لا تزال أزمة تشكيل الحكومة الائتلافية عقبة في وجه المتنافسين على منصب رئاسة وزراء إسرائيل، خاصة مع سعي كبار المنافسين لشغل المنصب ما يدل على عدم تشكيل حكومة ائتلافية في المستقبل القريب.
ويستعد الرئيس الإسرائيلي، روفين ريفلين، الأحد المقبل، إلى التشاور مع جميع الأحزاب، لاختيار رئيس الوزراء المقبل، وتشكيل “ائتلاف مستقر”، حسبما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس” اليوم الجمعة، 20 من أيلول.
وقال ريفلين إنه من المتوقع أن تستمر المشاورات يومين، وبعد ذلك، سيعلن اختياره.
وأضاف، “أمام رئيس الوزراء المكلف ستة أسابيع لتشكيل ائتلاف. إذا فشل، يمكن للرئيس إعطاء مرشح آخر 28 يومًا لتشكيل الحكومة. إذا فشل ذلك، يمكن للرئيس أن يأمر بإجراء انتخابات جديدة، وهو أمر لم يحدث قط”.
نتائج متقاربة للحزبين الرئيسيين
من جانبه قال رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، بيني غانتز، وهو مرشح حزب “أزرق- أبيض”، أمس الخميس، “بصفتنا أكبر حزب، يجب علينا قيادة الحكومة المقبلة”، مجددًا رفضه الجلوس مع حزب “الليكود”، إلا في حال تنحي نتنياهو عن رئاسة الحزب.
في حين صرح نتنياهو في بيان عبر الفيديو، “لا يمكننا ولا يوجد سبب للذهاب إلى الانتخابات الثالثة”، وأضاف أن “لا خيار آخر سوى تشكيل حكومة وحدة واسعة”.
ويأتي ذلك وسط تخوف من الدعوة إلى انتخابات ثالثة في أقل من عام.
وخلصت نتائج الانتخابات إلى أرقام متقاربة، حصل عليها أمس الحزبان الرئيسيان المتنافسان على مقاعد البرلمان الإسرائيلي، والمؤلف من 120 مقعدًا، إذ نال حزب “أزرق- أبيض” الوسطي 33 مقعدًا، و31 مقعدًا لمنافسه “الليكود”.
في حين تشير التوقعات إلى أن أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، هو القادر على حسم النتيجة، بعدما “صنع الفرق”، وذلك إثر نيل حزبه ثمانية مقاعد.
ودعا ليبرمان لتشكيل حكومة وحدة واسعة مع الحزبين الرئيسيين بعد ظهور النتائج الأولى للانتخابات، معتبرًا أن أي ائتلاف مستقبلي لن ينجح من دون “إسرائيل بيتنا”.
وأضاف، “لدينا خيار وحيد فقط وهو حكومة وطنية ليبرالية واسعة تضم (إسرائيل بيتنا) و(الليكود) و(أزرق- أبيض)”.
ثلاثة سيناريوهات
وحددت صحيفة “يديعوت أحرنوت” مآلات ثلاثة للخروج من المأزق السياسي الإسرائيلي، أولها سعي نتنياهو للحصول على تفويض بتشكيل الحكومة، لكن “لا أحد من الكتل الأخرى مستعد للانضمام إلى حكومة يمينية ضيقة”، حسب تعبير الصحيفة.
لكن الاحتمال الثاني يختصر رأب الصدع بين نتيناهو ومنافسه غانتس، بجعل الأخير مفوضًا لتشكيل الحكومة، والجلوس مع حزب “الليكود” الذي يرأسه نتينياهو، وهو أمر استبعدته الصحيفة، بعد تصريح غانتس حول ضرورة تنحي منافسه بحجة تورطه بقضايا فساد.
كما طرحت الصحيفة احتمالًا ثالثًا تراه الأقرب، والمتمثل بتشكيل حكومة بالتناوب بين غانتس وبنيامين، وبمباركة ليبرمان، ما يفرض على المتنافسين ضرورة تقديم تنازلات “كبيرة”.
في حين اعتبرت احتمال خوض جولة انتخابات ثالثة خلال عام “أمرًا خياليًا” سيقود الكنيست إلى حل نفسه.
–