عنب بلدي – خاص
منذ دخول أول بطاريات منظومة الدفاع الجوي “S-300” في مطلع تشرين الثاني 2018، الخدمة في صفوف قوات الأسد، تعرضت الأراضي السورية لأربع هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع معظمها بالقرب من العاصمة السورية دمشق.
كانت آخر تلك الضربات الجمعة 11 من كانون الثاني الحالي، إذ استهدفت عدة غارات جوية مناطق عسكرية متفرقة في محيط دمشق.
وبعد الإعلان عن دخول منظومة الدفاع الجوي الروسية إلى سوريا توقف النشاط الجوي الإسرائيلي مؤقتًا قبل أن يعاود نشاطه بعد نحو شهر.
الهجوم الصاروخي الأكبر على الأراضي السورية
ليلة الخميس 29 من تشرين الثاني الماضي، تعرضت مواقع عسكرية سورية في منطقة الكسوة والديماس بريف دمشق لقصف صاروخي.
وقال موقع “ديبكا” الإسرائيلي إن الهجوم الذي استهدف الأراضي السورية هو أكبر هجوم صاروخي على الإطلاق تشنه إسرائيل.
ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية عسكرية أن الهجوم كان صاروخيًا لأول مرة استُخدم فيه نوعان من صواريخ أرض- أرض، ونظام سلاح المدفعية طويل المدى المعروف باسم “lora” ونظام “Tamuz” قصير المدى.
استغرق الهجوم 75 دقيقة ، واستهدف 15 موقعًا ينتمي معظمها لكل من “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله”، وفق الموقع.
وتمتد المناطق التي تعرضت للهجوم من جبل الشيخ شمالًا حتى مدينة إزرع فريف درعا الشمالي، إلى جانب الزبداني الواقعة على طريق دمشق- بيروت حيث أقام “حزب الله” مراكز قيادية ومعسكرات تدريب ومستودعات ذخيرة وصواريخ وفق ما قال الموقع.
واستهدف الهجوم الإسرائيلي مدينة الكسوة بالقرب من دمشق حيث ضربت الصواريخ المركز القيادي الرئيسي لإيران في سوريا، والمعروف باسم “البيت الزجاجي”، بحسب “ديبكا”.
وقال مراسل عنب بلدي في درعا، عقب الاستهداف الإسرائيلي للمنطقة، إن القصف الصاروخي استهدف “اللواء 90” في محافظة القنيطرة، مضيفًا أن الحديث كان يدور في الساعات الأولى عن استهداف مواقع إيرانية في الكسوة والمنطقة الجنوبية.
مطار دمشق الدولي هدف مجددًا
على الرغم من السياسة الإسرائيلية التي تتبعها خلال ضرباتها بعدم تبني الضربات والإعلان رسميًا عنها، يتحدث إعلام النظام السوري خلال كل ضربة عن تصديه لغارات إسرائيلية، ولكن في 9 من كانون الأول الماضي، أوردت وسائل إعلام النظام السوري الرسمية خبرًا عن قصف صاروخي استهدف مطار دمشق الدولي، ولكنها حذفته بعد دقائق.
وأوقفت قناة “الإخبارية السورية” تغطيتها المباشرة بشكل مفاجئ، ولكن شبكات موالية بينها “دمشق الآن” ذكرت تعرض محيط المطار ومواقع عسكرية جنوب دمشق لقصف “مجهول”.
وقال العميد المتقاعد هيثم حسون في أثناء التغطية عبر “التلفزيون السوري” إنه “من غير المعروف إن كان العدوان الإسرائيلي الجديد من صواريخ أرض- أرض أو من قبل الطيران خارج الحدود”.
وذكرت شبكة “صوت العاصمة” التي تغطي أحداث دمشق أن المعلومات الأولية تؤكد استهداف مستودع تابع للميليشيات الإيرانية تم إنشاؤه مُؤخرًا في مُحيط مطار دمشق الدولي.
غارات جوية من فوق الأراضي اللبنانية
تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن غارات جوية إسرائيلية استهدفت دمشق، في 25 من كانون الأول الماضي، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن “ست طائرات إسرائيلية من طراز F-16 شنت ضربات من المجال الجوي اللبناني نحو الأراضي السورية”.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” (اللبنانية الرسمية) إن مقاتلات حربية إسرائيلية نفذت غارات وهمية على علو منخفض في أجواء النبطية وإقليم التفاح جنوبي لبنان.
وأعلن النظام السوري عن أضرار القصف الإسرائيلي الذي استهدف عدة مناطق في العاصمة دمشق، ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري قوله إن أضرار القصف الإسرائيلي اقتصرت على مخزن ذخيرة وإصابة ثلاثة مقاتلين بجروح، فيما لم يوضح المصدر العسكري مكان المخزن الذي استهدفه القصف الإسرائيلي.
باكورة الغارات الإسرائيلية لعام 2019
استهدفت إسرائيل ثلاثة أهداف عسكرية تابعة لقوات الأسد، بالقرب من العاصمة دمشق، الجمعة 11 من كانون الثاني، بحسب ما علمت عنب بلدي من مصدر خاص في جيش النظام السوري.
وقال المصدر، وهو صف ضابط يخدم في الجيش، إن القصف الإسرائيلي استهدف “مشفى داريا الوطني”، غربي دمشق، الذي يحوي مستودع صواريخ تابعًا للفوج 555 فيها.
كما استهدف القصف مستودع صواريخ في جديدة عرطوز، إضافة إلى استهداف مطار دمشق الدولي الذي يضم مستودعات أسلحة، وذلك بالتزامن مع وجود ثلاث طائرات شحن إيرانية فيه، من نوع “هيركوليس”.
وعرض موقع “Intellitimes” الإسرائيلي صورة قال إنها لطائرة من نوع “C-130” الإيرانية المتطورة التي تم استهدافها في مطار دمشق، إضافة إلى طائرة شحن إيرانية “بوينغ 747″، في أثناء تحركها في الأجواء العراقية، وكان من المتوقع أن تعود إلى طهران.
في حين قالت صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية إن تقارير تحدثت عن استهداف القصف الإسرائيلي مشفى داريا الذي تحول إلى مستودع للأسلحة في “الكتيبة 555″ و”الفرقة الرابعة”.