مع ازدياد أعداد طالبي اللجوء القادمين إلى اليونان، دعت المفوضية الأوروبية السلطات اليونانية إلى ترحيل المزيد منهم إلى تركيا.
جاء ذلك في تقرير داخلي للمفوضية الأوروبية نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية في عددها الصادر اليوم، الخميس 5 من أيلول، ضغطت المفوضية من خلاله على السلطات اليونانية لممارسة حق إعادة ترحيل اللاجئين إلى تركيا بسبب زيادة أعدادهم.
وأعربت المفوضية عن قلقلها إزاء بطء عمليات إعادة اللاجئين إلى تركيا، مؤكدة على ضرورة إجراء تنسيق واسع النطاق بين الدوائر الحكومية المختلفة من أجل زيادة فاعلية هذه العمليات، ورفع سرعة اتخاذ القرارات النهائية بشأن طلبات اللجوء التي يقدمها الوافدون إلى اليونان.
ولفت تقرير المفوضية إلى وجود حاجة ماسة لتعامل السلطات اليونانية بشكل فعال وسريع مع الوضع المتأزم الذي تعاني منه جزر بحر إيجه، مشيرًا إلى أن زيادة عمليات ترحيل اللاجئين ستسهم بالتحكم في وضع هذه المخيمات.
وفي الوقت نفسه، بيّنت المفوضية أن وضع الجزر اليونانية قد تحسن بعض الشيء رغم ما فيها من نواقص قائمة، وذلك بفضل العمل على تحسين بنيتها التحتية، وزيادة أعداد مراكز إيواء اللاجئين وتحسين ظروف استقبالهم، وتوفير مراكز للتدقيق في هوياتهم.
ويوم أمس الأربعاء تظاهر نحو 300 لاجئ قاصر احتجاجًا على الأوضاع المزرية التي يعاني منها مخيم “موريا” في جزيرة ليسبوس اليونانية، الذي يأوي حاليًا قرابة 9000 لاجئ بينما تبلغ قدرته الاستيعابية 3000 لاجئ.
ويوم الاثنين الماضي نقلت اليونان نحو 1500 من طالبي اللجوء من جزيرة ليسبوس إلى البر الرئيسي، بعد أن تضخمت أعداد سكانها إثر الارتفاع الأخير في أعداد المغادرين من تركيا.
وقالت وزارة حماية المواطنين إن ألف لاجئ سيتم نقلهم إلى مخيم نيا كافالا في شمالي اليونان، حيث سيقيمون في الخيام حتى نهاية الشهر، ثم سينقلون إلى مخيم جديد يتم إنشاؤه، حسبما نقلت وكالة “أسوشيتد بريس“.
ويقطن في مخيم نيا كافالا ألف لاجئ سوري، وهو واحد من المخيمات المكتظة باللاجئين.
وجاءت تلك الخطوات عقب قرارات اتخذها رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال اجتماع أمني عقد يوم السبت الماضي، بعد وصول 600 شخص إلى الجزيرة في أكثر من عشرة قوارب خلال يوم الخميس.
وتضمنت القرارات تسريع ترحيل أصحاب طلبات اللجوء المرفوضة، وإلغاء المرحلة الثانية من مراجعة طلبات اللجوء، وزيادة الرقابة على الحدود، وتشغيل نظام للرقابة البحرية، ودعم أسطول خفر السواحل بعشرة قوارب سريعة جديدة.
ووصل إلى اليونان خلال الأعوام الخمسة الماضية، وحتى نهاية شهر آب الماضي، نحو مليون و160 ألفًا، شكل السوريون النسبة الأعلى منهم إلى جانب الأفغان.
وكانت أعداد الواصلين إلى اليونان تراجعت إلى 90% بعد عام 2016، لكن الحملة التركية الأخيرة لترحيل الأجانب المخالفين من مدنها الرئيسية، أدت إلى عودة ارتفاع أعداد المهاجرين عبر البحر إلى اليونان.
ويبلغ عدد المهاجرين في جزيرة ليسبوس، أكثر من عشرة آلاف شخص، في مخيم مخصص لثلاثة آلاف، وفق الأرقام الحكومية الصادرة يوم الجمعة، مع الإشارة إلى تضخم أعداد المهاجرين في بقية جزر بحر إيجة، تشيوس وليروس وكوس وساموس، بشكل حاد.
واعتمدت اليونان على إسكان اللاجئين في جزرها المزدحمة، وبلغ عدد اللاجئين السوريين فيها حتى نهاية عام 2018، نحو 24 ألفًا.
–