عنب بلدي – درعا
منذ بداية العام الحالي، ينظم مركز “طموح” في بلدة تل شهاب بدرعا دورات تدريبية وتوعوية عدة للنساء في البلدة، ضمن إطار تنمية مهارات المرأة وتمكينها وتفعيل دورها في المجتمع.
دورات صحية وأخرى خاصة بالمشاريع الاقتصادية كانت على رأس جدول أعمال المركز، التابع لـ “المجلس النسائي الجنوبي” في محافظة درعا، موجهًا خدماته بالدرجة الأولى إلى الفئة المستضعفة من النساء، من أرامل وزوجات معتقلين ومعيلات لأسرهن، وفق ما قالت مديرة المركز، رولا المسالمة.
المسالمة أضافت لعنب بلدي أن الهدف من المركز هو توفير دورات تدريبية تساعد النساء على إيجاد فرص عمل أو البدء بمشروع منزلي صغير لكسب الرزق، مشيرة إلى أن إمكانيات المركز محدودة جدًا، لكن خدماته المجانية لا تزال مستمرة منذ كانون الثاني 2018.
ويزداد عدد النساء الأرامل في سوريا تبعًا لما خلفته الحرب من قتلى، ما جعلهن في مواجهة مع تحديات عدة أهمها إعالة أطفالهن وأسرهن، الأمر الذي جعلهن عرضة للاستغلال في سوق العمل، عبر استغلال جهودهن بأبخس الأجور.
وبالإضافة إلى التركيز على فئة النساء، يسعى مركز “طموح” إلى تحقيق فائدة أكبر على نطاق أوسع، وذلك عبر دعم أسر المعتقلين والنازحين والمهجرين والأسر التي ترزح تحت خط الفقر، بالإضافة إلى تخصيص دورات تدريبية لذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب، بما يضمن دمجهم في المجتمع وفي سوق العمل.
بدوره، قال مدير العلاقات العامة في “طموح”، محمود السعدي، إن المركز خصص جزءًا كبيرًا من مهامه لعقد ندوات توعوية في مواضيع عدة، أهمها العنف ضد النساء والأطفال وقضايا التحرش والإدمان.
وأشار لعنب بلدي إلى أن المركز وفر فرص عمل للنساء المدربات، إذ يضم حاليًا ما يقارب 60 امرأة بين مدربة ومتدربة.
وأضاف أن “الهدف هو مساعدة فئة تم تهميشها في المجتمع السوري، وغالبيتها من النساء، لتكون قادرة على النهوض بنفسها وتثبت ذاتها وتدخل سوق العمل، ما يستدعي صقل مهاراتهن وتنمية مواهبهن”.
وعن الصعوبات التي يواجهها القائمون على مركز “طموح”، قال السعدي إنها تتجسد بشكل رئيسي في ضعف الدعم، فتوسيع النشاطات وتقديم المزيد من التدريبات يحتاج إلى معدات ومصاريف إضافية، خاصة أن المركز تابع لـ “المجلس النسائي الجنوبي” ولا توجد أي جهة أخرى تدعمه حتى الآن.
نسبيًا، يعتبر دور المرأة السورية في درعا فعالًا بشكل أكبر مقارنة مع غيرها من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، إذ شاركت النساء في درعا إلى جانب الرجال في الأعمال التطوعية والخدمية، وقد أسهمت فعليًا في المشافي ومراكز الدفاع المدني والجمعيات المدنية المتنوعة.