شتانغه ودع وجاءكم الفجر من ميسلون.. هكذا يقولون!

  • 2019/01/13
  • 1:03 م

عروة قنواتي

ولأن سيناريو السقوط المتكرر والوداع المبكر من شيم وعادات وإرث عسكر الولاية في البعث خلال حروبهم ومفاوضاتهم وفي رياضتهم، ولأننا جميعًا مع جمهورهم المتباكي ومع انقسام الرؤية ومفترق الطرق بين الاستبداد والحرية وقيود العبودية، لم نكن نتوقع أكثر مما وصلت إليه تشكيلة فادي الدباس وموفق جمعة والراحل النص كم شتانغه، بل كنا دائمًا النظرية التي تقول “الظروف ضدنا والمؤامرة ضدنا والمسؤولية سيتحملها شخص أو اثنان فقط”، ويأتي المنقذ على هيئة فارس يمتطي الجواد في أرض تعبت من الحزن والحداد.. لتفرح كل شوارع البلاد لينام شهريار وتبقى شهرزاد، تنظم أبيات اليوم الجديد لمن تبقى من الأحفاد.

إذًا، مدرب منتخب النظام السوري شتانغه ودع قطار المنافسات وحده، ولم تعد الحكايات المنتشرة عن عمالته أو دوره المخابراتي الدولي والتي انتشرت هنا وهناك تفيد المتابع بأي شيء سوى أنه أكد عنوان الفشل لهذه الرياضة والقائمين عليها منذ 40 عامًا بهزيمة وتعادل في قوس بلاد الشام حصرًا (الأردن وفلسطين) فماذا كنا ننتظر لو أنه قابل السعودية أو التطور والرعب في التشكيلة الإيرانية، لكانت الفضيحة بجلاجل، ومواد الرأي والاتهام انطلقت أسرع من إنجاز أي صانع “تبلة” في تجهيز الفلافل.. ما علينا.

جاءكم اليوم من كان الجمهور يرفضه ويغني مطالبًا برحيله ويتعب في وصفه بـ”الفاشل والمتسلق والخادم المطيع لمن قرر وجوده”، بعيدًا عن شهاداته التدريبية التي لم يجد فيها المتابع أي فائدة “لمنتخب الوطن”.

جاءكم فجر إبراهيم الذي احتل مرتبة المدير الفني سابقًا على أحلام الجماهير بالنجم الإيطالي الأسبق كابريني والذي زاحم خطة القدوم بماتشالا يومًا ما، والذي طار مرتين ليجلس مكانه القويض محمد أول مرة والحكيم أيمن ثاني مرة.

كلاكيت رابع مرة لبطل من أبطال التصريحات وارتداء القمصان المليئة بالشعارات ومحبة القيادة وسيد الوطن في الحياة والممات، من قال يومًا عندما سأله الصحفي “يريدونك أن ترحل عن المنتخب”، فأجاب بكل ثقة: “باق ما بقيت ميسلون!”فعلًا ماذا تسأل وعن ماذا تسألون؟

القضية لطالما كانت لغزًا حائرًا ينطلق من أروقة القيادة والاتحاد والمنتخب على شكل ” أفنَستم بكت كنفت كموها” (كلام موزون لا معنى له) ولكن المتابع لكل ماجرى في البلاد على مدار السنوات الماضية وحتى اليوم، بات يفك مثل هذه الأحجية والألغاز بإشارة إصبع وحيدة ولمرة واحدة، فهنا المتهم الحقيقي وهنا اللعبة الحقيقية، على الرغم من أن جزءًا لا بأس به من الشعب يسهم بتركيب صورة المتهم على أنها صورة المنقذ والفرحة المنتظرة لا بد لها أن تأتي يومًا، والمتهم يسرح ويمرح فيسحب شتانغه ويأتي بفجر، يلعب بصورة الخطيب ويحمل السومة اللعنات، والثلاثاء قريب بين فارس الخيبة والجماهير وبين مطار دمشق الدولي.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي