ملاعب سيئة وتأخير لموعد انطلاق الدوري السوري لموسم 2019- 2020، رافقت عودة نحو 25 لاعبًا محترفًا للعب ضمن منافسات الدوري لهذا العام، ليصطدموا بمجموعة من العوامل التي قد تؤثر على مستقبلهم الكروي، خاصة مع التخبط والفراغ الإداري الذي يعيشه اتحاد اللعبة.
وأصدر “الاتحاد العربي السوري لكرة القدم”، في 16 من أيلول، قرارًا بتأجيل منافسات دوري الكرة لهذا الموسم، لما أسماه إفساح المجال أمام منتخب سوريا للرجال والمنتخب الأولمبي ونادي الجيش، للاستعداد “الأمثل” للاستحقاقات المقبلة.
تأجيل وتخبط
مجموعة قرارات وخطوات اتُّخذت فيما يخص كرة القدم في سوريا تدل على كم التخبط الذي تعانيه الرياضة الأكثر شعبية في سوريا، فبدأت باستقالة اتحاد كرة القدم السوري برئاسة فادي الدباس، في 4 من آب الماضي، على خلفية النتائج السيئة للمنتخب السوري في كأس أمم آسيا (الإمارات 2019) وخروجه من مرحلة المجموعات، وما رافقها من مشاكل فنية وإدارية وخلافات بين اللاعبين، ثم تعيين المدرب السوري فجر إبراهيم مدربًا للمنتخب الأول واستمرار النتائج السيئة في المباريات الودية التي خاضها، إذ احتل المركز الثالث في دورة نهرو الدولية في الهند، ولم يحقق نتائج جيدة في بطولة غرب آسيا.
وعُينت لجنة مؤقتة لتسيير أمور الاتحاد، تألفت من إبراهيم أبا زيد وفايز خراط وفايز الباشا ومحسن بسمة ومحمد جقلان، على أن يُنتخب اتحاد جديد في كانون الأول المقبل، وقررت هذه اللجنة تأجيل انطلاقة الدوري، بحسب ما نشرت الصفحة الرسمية للاتحاد في “فيس بوك“، وبالتالي لن ينطلق الدوري حتى 20 من تشرين الأول المقبل، وسينتهي في 20 من أيار 2020.
وهذه هي المرة الثانية التي تؤجل فيها انطلاقة الدوري، إذ كان من المفترض أن ينطلق في 20 من آب الماضي.
اللاعب السوري “أجنبي”!
وإضافة إلى التأجيل، حصر الاتحاد التعاقد مع لاعبين من أندية سورية أخرى بـتسعة لاعبين فقط، على أن يكون بقية اللاعبين من أبناء النادي، ويسمح لسبعة لاعبين منهم باللعب في أثناء المباراة على أن يكون الاثنان المتبقيان على دكة الاحتياط، وهذا ما يعني معاملة اللاعب السوري المحلي مثل اللاعب الأجنبي في حال لعبه لنادٍ غير ناديه الأم.
كما شمل القرار تسجيل خمسة لاعبين من مواليد العام 1999-2000، وإجبار النادي على إشراكهم في اللعب لـ 1500 دقيقة على الأقل، أو يتم تحرير كشوفاتهم الموسم المقبل، بحسب صفحة الاتحاد الرسمية في “فيس بوك”، في 16 من أيلول الحالي.
ملاعب سيئة والإعلام يشتكي
الشكاوى من حال الملاعب السورية ليست وليدة هذا الموسم، وبالعودة إلى أرشيف الصحف السورية نجد الشكاوى من سوء أرضية الملاعب تعود لأعوام طويلة، خاصة أن هذه الملاعب لا تحتوي على مرافق خاصة، ولا حتى على مقاعد للجلوس، باستثناء “استاد حلب الدولي” الذي يعد خارج الخدمة حاليًا، كما يدور الحديث عقب كل مباراة في الدوري السوري أو المسابقات الأخرى عن ضعف التجهيزات الطبية في الملاعب.
وتقتصر الجهود لتجاوز هذا الوضع على أخبار من وسائل الإعلام الحكومية تتحدث عن دراسات ومحاولات لإعادة تأهيل الملاعب الرياضية في سوريا، وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 17 من تموز الماضي، أن إعادة تأهيل ملعب “خالد بن الوليد” في مدينة حمص بدأت، بناء على دراسات استشارية قدمتها جامعتا “البعث” و”تشرين”.
وتحتوي مدينة حمص على ملعبين، الملعب البلدي و”خالد بن الوليد” الذي يعتبر الرسمي لفريق نادي الكرامة ويتسع لحوالي 38 ألف متفرج.
وتضم العاصمة دمشق أربعة ملاعب هي الفيحاء وتشرين والجلاء والعباسيين، وقد دُمرت مدرجات الأخير وأرضيته، وتحول في السنوات الماضية إلى معسكر لقوات النظام السوري، بحسب تسجيلات مصورة نشرها إعلاميون وناشطون.
وذكرت صحيفة “تشرين” الحكومية، في 14 من أيلول الحالي، أن واقع الملاعب السورية، وأرضيتها تحديدًا، في “أزمة كبيرة”، مشيرة إلى أن بعض الملاعب تحوّل إلى ما يشبه “حقلًا زراعيًا يابسًا”، مبينة مدى تأثير سوء الاهتمام بالملاعب الرياضية السورية على مستوى اللاعبين في أثناء المباريات.
عودة المحترفين
يشهد دوري هذا العام، عودة عدد كبير من المحترفين السوريين في الخارج إلى الأندية السورية.
وشكلت عودة هذا الكم الكبير من اللاعبين حالة من التفاؤل لدى الإعلاميين الرياضيين السوريين، ما جعل وسائل الإعلام الحكومية، أو المقربة منها، تحتفي بدوري هذا العام، وتروج لدوري ساخن للغاية بين الأندية السورية الطامحة بالفوز باللقب.
وقال مدرب نادي الطليعة، رفعت شمالي، في حديث لصحيفة “تشرين” الحكومية، في 19 من أيلول، إن دوري هذا العام سيكون الأكثر “سخونة” منذ ما يقارب الـ 30 عامًا، بحسب تعبيره.
وعاد إلى الأندية السورية 25 لاعبًا محترفًا، بحسب صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية، على رأسهم المهاجم مارديك مارديكيان (وقع مع نادي حطين)، والمهاجم أسامة أومري والظهير مؤيد العجان (وقعا مع نادي الوحدة)، والمدافع جهاد الباعور (وقع مع نادي الاتحاد).
ويخلو الدوري السوري من أي محترف أجنبي في صفوف أنديته منذ العام 2011، بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة، إلا أن هذا العام يشهد وصول أول مدرب أجنبي، وهو المدرب التونسي قيس اليعقوبي لتدريب نادي الاتحاد الحلبي.
استياء شعبي من سعر التذاكر
نشرت الصفحة الرسمية للاتحاد الرياضي العام، عبر “فيس بوك”، في 19 من أيلول، قرارًا بتحديد أسعار تذاكر مباريات الموسم الجديد.
وبحسب القرار، سيكون سعر تذكرة المنصة المغطاة بالملعب ألف ليرة سورية، وفي بقية مدرجات الملعب 500 ليرة سورية، بينما ترك تحديد سعر بطاقة السدة الرئيسية لإدارات الأندية.
وأثار القرار استياء شعبيًا وسخرية واسعة من قبل متابعين للدوري السوري، متسائلين “هل سنرى رونالدو وهازارد على ملاعبنا؟”، وكذلك من وسائل إعلام محلية خاصة رأت أن الاتحاد الرياضي العام يستهدف الجمهور السوري، خاصة مع تراجع المستوى الفني للدوري، وسوء المرافق الخدمية وأرضية الملاعب السورية، إذ اعتبر موقع “الخبر” المحلي، أن الأسعار مرتفعة لحضور مباريات “تشبه” كرة القدم.
أفضل ترتيب حصل عليه الدوري السوري
بحسب موقع “kickalgor” المختص بإحصائيات كرة القدم، يحتل الدوري السوري المركز 83 عالميًا، متراجعًا ثلاث مراتب عن الموسم الماضي، الذي حقق فيه المرتبة 80 عالميًا.
وفي موسم 2017- 2018 حقق الدوري المركز 84 عالميًا، والمركز 78 عالميًا عام 2016- 2017.
ويحتل الدوري السوري المركز 21 آسيويًا والسادس عربيًا على مستوى دوريات القارة الآسيوية، بحسب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ومنح الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء الدوري السوري، لعام 2018، المرتبة 83 عالميًا.