“قطع الأمل” بين ضفتي العاصي.. الخوف يسود جانبي الحرب

  • 2018/09/02
  • 11:29 ص

جسر الشريعة بعد تفجيره من قبل فصائل المعارضة في ريف حماة - 31 من آب 2018 (فيس بوك)

عنب بلدي- ريف حماة الشمالي

شكل تفجير “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ “الجيش الحر” لجسور تربط مناطق سيطرة المعارضة بمناطق سيطرة النظام في ريف حماة حالة من الغضب لدى فعاليات مدنية ومجالس محلية.

طال التفجير جسري الشريعة وبيت الرأس في سهل الغاب، اللذين يعدان صلة الوصل الرئيسية بين مناطق سيطرة الطرفين، في الوقت الذي منع أهالي منطقة الحويز من تفجير جسرها.

تفجير الجسور يأتي بالتزامن مع الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة لقوات الأسد في محافظة إدلب شمال غربي لسوريا، بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط المنطقة وخاصة إلى معسكر جورين غربي حماة.

الموقف المحلي رافض

شهدت المنطقة حالة غضب من قبل أهالي ريف حماة الغربي على خلفية تفجير الجسرين، وذلك لوجود عدة قرى سيطرت عليها قوات الأسد في السنوات الماضية ونزح قاطنوها إلى مناطق سيطرة المعارضة، إذ لا يزال لدى الأهالي “أمل” بالعودة لقراهم التي تضم مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية غرب نهر العاصي.

ومن بين القرى الحاكورة والتوتة والدرابلة والتمانعة والرملة وقبرفضة والأشرفية والكريم، وكانت ميليشيات موالية للنظام السوري عمدت إلى السيطرة على أراضيها التي تتميز بتربة خصبة وتشتهر بزراعة محاصيل زراعية.

رئيس المجلس المحلي لبلدة قبرفضة، عبد المعين أبو علي، قال لعنب بلدي إن الفصائل العسكرية “قطعت الأمل بتحرير قرى ريف حماة”، وطالب بتوضيح من الفصائل، معتبرًا أنه كان من الأجدر ألا تفجر الجسور قبل استشعار خطر حقيقي، وفي تلك الحالة المجالس المحلية ستؤيد ذلك القرار وتقف معه.

وتأتي أهمية الجسور كونها صلة وصل بين القرى التسع غرب العاصي والبلدات شرقه، إلى جانب كونها معبرًا تجاريًا وزراعيًا لكل المنطقة.

وتشهد المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة حالة من الترقب والخوف من بدء الحملة العسكرية، ما يعني نزوح الآلاف من المدنيين نحو المناطق الشمالية القريبة من الحدود التركية، وهو ما يقابله تخوف مشابه في الضفة المقابلة من الحرب السورية.

توتر تشهده الضفة المقابلة

مع الحديث عن المعارك المرتقبة في المنطقة، تشهد القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة النظام والمحاذية لمناطق المعارضة حالة من التوتر والترقب والخوف من أي رد فعل لفصائل المعارضة، خاصة مع تركيبتها السكانية لهذه القرى والتي تغلب فيها الطائفة العلوية.

الدكتور سلوم، أحد أبناء سهل الغاب من الطائفة العلوية، أكد وجود حالة من الترقب لدى أهالي المنطقة، مضيفًا أنه “جرى اجتماع ضم وجهاء الطائفة في المنطقة وعبروا عن رفضهم للمعركة، بسبب ازدياد عدد الشباب الذين خسرتهم المنطقة في المعارك”.

وقال سلوم لعنب بلدي، وهو أحد النازحين عن منطقته بسبب المضايقات الأمنية، إنه تم الاتفاق على “زج فصائل التسويات على الخطوط الأولى، وإبعاد أبناء المنطقة”.

وأشار إلى التخوف من عمليات عكسية لفصائل المعارضة تستهدف المنطقة، كرد فعل على حشود قوات الأسد، الأمر الذي دفع بعض العائلات للنزوح عن المنطقة ريثما تنتهي المعارك.

وفي ظل الاستقطاب بين الجانبين يهدد قادة في الفصائل المعارضة أيضًا بالتحرك باتجاه مناطق النظام السوري، ومن أبرز هذه المواقف ما قاله قائد فصيل “جيش العزة”، الرائد جميل الصالح، الذي هدد باقتحام حماة والتحرك باتجاه مناطق أخرى، مع أول تحرك للروس والنظام السوري.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا