يعترض الاتفاق التركي- الروسي حول محافظة إدلب عدة خلافات، بعد الانتهاء من تطبيق البند الأول المتمثل بسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة.
وقال مصدر من المعارضة مطلع على تنفيذ بنود الاتفاق اليوم، السبت 13 من تشرين الأول، إن الخلافات تتمثل بخروج “هيئة تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ” من المنطقة منزوعة السلاح، إلى جانب السلاح الثقيل.
وأضاف المصدر لعنب بلدي أن الخلاف أيضًا يرتبط بشكل الحكومة الجديدة، خاصةً في ظل وجود حكومتي “الإنقاذ” و”المؤقتة”.
وكانت “الجبهة الوطنية للتحرير” قد أعلنت، في الأيام الماضية، الانتهاء من سحب السلاح الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح، مشيرةً إلى أن نقاط تمركزها لا تزال ثابتة على الجبهات الفاصلة مع النظام السوري.
وقال الناطق باسم “الجبهة الوطنية”، ناجي المصطفى، لعنب بلدي إن عملية سحب السلاح الثقيل تم استكمالها، إذ تم إرجاعه إلى المقرات الخلفية، وأعيد انتشاره في المقرات التابعة لـ”الجبهة الوطنية”.
وأضاف المصطفى أن القوات التركية عززت في الأيام الماضية قواتها في إدلب، وأدخلت عتادًا ومصفحات إلى نقاط المراقبة المنتشرة ضمن المنطقة المتفق عليها.
إلى جانب “الجبهة الوطنية”، سحبت “تحرير الشام” سلاحها الموجود على الجبهات بشكل أساسي من ريف اللاذقية الشمالي، لكن بشكل غير معلن.
وبحسب المصدر فإن التنازلات التي تقدمها “تحرير الشام” في إدلب لها مقابل، وقال إنه لا يستبعد أن تشترط “الهيئة” أن تنسحب عسكريًا، وتبقى القطاعات المدنية الأخرى تحت إدارتها الكاملة.
وأضاف أن النقاش حول النقاط الخلافية لا يزال مستمرًا حتى اليوم، لافتًا إلى اجتماعات بين المعارضة وتركيا من جهة والنظام السوري وروسيا من أجل وضع خارطة طريق للمحافظة في الأيام المقبلة.
وفي تقرير لها أمس قالت صحيفة “حرييت” التركية إن تركيا تنتظر مواجهة جديدة لمهمة “أكثر صعوبة” في إدلب، وهي إقناع مقاتلين تابعين لفصائل “جهادية” بالانسحاب من المنطقة.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من التنفيذ السريع نسبيًا للمهمة الأولى، إلا أن الحكومة التركية بمواجهة مهمة “شاقة”.
ومن بين الجماعات تنظيم “حراس الدين” و”الحزب التركستاني” الذي يتخذ من مدينة جسر الشغور معقلًا رئيسيًا له.
وأوضح المصدر أن مدينة جسر الشغور تعتبر خارج حدود المنطقة العازلة، إذ اعتبرت الفصائل العسكرية أن المسافة الفاصلة بين المدينة ونقطة المراقبة التركية في اشتبرق تبلغ أكثر من 15 كيلومترًا.
وتحددت المنطقة العازلة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي.
وأعلنت روسيا، أول أمس الأربعاء، أن الاتفاق حول مدينة إدلب يجري تطبيقه بشكل فعال من قبل تركيا.
وأشارت على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف أنه في يوم 15 من تشرين الأول تنتهي المهلة المحددة لتشكيل منطقة منزوعة السلاح، والتأخر ليوم أو يومين لا يلعب أي دور.