إدلب- شادية التعتاع
بعد انتعاش زراعة الفستق الحلبي العام الماضي، يتوقع مزارعو ريفي حماة وإدلب موسمًا محبطًا هذا العام، وسط استمرار العمليات العسكرية في المنطقة وانتشار الأمراض والآفات التي تضر بثمرة الفستق.
كما يتخوف أصحاب الأراضي من صعوبة جني المحصول نتيجة موجة النزوح الكبيرة من ريفي حماة الشمالي والغربي، وريف إدلب الجنوبي باتجاه المناطق الأقرب للحدود السورية التركية.
وتتركز زراعة الفستق الحلبي في منطقة مورك بريف حماة بالإضافة إلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في ريفي حماة وإدلب.
وتُزرع كشتل من بداية شهر كانون الأول حتى شهر شباط، ويبدأ جني محصول الفستق من 20 من تموز حتى نهاية أيلول.
محاصيل لن تُجنى
مع اقتراب موسم قطاف الفستق الحلبي يعجز معظم المزارعين عن الوصول إلى أراضيهم في أرياف حماه وريف إدلب لسيطرة قوات النظام على بعضها، أو لقربها من حواجز جيش النظام.
المزارع وائل الياسين، من قرية عطشان في ريف حماة، هو أحد المزارعين المتضررين خلال موسم الفستق الحلبي، بسبب قرب أرضه من معاقل قوات النظام غرب قرية عطشان.
ويتحدث المزارع عن انتشار الأمراض والأعشاب الضارة فيها لقلة العناية، وعدم قدرته على الوصول إلى أرضه، بحسب تعبيره.
ويؤكّد الياسين لعنب بلدي أن “نسبة الضرر في أرضه تصل هذا العام إلى 100%، مقارنة بخسارة لم تتجاوز 40% العام الماضي”.
أحمد الشايب، من مدينة مورك بريف حماة، وهو نازح في ريف إدلب الجنوبي، لن يتمكن أيضًا من جني محصوله بسبب قرب أرضه من حواجز النظام، إذ يتخوف من استهدافه من قوات الجيش القريبة، حسب وصفه.
ويضيف، “لدينا عشرة دونمات من الفستق، كانت تعطينا قرابة طن ونصف الطن من الفستق، أما الآن فلم تعد تعطي سوى 400 كيلو غرام فقط، بالإضافة للخطر الذي قد يلحق بنا في أثناء جنينا للمحصول إذ استشهد بعض جيراني وهم في أرضهم”.
ويشير الشايب إلى قيام عناصر من قوات النظام باقتلاع أشجار الفستق في كل اقتحام سابق على مدينة مورك، إضافة إلى انتشار العشب الطويل الذي يساعد على امتداد الحرائق في مساحات كبيرة إثر القصف.
أمراض تفتك بالمحصول
مع تدهور الوضع الأمني عمومًا في المنطقة ونزوح قسم كبير من الأهالي وبالتالي عدم القدرة على تقديم الخدمات الزراعية للأشجار بشكل مناسب، تعرضت آلاف الأشجار للضرر، وفق ما أكده المهندس الزراعي أسامة العبد الله لعنب بلدي.
ويضيف العبد الله أن 50% من مزارع الفستق باتت عديمة الإنتاج بسبب انتشار الأمراض الحشرية (ثاقبة البراعم، الكابنودس، البسيلا، والزيات)، فضلًا عن عدم توفر أدوية فعالة يستخدمها المزارعون لمقاومة الأمراض.
ويلفت العبد الله إلى وجود إهمال لمحصول الفستق “المهدد بالانقراض”، بعد أن كان قبل عام 2011 ذا عائد اقتصادي كبير.
ومن أكثر المناطق التي تضررت أراضي الفستق فيها هذا العام، مناطق مورك، والبويضة، وكفرزيتا، وقسم من مزارع خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، والتمانعة، واللطامنة، ولحايا، بحسب العبد الله.
ويشير العبد الله إلى أن أكثر من 5000 دونم من الفستق تعرضت للحرق هذا العام، من قبل قوات النظام، ويوجد أكثر من 8000 دونم تحت خطر الاحتراق بأي لحظة نتيجة عدم قدرة أهالي على الوصول إليها والتخلص من الأعشاب الطويلة.
وشجرة الفستق من الأشجار الحساسة، إذ تلعب الظروف المناخية دورًا مهمًا في انتشار الأمراض الفطرية فيها، كما قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى احتراق أراضيها، ما يضر بالأشجار الصغيرة دون عمر الخمس سنوات، حسب العبد الله.