عنب بلدي – خاص
تنتظر مدينة عفرين تنظيم أمورها وتنفيذ مخرجات مؤتمر “إنقاذ” احتضنته مدينة غازي عنتاب التركية، الأحد 18 من آذار الحالي، وتمخض عنه جملة من البنود، على رأسها تشكيل مجلس مدني لإدارة المدينة، بعد سيطرة فصائل “الجيش الحر” والجيش التركي عليها، خلال الأيام الماضية.
يستمر إغلاق مداخل عفرين حتى السبت 24 من آذار، بينما عبّرت أكثر من 100 شخصية ينحدرون من المدينة، حضروا المؤتمر، عن صعوبة تنفيذ المخرجات في الوقت الحالي، بعد نقاشات خرجت بـ 17 بندًا، على أن تُطبّق بعد الانتهاء من العمليات العسكرية، وإزالة الألغام التي خلفتها “وحدات حماية الشعب” (الكردية).
وتبدو حركة العودة إلى المدينة محدودة، وفق الناطق باسم المؤتمر والمعارض الكردي حسن شندي، وقال لعنب بلدي إن مجموعة من اللجان شُكلت لبدء العمل أبرزها: لجنة العلاقات العامة، اللجنة الإغاثية، لجنة المتابعة، لجنة إعادة المهجرين، اللجنة التعليمية، اللجنة الإعلامية، اللجنة القضائية.
ووفق شندي، فإن الكرد يمثلون النسبة الأكبر ضمنهم 85 شخصًا، وفيهم مستقلون وحزبيون وأطباء ومحامون وفنانون، إلى جانب العرب وعلى رأسهم شيوخ عشيرتي البوبنا والعميرات، وإيزيديون وشخصيات علوية من ناحية المعبطلي.
تشكيل مجلس محلي
اختير قرابة 30 شخصًا ليكونوا ضمن مجلس مدينة عفرين، جميعهم في تركيا، وأوضح الناطق باسم المؤتمر، أن الأيام المقبلة ستشهد تحديدًا لمن سيدخل منهم إلى عفرين لمساعدة الأهالي، بإشراف منظمات حقوقية ومدنية مختصة.
ويعمل المجلس بالتوازي على تشكيل شرطة محلية من أبناء عفرين، تكون “غير مؤدلجة” ولا تتبع لأي جهة حزبية، بل هدفها “حماية المدينة بشكل طوعي لحفظ الأمن والأمان، وعدم فرض التجنيد الإجباري والقسري، على أن تدفع رواتب للمتطوعين يؤمّنها صندوق الإدارة المدنية”، وفق شندي.
وحول بند تعويض المتضررين في المؤتمر، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، لفت شندي إلى أنها ستكون في مرحلة لاحقة، مشيرًا إلى أن توزيع الطحين والمواد الإغاثية مستمر “لكنه قليل”. وتعمل في المنطقة بعض المنظمات مثل “هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية (IHH)، كما أعلنت “بنفسج” وضع نقطة إسعافية وتشكيل فريق مناوب “لخدمة الأهالي”.
وطالب الناطق باسم المؤتمر، بفتح ممرات آمنة لعودة الناس إلى قراها وإنهاء المظاهر المسلحة في عفرين، مقرًا بصعوبة الوضع في عفرين، وأكد أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات “لتقييم الأمور وتحديد آلية العمل على أساس أن الأولوية تتمثل بإعادة الأهالي إلى منازلهم”.
لا تفعيل واضح حاليًا بخصوص المجلس ومعظم مخرجات المؤتمر، وبحسب شندي، فإن منظمي المؤتمر يسعون لذلك “في الوقت القريب”.
ونصت بقية بنود المؤتمر على تأمين سلامة وحماية المدنيين في عفرين، وفتح ممرات آمنة لأهالي المدينة للدخول والخروج، واحترام خصوصية جميع المكونات العرقية والدينية والمذهبية في المنطقة.
سيطر “الجيش الحر” على كامل المدينة في 18 من آذار، وتعمل الفصائل والجيش التركي على إنهاء الجيب الجنوبي الأخير المتبقي في المنطقة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب السيطرة، إن تركيا لا تنوي البقاء في عفرين، لافتًا إلى أنها “ستقدم على خطوات من شأنها تأهيل المنطقة وإحياؤها مجددًا، عبر إعادة إنشاء البنيتين التحتية والفوقية”. |
وجاء فيه التأكيد على الاهتمام بالتعليم والصحة والقضاء وجميع مناحي الحياة، واحترام النساء وحقوق المرأة، وإلغاء جميع المظاهر المسلحة داخل المدينة، على أن تعمل عائلات عفرين “الكبيرة” ورؤساء العشائر بدعم من تركيا على إعادة إعمارها.
إضافة إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي من سجون عفرين، والدعوة إلى مصالحة وطنية بين مكونات المدينة، وتسليم إدارة المدينة ونواحيها إلى أبناء عفرين.
ودعا المؤتمر إلى التصالح مع الداخل والمحيط والخارج ونشر ثقافة التسامح، ونبذ مبدأ الثأر والإقصاء، إضافة إلى ضمان حق التظاهر بشكل سلمي، وتأمين الخدمات الضرورية.