عروة قنواتي
“عندما تجد المواطن المصري ومشجع الأهلي خصوًصا ينتظر مباراة ليفربول على حساب مباراة الأهلي، فهنالك مشكلة في نادي القرن”، هكذا أجابني صديقي بالأمس عندما سألته ماذا شاهدت من الأهلي الذي تعرفه في النهائي.
من هذه الإجابة البسيطة نسرد وقائع الاغتيال السريعة بأهداف تونسية.. قمصان تحمل شعار الأهلي المعروف لكل خصومه، تتحرك وحدها بلا روح ولا ضمير ولا موهبة، أهكذا حضر العملاق محمود الخطيب أبناء الأهلي لموقعة رادس؟ المستطيل الأخضر الذي لم يشهد إلا تسديدة يتيمة أهلاوية على المرمى التونسي.. وبعض الكرات التي انطلقت من هنا ومن هناك وتاهت عن رغبة الفوز الحقيقية.
أليس من الأجدر بصناع القرار الرياضي في مصر العظيمة واتحاد الكرة المصري أن يتركوا محمد صلاح وشأنه، ويهتموا بكرتهم المغدورة والنائمة على طرقات الشتاء من مونديال 2018 حتى نهائي دوري أبطال إفريقيا؟
وحتى لا نبخس التوانسة حقهم في ليلتهم وفي بطولتهم، فقد تجاوز أبناء الترجي أزمة مباراة الذهاب وما تحدثت به الصحف والمواقع عن الظلم التحكيمي في تلك المباراة التي جرت في برج العرب، وشهدت فوز الأهلي وقتها بنتيجة 3-1.
سجل سعد بقير وأنيس البدري ورفاقهما عنوان الترجي في البطولة الإفريقية بأحرف من ذهب، وبشعلة من التقدم ورد الدين، تاركين للشعب المصري ولعشاق الكرة المصرية الحسرة والآهات، التي لن تختفي حتى يمر هذا العام، الذي حمل النكبات بعد الأمنيات وكشف المستور في عمق وأعمدة الرياضة المصرية، إذ أرادها البعض من صناع القرار متنفسًا للشعب المكتئب وحذاءً للحاكم في كل زمان ومكان.
في رادس أيها السادة لا شيء يذكرنا بـ “أبو تريكة” وأحمد حسن وعماد متعب وعصام الحضري.. لا شيء أبدًا.. بالعكس فمن يحضر المباراة في منتصفها ولا يعرف شيئًا عن الترجي التونسي.. لن يعرف أيضًا أن الأهلي حاضر في المباراة إلا بالقمصان التي تحمل شعار النادي العظيم، ولا تحمل هوية ألقابه.
في تونس أراد البعض أن يحمل المباراة أعباء تقليدية، شبيهة بأحداث أم درمان في تصفيات كأس العالم بين الجزائر ومصر، ليهرب بأسوأ أداء في تاريخ الكرة المصرية إلى هذا البند ويختفي.
في كل متابعتي للنادي الأهلي منذ نعومة أظفاري شاهدت الفريق بأجياله يخسر برباعية وخماسية، يفوز ويخسر، يتألق ويتراجع، يتقدم ويتقهقر، ولكن في كل المباريات كان الأهلي يقاتل، يحاول التسجيل، يلعب أبناؤه للقميص. يخسرون لا بأس، ولكنهم يقدمون كل ما لديهم… إلا في رادس، جاؤوا ليعلنوا وفاة أجيالهم واسم ناديهم العريق بجيل لن يستطيع بعد اليوم أن ينال لقب الدوري المحلي إلا بتعثر الخصوم وقدرة القادر سبحانه وتعالى.
حزين جدًا لما كتبت، بمقدار فرحتي بدموع التوانسة وفوزهم واعتلائهم منصة التتويج الأغلى قاريًا.
حزين لأن الأهلي يترك مكانه الحقيقي باستسلام الجيوش المتعبة، ويكتفي بإحصاء الخسائر والاستماع لأغنية كوكب الشرق أم كلثوم “إزاي أقولك كنا زمان والماضي كان في الغيب بكرا”.
مبروك للترجي وهاردلك للأهلي!