شهدت “هيئة تحرير الشام” منذ مطلع عام 2019 حالات انشقاق لثلاثة قادة بارزين فيها، في انعكاس للخلاف الذي يشهده البيت الداخلي لها بين التيارات الجهادية المؤسسة.
ولم يكن انشقاق القادة بناء على قرار اتخذوه من جانبهم فقط، بل على خلفية قرارات أصدرتها قيادة “تحرير الشام”، أبرزها في شباط 2019، حيث منعت “لجنة الإشراف والمتابعة العليا” وسائل الإعلام الشخصية والعامة التابعة لـ”تحرير الشام” من عدة أمور أبرزها: إصدار الفتاوى والأحكام قبل اعتماد المجلس الشرعي العام لفتوى معينة.
ومنعت أيضًا نقد الشخصيات القيادية والعلمية سواء ممن هم “داخل الساحة أو خارجها”، إلى جانب منع الارتجال الشخصي في التعليق على أحداث ميدانية أو سياسية داخلية أو خارجية.
وتعرض عنب بلدي تفاصيل حول القادة الثلاثة الذين انشقوا عن “تحرير الشام”، والأسباب التي استدعت خروجهم من التشكيل بشكل كامل.
أبو اليقظان المصري
استقال من “تحرير الشام”، في شباط 2019، بالتزامن مع خطوات تسير فيها “تحرير الشام” لإدارة محافظة إدلب ونزع تهمة “الإرهاب”.
وتحدثت معرفات جهادية عبر “تلغرام”، تعليقًا على استقالة القيادي حينها، أنه وخلال الأشهر السابقة جرت عدة جلسات مع “أبو اليقظان”، ودار الحديث فيها عن ضرورة التزامه إعلاميًا بالضوابط التي تقدّرها “الجماعة” عبر قيادتها ومجلسها الشرعي.
وعلى خلفية رفض “أبو اليقظان” ما دار في الجلسات، قدّم رئيس المجلس الشرعي ادعاء بحقه، وحصلت جلسة تقاضٍ انتهت بإدانته بالمخالفة وإنذاره، فقدم استقالته.
يعتبر “أبو اليقظان” أحد القياديين البارزين السابقين في حزب “النور السلفي” في مصر.
قدم إلى سوريا مطلع 2013، وعمل شرعيًا ضمن صفوف حركة “أحرار الشام الإسلامية” لثلاث سنوات.
انشق القيادي عن حركة “أحرار الشام”، في أيلول 2016، بعد أن كان شرعيًا في لواء “مجاهدو أشداء”، إلى جانب إلى كل من “طلحة المسير” (أبو شعيب المصري)، وقائد اللواء “أبو حمزة الكردي”، وعناصر اللواء كاملًا.
قبل استقالته كان “أبو اليقظان” أحد أبرز شرعيي الجناح العسكري في “تحرير الشام”، وأفتى خلال “الاقتتال” بجواز قتل جنود حركة “أحرار الشام”، رميًا بالرصاص.
طلحة الميسر “أبو شعيب المصري”
فصلته “تحرير الشام”، في تموز 2019، بعد خمسة أشهر من استقالة الشرعي البارز فيها “أبو اليقظان المصري”.
ونشرت “تحرير الشام” بيانًا داخليًا، حينها، جاء فيه أن فصل “أبو شعيب المصري” جاء بسبب عدم التزامه المتكرر بسياسة الجماعة.
وأشار البيان إلى أنه “بعد رفع الأمر إلى اللجنة المكلفة من قبل لجنة المتابعة والإشراف العليا في قرارات الفصيل، أُقر فصل طلحة الميسر من صفوف هيئة تحرير الشام وإحالة ما يتعلق بكلامه على الجماعة إلى القضاء المختص”.
وكان الميسر قد أصيب، مؤخرًا، في أثناء مشاركته بالمعارك الدائرة ضد قوات الأسد في ريف حماة الشمالي.
“أبو العبد أشداء”
انشق عن “أحرار الشام” نهاية عام 2016، مع أكثر من 100 مقاتل في كتيبته “مجاهدو أشداء”، غالبيتهم من حلب.
وانضم فيما بعد إلى صفوف “تحرير الشام”، وتولى قيادة الكتلة العسكرية لحلب المدينة، ومن ثم أصبح قائدًا إداريًا لـ”جيش عمر بن الخطاب” (تشكيل يضم قوات خاصة من تحرير الشام).
نشر تسجيلًا مصورًا، في 10 من أيلول 2019، انتقد فيه “تحرير الشام” واتهمها بالفساد المالي والإداري المتعلق بالمقاتلين والجسم العسكري، ما دفع الأخيرة إلى فصله وإحالته إلى القضاء العسكري.
يعتبر “أبو العبد أشداء” من المقربين للشرعي السابق في “تحرير الشام”، أبو اليقظان المصري، وهو أحد صقور “الجناح العسكري” في صفوف “الهيئة”.
وشارك في معظم المعارك التي خاضتها “الهيئة” سواء ضد قوات النظام في حلب وإدلب أو ضد فصائل “الجيش الحر”.
–