكي، الجمعة 18 من تشرين الأول، فشل عملية القبض على نجل “إل تشابو” التي أدت إلى انفجار العنف في شمال غرب البلاد.
واعترف الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بفشل العملية التي حولت كوليكان إلى ساحة حرب
وقال الرئيس المكسيكي في مؤتمر صحفي “أدعم القرارات التي اتخذت، لم تجر الأمور على مايرام وتعرض الكثير من المدنيين لمخاطر كبيرة”، مؤكدًا أن “أسر مجرم ليس أهم من حياة الناس”.
ويعيش أوفيديو على طريقة والده “إل تشابو” الذي اعتقلته السلطات المكسيكية في كانون الثاني من عام 2016، بعد أن هرب من السجن مرتين وفر من قبضة الحكومة مرات عديدة في الأنفاق وعبر الوديان والجبال النائية في ولاية سينالوا المسكيكية.
وحكم على “إل تشابو” الذي يعتبر أقوى مهرب للمخدرات في العالم، في الولايات المتحدة، في تموز الماضي، بالسجن مدى الحياة، وقد تمكن من نقل 1200 طن من الكوكائيين إلى الولايات المتحدة على الأقل خلال ربع قرن، بحسب وكالة “فرانس برس”.
ومازالت منظمته تواصل نقل الجزء الأكبر من المخدرات التي تدخل إلى الولايات المتحدة.
كيف اعتقل “إل تشابو”
أطلقت السلطات المكسيكية، عام 2006، حربًا مفتوحة ضد عصابات المخدرات السبع الرئيسية التي سيطرت على ما يقارب 81% من اقتصاد المكسيك، ونشرت الحكومة آلاف الجنود لمواجهة عصابات التهريب والجريمة المنظمة.
تمكنت السلطات المكسيكة من إلقاء القبض على المئات من العاملين في عصابات تهريب المخدرات وبعض زعماء المافيات ومن ضمنهم “إل تشابو”.
ولكن حصيلة الحرب على تجار المخدرات في المكسيك أدت إلى مقتل نحو 28 ألف شخص.
ودعمت الولايات المتحدة الأمريكية المكسيك بالعتاد والخبراء والمال حملة الرئيس المكسيكي السابق فيليب كالديرون.