قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن مسألة إخراج التنظيمات “الإرهابية” من منطقة شرق الفرات هو من الأولويات التي تضعها تركيا على أجندتها.
وفي كلمة له ألقاها اليوم، السبت 7 من أيلول، خلال اجتماع لحزب “العدالة والتنمية” (الحاكم)، توعد أردوغان بأن تعمل بلاده على حل مسألة ما أسماه بـ التنظيمات “الإرهابية” في منطقة شرق الفرات خلال أسابيع.
وقال أردوغان في هذا الصدد، “تطهير شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية على أجندتنا حاليًا، سنحل بإذن الله هذا الموضوع بشكل أو بآخر خلال بضعة أسابيع”.
وعبّر أردوغان عن انزعاجه من إرسال الولايات المتحدة أكثر من 30 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى حليفتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سوريا.
وأضاف متسائلًا، “ضد من سيقاتل هؤلاء، هناك بلد وحيد هو تركيا، ونحن لن نتهاون معهم”.
وتشهد منطقة شرق الفرات وبخاصة الحدود السورية التركية توترًا، على خلفية إصرار الجانب التركي شن عملية عسكرية على المناطق التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) ، والتي تصنفها أنقرة كمنظمة “إرهابية”.
وتأتي تصريحات أردوغان في وقت توصلت فيه بلاده إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 7 من آب الماضي، على إنشاء “منطقة آمنة” شمالي سوريا، على طول الحدود السورية- التركية.
ويقضي الاتفاق بإنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة الآمنة، وتنفيذ التدابير الأولى بشكل عاجل لإزالة مخاوف تركيا الأمنية على حدودها الجنوبية مع سوريا.
وجاء في بيان الاتفاق أن المنطقة الآمنة “ستكون ممر سلام وسيتم بذل جميع الجهود الممكنة من أجل عودة السوريين إلى بلدهم”.
وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت، يوم 22 من آب الماضي، عن تسيير دوريات مشتركة مع الولايات المتحدة شرق الفرات في سوريا قريبًا.
كما أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن تسيير طائرة دون طيار شمالي سوريا في إطار الاتفاق، وعن وصول وفد أمريكي إلى ولاية شانلي أورفا التركية من أجل البدء بالعمل في مركز العمليات المشترك.
وتكررت تصريحات أردوغان حول دخول قواته منطقة شرق الفرات خلال الأشهر الأخيرة، وكان قد توقع أواخر شهر آب الماضي دخول القوات التركية البرية إلى منطقة شرق الفرات “في وقت قريب جدًا”.
وقال أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، يوم 26 من آب الماضي، “نتوقع دخول قواتنا البرية إلى شرق الفرات في وقت قريب جدًا”.
وأضاف، “نأمل ألا يلجأ أحد إلى اختبار عزمنا على تطهير حدودنا مع سوريا من الإرهابيين”.
ولم يوضح الرئيس التركي إن كان دخول القوات البرية التركية إلى شرق الفرات سيتم في إطار عملية عسكرية أم في إطار الاتفاق الأخير مع واشنطن.
وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) شرقي الفرات في سوريا، في حال لم تتوصل لاتفاق مع أمريكا بشأن المنطقة الآمنة.
في الأثناء تواصل “قسد” تعزيز قواتها العسكرية بدعم أمريكي يصلها من العراق، إلى جانب تحصينات لوجستية على الحدود التركية تحضيرًا للمعارك المتوقعة مع الجانب التركي.
ولا تزال تفاصيل المنطقة الآمنة مجهولة حتى الآن، إذ تتطلع تركيا لإقامتها بعمق 30 إلى 40 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، وتولّي السيطرة عليها، وإخراج المقاتلين الكرد منها.
بينما تريد واشنطن أن تكون المنطقة بعمق خمسة كيلومترات دون دخول القوات التركية أو المدعومة منها.