اتحاد الخيبة وفجر ميسلون.. يا نور العيون

  • 2019/08/11
  • 3:11 م

المدرب السوري فجر إبراهيم في مؤتمر صحفي (AFP)

عروة قنواتي

مع ساعات الصباح الأولى، وقبل أن ينال القلم وأسطره من كراكوزات العمل الرياضي في دمشق.. لا بد لي أن أتوجه بالمعايدة والسلام والتحية، فكل عام وأنتم بخير وأضحى مبارك للسوريين الشرفاء في كل العالم.

لا جديد ولا غرابة في نتائج منتخب النظام السوري الأخيرة في غرب آسيا أو في دورة الهند الدولية، ولا عجيب في سلسلة الهزائم المتراكمة إداريًا وفنيًا ومعنويًا ورقميًا فهذا الفلكلور معتاد… ونغمة الإصلاح والوعود وجنة المواعيد باتت مطروقة مملة يكشفها القاصي والداني من أفواه ووجوه أصحابها في الحال والترحال.

ومن الطبيعي لهذا الهيكلية المسماة زورًا وبهتانًا بـ “الهيكلية الرياضية في القطر” أن تحصد نتائج متراجعة وأن تحتكر بمنتخباتها ذيل الترتيب في البطولات والمسابقات الرياضية عامة وكرة القدم خاصة، فهي التي ما زالت تدار بالعقلية الأمنية والعسكرية والحزبية: فلان صاحبنا حطوه رئيس اتحاد.. فلان بيوجع الراس كبوه برا، وهكذا من رأس الهرم حتى آخر موظف في صالة أو ملعب داخل البلاد.

الغريب فقط هو إصرار هؤلاء على عدم تغيير نوع الكذبة، أو التأخر الدائم بإجراء تعديل شكلي طفيف على منظومة الفساد، والتطاول بالزج ببعض الخبرات المرمية هنا وهناك، بحيث يضمن لهم هؤلاء البقاء والاستمرار بحفنة من الانتصارات، التي يتم خلالها تخدير الجماهير وحقنها بمحبة الوطن والحرب الكونية، فيشاهد وقتها المشجع والعاشق لاعبًا مثل المرمور أو الكردغلي بشكل القائد العسكري الذي ينتصر على العالم الخبيث الماكر، كما تقول الرواية التابعة لنظام الأسد.

اتحاد الكرة في دمشق وعلى رأسه فادي الدباس تم رميه إلى خارج المبنى، هو وأوراقه وخططه، وبمباركة من قام بتعيينه أو فرضه في الانتخابات الأخيرة… ليكون كبش الفداء لسلسلة الهزائم المركبة من تصفيات كأس العالم حتى اليوم، إذ لم يفز هذا المنتخب إلا على كوريا الشمالية في بطولة ودية، بينما تلقى الخسارات من منتخبات كانت تحلم بالخروج بأقل هزيمة ممكنة قبل 20 عامًا، كطاجيكستان واليمن ولبنان والهند.

سيعود الدباس بعد فترة من الزمن إلى دومينو الكرة المهزومة في دمشق، فهو فقط يمارس دورًا قديمًا احترفه عدد من “الحبايب في الفكر الشمولي”، بنزع وتركيب الطرابيش بين الجبان والسرية والعرفات وخير سليمان والبوظو طيلة 30 عامًا.

طار الدباس مؤقتًا وبقي فجر، الذي احتال على مركز الألماني شتانغيه في كأس أمم آسيا بمباركة القيادة الحكيمة. بقي فجر ولن يتزحزح حتى تدفع له خزينة الرياضة السورية “الأمنية” 50 ألف دولار، كما هو مدون في الشرط الجزائي بالعقد المبرم بينه وبين الاتحاد.

ومع إصرار شخصية رياضية مرموقة مثل رضوان شيخ حسن، مدير المنتخب، أن المشاركة لم تصب في خدمة المنتخب، وأنهم لم يكونوا ليشاركوا لولا أن قيمة مالية عالية يجب دفعها في حال الاعتذار عن غرب آسيا، مع تأكيده أيضًا أن النتائج في تصفيات كأس العالم المقبلة ستكون أفضل وأنجح، ومع كل هذه المبررات التي لا فائدة منها، لا تخرج من القلب إلا جملة “يا حيف على تاريخك يا كابتن رضوان”.

الرياضة التابعة لنظام الأسد، بقوام مسؤوليها، قادرة دائمًا على الزج ببعض الشخصيات ضمن محرقة الوطن، ومنتخب الوطن، وتسليم كبش الفداء للصحافة والناس حتى تخف الضغوط مرة تلو المرة. تبدأ الحكاية بشهود الزور من الشيخ حسن وعمار عوض والعفش ولا تنتهي في المدى القريب أو البعيد بأي شخصية كانت مؤمنة بأن الحال مستحيل الإصلاح، لتعود الآن وتنضم مع السلطوية وهواة الشعارات بأن العمل للوطن يستحق كل تضحية.

وابقَ قابلني، كما يحلو لشعب مصر العظيم ترديد الجملة، في حال “التهكم والسخرية” لو تأهل هذا المنتخب إلى ما يشبه لقاء أستراليا في التصفيات الماضية.

وكل عام وأنتم بخير

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي