اتهم لبنان المفوضية العليا للاجئين بمحاولة تغيير رأي اللاجئين السوريين، بالعزوف عن قرارهم بالعودة إلى سوريا.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اليوم، الأربعاء 7 حزيران، إن المفوضية وخلال لقاءاتها التي تجريها مع السوريين الراغبين بالعودة خصوصًا في عرسال، تعمد إلى طرح مجموعة من الأسئلة تجعلهم يغيرون رأيهم بالعودة.
وأشارت إلى بعض هذه الأسئلة ومنها “إذا كان يعلم أنه في بلده من دون رعاية أممية ومساعدات أممية، وبأن الشبان سيخدمون في جيش النظام السوري، كما تطرح عليهم أسئلة بخصوص بيوتهم واحتمال عدم صلاحيتها للسكن (…)”.
واعتبرت الوكالة أنه وبعد توجيه هذه الأسئلة “بطريقة لائقة”، يقوم غالبية السوريين بالتراجع عن العودة، وهو ما قالت إنه “يعرقل العودة الطوعية”.
واتخذ الأمن اللبناني إجراءات إدارية لعودة اللاجئين، منها تسجيل أسمائهم والتنسيق مع لجان “المصالحات” داخل سوريا، واصفًا عودتهم بـ “الطوعية”.
وسبق ذلك بيوم، بيان للخارجية اللبنانية طلبت فيه من المفوضية تسليمها خطة، توضح الإجراءات التي ستتخذها لإطلاق مسار عودة السوريين إلى “المناطق الآمنة في سوريا”.
وتضمن البيان طلب لبنان أيضًا، تغيير المفوضية مقاربتها لكامل موضوع عودة السوريين، انطلاقًا من اعتبار لبنان أن الوضع في العديد من مناطق سوريا باتت “آمنة للعودة”.
إلا أن ممثلة مكتب المفوضية في لبنان، ميراي جيرار، ردت أن عمل المفوضية ينحصر “بالشق الإنساني فقط”، مشيرة إلى أن المفاوضات جارية مع النظام السوري لحين توافر ظروف مواتية للعودة في سوريا.
ويجري الحديث مؤخرًا عن تواصل بين سياسيين لبنانيين والنظام السوري، لتنسيق عودة السوريين، بعد انتشار مخاوف في الأوساط اللبنانية من تبعات القانون السوري رقم “10”، ومسألة “توطين” السوريين في لبنان.
وبرر لبنان أن مسار العودة ابتدأ بالفعل، وكانت نواته الأولى عودة اللاجئين من شبعا إلى بيت جن، مطالبًا المفوضية بـ “مواكبة هذه المرحلة الجديدة من ملف النزوح”.
وأشار مدير الشؤون السياسية والقنصلية، غادي الخوري، أن عبء اللجوء الضخم الملقى على عاتق لبنان اقتصاديًا واجتماعيًا، بات يشكل خطرًا وجوديًا ما عاد يحتمل المراوحة في تنظيم عودة اللاجئين”.
ويصل عدد اللاجئين السوريين إلى أقل من مليون، بحسب أرقام مفوضية اللاجئين، ويقطن أغلبهم في المخيمات وفي أوضاع معيشية “صعبة”.
وتحضر، قبل يومين، آلاف اللاجئين السوريين في لبنان من أجل “العودة الطوعية” إلى المناطق الآمنة في سوريا، بحسب تصريحات رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري.
وكانت آخر دفعة من اللاجئين السوريين دخلت الأراضي السورية عبر نقطة المصنع الحدودية بين البلدين، في 18 من نيسان الماضي.