عنب بلدي – خاص
تنتظر مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي مصيرها، وسط مناشدات من قبل أهالي المنطقة بالتحرك العسكري واستعادة السيطرة عليها، دون تأكيدات رسمية بإمكانية فتح جبهات عسكرية نحوها في إطار عملية “غصن الزيتون”، التي أعلنت تركيا عنها في 20 من كانون الثاني الماضي.
في 15 من شباط 2016، سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد)، التي تشكل “الوحدات عمادها على مدينة تل رفعت. وفي الشهر ذاته أحكمت قبضتها على قرابة 52 قرية أبرزها منغ وعين دقنة. |
اعتصم ناشطون ومدنيون في ريف حلب الشمالي، الجمعة 23 من آذار، مطالبين بتحرك فصائل “الجيش الحر” إلى مدينة تل رفعت والسيطرة عليها من يد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، مع دخول بعض الميليشيات التابعة لقوات الأسد إليها، قبل أكثر من أسبوعين، في ظل مفاوضات بخصوص المنطقة بين الجانبين التركي والروسي.
آلاف اعتصموا أمام دوار سجو شمالي حلب، على مدخل معبر باب السلامة، منذ مساء الخميس، بينما شهدت مناطق مارع وأخترين مظاهرات دعت للتحرك العسكري، عقب الانتهاء من السيطرة على منطقة عفرين.
“الجيش الحر” لم يتحرك ولم يدلِ بأي تصريحات تؤكد أنه سيفتح معركة في المنطقة، وقال النقيب أنس حجي يحيى، الناطق باسم “الفرقة التاسعة قوات خاصة”، في حديث سابق لعنب بلدي، إن العمليات في محاور مرعناز، التابعة لاعزاز، وتل رفعت، مرتبطة “بتوجيهات تركية”.
وكانت مصادر موالية للنظام ذكرت، قبل أكثر من أسبوع، أن قوات الأسد تسلمت كلًا من: كيمار، الزيارة، برج القاص، باشمرا، باصوفان، دير الجمال، تل رفعت، قرية ومطار منغ، من “الوحدات”.
مفاوضات ووعود
ودارت مفاوضات بين لجنة عن أهالي القرى العربية ومن بينها تل رفعت مع الجانب التركي، وقال مراسل عنب بلدي في ريف حلب، إن اللجنة تلقت وعودًا “إيجابية” من بينها التأكيد على شمل المدينة ضمن خطة عملية “غصن الزيتون”.
بشير عليطو عضو مجلس محافظة حلب “الحرة”، ورئيس المكتب السياسي لمدينة تل رفعت، قال لعنب بلدي، إن المفاوضات التركية الروسية والأطراف الأخرى بخصوص المنطقة مستمرة حتى اليوم.
ووصف المظاهرات بأنها “حراك شعبي يطالب بتحرير المنطقة، وتأكيد على أن الوضع لا يمكن أن يبقى كما هو عليه اليوم”، مضيفًا “لا موعد لبدء العملية نحو تل رفعت، ولكن وصلتنا تطمينات بأنه لا إيقاف للعملية دون تحرير كامل المنطقة من الإرهاب”.
وعن القوات التي تسلمت المناطق في تل رفعت، قال عليطو إنها ذاتها التي دخلت إلى عفرين الشهر الماضي.
وكانت “قوات شعبية” موالية للنظام السوري دخلت مركز عفرين، الشهر الماضي، وروجت وسائل إعلام النظام السوري حينها إلى إيقاف العملية التركية في المنطقة، إلا أن “الجيش الحر” المدعوم تركيًا واصل عملياته وسيطر على كامل المنطقة.
“لا يمكن أن تبقى الأهالي في المخيمات”، وفق عضو مجلس محافظة حلب، مشيرًا إلى أن “أبناء القرى العربية ومنها تل رفعت، شاركوا وقتل منهم البعض في عملية تحرير عفرين، ولا يمكن القبول إلا بالعمل العسكري على تلك المناطق التي تقدر مساحتها بقرابة 200 كيلومتر مربع”.
وضمت تل رفعت 40 ألف نسمة، بينما تضم قرى المنطقة بمجملها حوالي 300 ألف، إلى جانب نازحين إثر المعارك ضد قوات الأسد وتنظيم “الدولة الإسلامية” في وقت سابق.
وفق محللين عسكريين، من المفترض أن تمر المعارك بتل رفعت قبل التوجه إلى منبج، التي لم يتفق الجانبان التركي والأمريكي حولها حتى اليوم، رغم تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالتوجه إليها وإلى إدلب عقب الانتهاء من عفرين.
وقال المحلل والخبير في الشأن التركي، ناصر تركماني، في حديث سابق لعنب بلدي، إن تحريك جبهة تل رفعت “ضروري لتضييق المساحة الجغرافية وحماية مناطق درع الفرات شمالي حلب”.
آخر تصريحات رسمية صدرت عن أردوغان، ونقلتها وكالة “الأناضول”، السبت 24 من آذار، رد فيها على المظاهرات في ريف حلب، بأن “الرسائل التي وجهها إلينا المتظاهرون في سوريا بتحقيق الأمن والاستقرار في تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين، لن تبقى دون جواب”.
وينتظر أن تسفر التفاهمات الروسية- التركية عن تحديد مصير المنطقة والريف الشمالي لحلب بالكامل، وسط توقعات بنشر قوات ضمن نقاط مراقبة تمنع تحرك “الوحدات” في المنطقة.